17 نوفمبر، 2024 7:32 م
Search
Close this search box.

وأضحى العيدُ مصلوباً على الاعواد !

وأضحى العيدُ مصلوباً على الاعواد !

منذ ان خُلق الانسان في هذا الكون وهو يقيم اعياده لاعادة تمسكه بعالمه وجنسه البشري فضلاً عن ادامة ارتباطه بخالقه ليجسد حقيقة مفادها انه خليفة الله في هذا الوجود  ليحقق التفاعل الانساني والالهي ، لذا تراه يقيم الاحتفالات في ايام محددة من السنة  بعضها دينية سماوية او وضعية خالصة أو ليسلط الضوء على ذكرى أو واقعة او حدث تلك هي حقيقة الاعياد لكل الشعوب والامم  . وبعد مسيرة شهر من الصوم والتحمل والمشقة  نصحوا على تكبيرات الله اكبر المعطرة بشذى اريج الايمان والزهو لنعلن ابتداء ساعات العيد السعيد والفرحة تغمر الوجوه والابتسامة تفترش البيوت وضحكات الاطفال تمتزج مع زغاريد الطيور والبلابل . فبدلاً من ذلك تعالت صيحات العويل والثبور بفقدان الاحبة والاعزة في ايام العيد وتوقفت كلمات الود والتهنئة وحلت معها ( البقية في حياتك) . تم اغتيال العيد مع سبق الاصرار والترصد في كل ايامه ولم يتركوا ساعة منه الا وجعلوها حسرة وبكاءاً على ارواح زكية  لا ذنب لها سوى انها تريد الاحتفال بالعيد السعيد .  ان التمادي و القتل من قبل دعاة الجريمة ليس جديداً  فلم يتركوا يوماً من ايام السنة الا واريقوا فيها دماءاً طاهرة وكان العيد اخر مطافهم ليثبتوا انهم لا دين لهم  ولا قيم وانهم مصرون على ارتكاب الجرائم بدمٍ بارد . والمحزن ان الاجهزة الامنية تُعلن انها على دراية بالتفجيرات قبل حدوثها ولكن لا حياة لمن تنادي . ماذا فعلت الاجهزة الامنية سوى تضييف الشوارع وغلق الاخرى ولم تقوم بمطاردة عتاة الجريمة في عقر دارهم بغية منعهم من تنفيذ خططهم ، لا بل بقيت تتفرج لما يحدث وحدثت الطامة الكبرى ، ونفذت الهجمات بدقة عالية وتنسيق محكم في بغداد والمحافظات وكان التحدي واضحاً عندما اخذوا بمطاردة الاجهزة الامنية في اماكن تواجدها وتحركها ، واعلنت ما يسمى بـ ( دولة العراق والشام ) بتنفيذ هذه الهجمات وتوعدت بهجمات نوعية اخرى في الزمان والمكان المحددين لها . اذاً ماذا بقي لكي يُعلن دولة الرئيس المالكي ان خطط جديدة ستنفذ لمواجهة القتل الجماعي الذي تنفذه القاعدة بحق الشعب في ايام العيد ؟ . اعتقد انهم توهموا بانهم صلبوا وعلقوا العيد  على الاعواد في كافة انحاء العراق وسلبوا فرحته من شفاه الاطفال ونفوس الكبارولكن مثلهم كمثل اليهود عندما شُبه لهم سيدنا المسيح ( ع )  وعلقوا صاحبهم . خابت آمالهم لن يغتالوا العيد مثلما تيقنوا وانما ارتفع مع ارواح من سقطوا الى عليين لينالوا بركة ورضا ربهم العظيم .   

أحدث المقالات