العجيب ان الحكام لا يقراون التاريخ، وان قرأوه لا يأخذون منه العبر ، وهم يعلمون ان التأريخ تصنعه الشعوب ، وأنها لو دامت لغيرهم لما وصلت اليهم، بهذه المقدمة أردنا أن نمهد السبيل للحديث مع حاكم بغداد عبد المهدي (المغلوب على أمره والعاشق للسلطة ) وأن نوجه اللوم لكل عراقي انتخب هذه النماذج الضالعة في التخلف المتحولة إلى أدوات لقمع الشعب ، وهنا نود ان نذكر عبد المهدي ومن ورائه ، ومن لا يرغب بتخليه عن الوزارة، انكم كنتم من قادة الثورة الشعبانية التي انتفضت ضد النظام السابق ، وان رأس النظام قال عنكم انكم تنفذون مخططات الأجنبي ، وأنكم عملاء، وأنكم تنفذون صفحة الغدر والخيانة ،، أتدرون لم قال ذلك عنكم وعن الشباب الثائر أنذاك ،؟ قال ذلك لان الثورة الشعبانية كادت أن تطيح به ونظامه ، واليوم وانتم تناسيتم تلك المقولة نذكركم ان ديدن من يمسك في الشرق من الحكام بالسلطة كما يقال باللهجة الدارجة (أيعرت بيهة ) واليوم أنت تعرت بيهة وغيرك يحميهة ، والثالث يماريها ، ولكن لتعلم انت وغيرك من شركاء ما تطلقون عليه بالعملية السياسية انكم زائلون لا محالة ، وعندها سنعود لنذكركم ان من تعامل معكم بالامس بكل تلك القسوة كان ظالما، اعدتم انتم اليوم ذات الاساليب وذات الحجج وتساويتم معه في الوسائل والأساليب التي ما فتئت لا تخيف الشعوب ، وبالقياس عليه صرتم انتم اليوم من أؤلئك الظالمين والله لا يحب الظالمين..