23 ديسمبر، 2024 6:39 م

وأد الفتنة أم وأد العراق ؟

وأد الفتنة أم وأد العراق ؟

العراق يعيش على بركان لهب من تأجيج للطائفية البغيضة التي تريد أن تذهب بالبلاد الى محرقة الحرب الأهلية السوداء ،فأطلت برأسها من جديد وبثوب جديد هذه المرة ،ألا وهو هجوم الجيش على ساحات التظاهر السلمية وقتل المتظاهرين ،يرافق هذا العمل البربري تصاعد حدة التصريحات الطائفية لرجال دين وأعضاء مجلس نواب ورؤساء كتل طائفية ،وكانت ردة الفعل المقابل هو المواجهة العشائرية مع الجيش في المحافظات المنتفضة ضد الظلم والاستبداد والإقصاء والتهميش والإعدامات الجماعية ،وهذا ما يريده أعداء العراق (وإيران تحديدا حيث صرح احد قادتها العسكريين بان الحرس الثوري شارك لأول مرة بقمع المتظاهرين في ساحة العزة والشرف بالحويجة ) وهذا اعتراف صريح وموثق يؤكد ما كان الإعلام يحذر منه وتنفيه الحكومة ، أن إيران هي من يحتل العراق الآن ولها نفوذ عسكري وسياسي وديني واسع في العراق ،وهذه إدانة مباشرة لمن يقول أن إيران لم تتدخل في العراق، هذا عدا الميليشيات المسلحة الطائفية التي تديرها إيران في العراق منذ بدء الغزو عليه واحتلاله ،إذن إيران شريك مباشر في قتل العراقيين من خلال تدخلها العسكري المباشر والعلني وأحداث الحويجة أسقطت ورقة التوت التي كانت الحكومة تتستر بها لذر الرماد في العيون ،هذا التدخل قد أوقع الحكومة في مأزق ،وحشرها في زاوية لا تخرج منها ،في أن الحرب الطائفية في العراق تريدها  وتؤججها إيران لعدة أسباب منها تصدير أزماتها الداخلية الحرجة الانتخابات ومشاكلها وثورة الاحوازيين العرب وبرنامجها النووي الذي تتصاعد الدعوات الدولية لإيقافه بالقوة العسكرية،وثانيا حرف الإعلام والرأي العام العالمي عن تدخلها في قمع ثورة السوريين ،وتشتيت الجهد العسكري عن ما يجري هناك وتجزئة المعركة ،لذا فان ما يجري في العراق اليوم من تصعيد أكثر من خطير ومنظم لإحداث فتنة وحرب طائفية في العراق هو بالضبط ما تريده إيران ضمن مشروعها الكون الديني التوسعي في المنطقة ،لذا على جميع الأطراف أن تعي بسرعة لهذا التصعيد والانفجار الطائفي وتعمل على (وأد الفتنة ) بكل قوة وتقبر المشروع الإيراني المنطلق من العراق ،وتنقذ العراق من حرب مدمرة وصفها المالكي بأن(الجميع الخاسر فيها )،وان تعمل الحكومة على إسكات كل الأصوات الطائفية من كلا الطرفين بعمل جريء وهو الحوار المباشر والصريح مع أطراف التظاهرات لتنزع على الفور فتيل الحرب الطائفية التي تريد لها إيران (وأد العراق كله) ، ومحو هويته العروبية ،وان تمنع وبسرعة كل أنواع التدخلات الإقليمية وفي مقدمتها إيران ،وتؤكد أن العراقيين قادرون على حل أزماتهم بأنفسهم ولا يسمحون للآخرين التدخل في شؤونهم الداخلية ،وهذا العمل الوطني يحتاج لقرارات وطنية شجاعة وجريئة من كل الأطراف وفي مقدمتهم حكومة المالكي (حكومة بس بالاسم ) ،واقصد دولة القانون والتحالف الوطني ،وحتما فيهم عقلاء لا يريدون الحرب الطائفية أن تحصل ،كما يريدها (رئيس الوقف الشيعي ورئيس الوقف السني وغيرهم من الأصوات النشاز ،على عكس تصريحات المرجع الكبير السيد السيستاني والعلامة الكبير عبد الملك السعدي ،اللذان يؤكدان دائما على تهدئة الأمور وحرمة الدم العراقي وأد الفتنة الطائفية في العراق ، نقول بوضوح أن العراق بهذه السياسة الرعناء تقود البلاد حتما الى حرب أهلية بين الحكومة والشعب ،يدفع ثمنها الجميع وتذهب بالبلاد الى المجهول، وهو الآن على مفترق الطرق كما عبر عنه مارتن كوبلر ممثل الأمم المتحدة في العراق ،فعليه ستتحمل هذه الحرب حكومة المالكي أولا،لأنها تجاهلت مطالب المتظاهرين الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة كما اعترف المالكي نفسه بشرعيتها وقانونيتها ،وهم يطالبون بها منذ أربعة أشهر ،مع ترقيعات وتسويفات وتصريحات خجولة تمويهية لهذه المطالب ،العراق بعين العاصفة الطائفية وفي مهب ريحها الكريه ،فمن يستطيع إخماد وقطع رأسها في هذه اللحظة التاريخية الحرجة من تاريخ العراق الاستثنائي …حفظ الله العراق وخذل أعداءه ….