22 نوفمبر، 2024 7:49 م
Search
Close this search box.

وأد الفتنة أكبر من الاسماء !

وأد الفتنة أكبر من الاسماء !

شخصياً لست معنياً بالتأريخ ولا رواياته التي لاتستقر على حقيقة، لان التأريخ عادة ماتكتبه اقلام السلطة أو معارضيها وفي الحالتين تضيع الحقيقة بينهما !
والامم التي تعتاش على التأريخ وتنام في كهوفه هي أمم لاحاضر لها ولا مستقبل ، بل ان اجترار التأريخ لن يودي الا الى إعادة فتنه وحروبه وتناقضاته وخلافاته غير المجدية القائمة أساساً على تصورات فكرية مختلفة أغلبها مبنية على روايات وقصص تتلاعب في سردياتها غالباً الأهواء الشخصية والإنحيازات الايديولوجية وان كانت من المنبع نفسه !
في الوقت الذي نحاول فيه الخروج فيه من مستنقعات الصراعات والاختلافات الطائفية والسياسية معاً، تبرز لنا بين فترة واخرى رؤوس تبحث في المختلف عنه وعليه تقود الى ايقاد الفتن واعادة الصراعات والخوض في المجهول !
وايضا في الوقت الذي يبحث الجميع عن مخرج للنفق السياسي المظلم الذي نعيشه ، تقدم العتبة العسكرية المحترمة على تغيير اسم قبة جامع سامراء الكبير الى ” صاحب الأمر ” ، وهو صاحب مختلف عليه بين الملل الاسلامية وفرقها المختلفة ، كما ان اسم جامع سامراء الكبير موجود منذ مئات السنين دون ان يثير حفيظة احد على الاطلاق !
فما هي مبررات إجراء غير مسبوق بتغيير اسم الجامع والسيطرة على المدرسة الدينية الملاصقة له المملوكان الى ديوان الوقف السني ؟
حتى وان كانت التبريرات ممكنة القناعة ، فما مبررات اثارتها الآن في وقت يزحف فيه الجميع زحفا الى بر للأمان ينقذ هذي البلاد مما هي فيه من ويلات وكوارث ومستقبل لايبدو واضحاً حتى الآن أو فيه غشاوة وسرابات للأمل ؟
“ان الاجراء المرفوض الذي لجأت اليه ادارة العتبة يعبر عن رغبة في احداث التغيير الديمغرافي وارباك العلاقة بين مكونات الشعب العراقي ومحاولة خائبة في دق اسفين بين مكونات شعبنا كونها تهديد صريح للسلم المجتمعي والتعايش السلمي بين العراقيين “.
هكذا يقيّم تحالف السيادة الممثل الاكبر للمكون السني الاجراء الذي اتخذته العتبة العسكرية ، وكذلك فعل مجموعة من علماء السنة في سامراء في مؤتمر صحفي ، وهي مواقف اعتبرت قرار التغيير مثيراً للفتنة مطالبة رئيس الوزراء والمرجعية بالتدخل لإعادة الامور الى نصابها و ” ايقاف محاولات ايقاد الفتنة والتي لجأت الى هذا الفعل الغير قانوني بلا ادنى شعور بالمسؤولية وكذلك اعادة الجامع الكبير والمدرسة الدينية في سامراء الى عهدها الذي كانت عليه ونهجها المعروف بالوسطية والاعتدال ” بحسب بيان لتحالف السيادة الذي يتزعمه الشيخ خميس الخنجر ” ..
لانعتقد ان العتبة العسكرية تفتقد الى الحكمة المطلوبة لقراءة الآثار السلبية لقرار تبدو آثاره واضحة ومؤثرة في التعايش المجتمعي السلمي في سامراء أو حتى العراق عموماً ، كما لانعتقد انها غير مكترثة بنتائج قرار وإن كانت النتائج تحت الرماد !!
ان المطلوب لوأد الفتنة ” المفترضة ” هي اعادة الامور الى نصابها واتخاذ قرارات تقوي اللحمة المجتمعية وتقارب بين الاختلاف وتسد طرق الفتنة من أي مصدر كانت ، فالبلاد يكفيها ما فيها حتى تدخل صراعات الاسماء التي لاجدوى من اثارتها !!

أحدث المقالات