يسألنني زملاء مهنة المتاعب، بين فترة وأخرى .. وسؤالهم فيه ربما جانب من ( المشروعية) عن سبب (غياب) السيد مؤيد اللامي نقيب الصحفيين هذه الايام ..ولا أجد جوابا ربما سوى أن الرجل لم يجد دعما من الحكومة في يوم ما، وهو الآن ربما (محرج) أمام زملائه، وهم بالآلاف ولا يدري كيف سيتصرفأزاء محنتهم !!
الكثير من الزملاء يتساءلون عن سبب (البرود) الذي تعيشه النقابة، وقد تم تغييبهم عن واجهة الاحداث، بالرغم من أنهم حاضرون فيها بقوة، وما زالت أقلامهم مشرعة في الدفاع عن شعب العراق وما يواجهه من أهوال ومحن، وهم جزء من تلك المعاناة، إن لم يكونوا قد تحملوا من تبعاتها الكثير، وقد قدموا أرواحهم قرابين من أجله ، وكانت قوافل شهدائهم تمضي، بالرغم من كل ماعانوه من شظف العيش، وعدم إهتمام الدولة بأحوالهم !!
بصريح العبارة، سؤال الزملاء يكون على الدوام : أين وعود السيد رئيس الوزراء ووعود رئيس البرلمان من قضية (منحة الصحفيين) التي تم تجاهلها كليا؟؟ وأقول لهم بإستمرار ينبغي ان تعرفوا إن هناك مقولة تنطبق على السيد رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي وهي أن (كلام الليل يمحوه النهار)، وآخرون يرددون (أيس يا عبيس) ، للدلالة على انه ليس في تفكير الرجل ما يعيد هذا الحق لأصحابه ..وهو يسير على مبدأ ( ترحيل الأزمات) الى ان يقضي الله أمرا كان مفعولا!!
لكن الزملاء يستغربون ، ويقولون إن هذا ليس سبب المشكلة لوحدها، ويشيرون الى أن السيد مؤيد اللامي، لم يكن تعامله معهم، على هذه الشاكلة من البرود ، منذ سنوات، حتى ان كثيرا من زملاء المهنة، لم يعد يزورون النقابة، منذ أشهر، بعد ان وجدوا ان (أبواب الرحمة) قد أوصدت بوجههم كما يقال، ولم تبق سوى رحمة الباري عز وجل..ونعم بالله!!
تساؤلات الزملاء (مشروعة) وهم محقون في الإستفسار الدائم عن (غياب) السيد النقيب في الدفاع عن مطالبهم المشروعة، بل وهم يؤشرون غياب حتى التصريحات التي كان يبشر بها اللامي الزملاء في سنوات سابقة، وهو لايمتلك الآن ربما، ما يمكن ان يمنحه للزملاء سوى وعود ملوا منها، ولم تعد تسمن او تغني عن جوع ، حتى إن أحوال الزملاء ، وهم بالآلاف، تتدهور من سيء الى أسوأ، كما يقال!!
البعض يضع اللوم على السيد النقيب، في أنه لم يعد يهمه مستقبل الصحفيين، ولن يطالب بعد اليوم، بتحقيق أي (مكسب) حتى وان كان صغيرا، بحجة (وضع البلد) ، في حين ينخر الفساد في جسد الدولة ومليارات الدولارات تذهب هباء منثورا في جيوب الفاسدين، وميزانية البلد أفرغوها في جيوبهم ، ولا أحد يضع حدا لكل هذا النهب المستمر، وبلا حساب، وشعب العراق المسكين يتضور جوعا، والرواتب تم قضمها بلا وجه حق ، و(منحة الصحفيين) منذ سنوات ، ضاع دمها بين القبائل، ولا أحد ينصف فقراء هذا الشعب ولا صحفييه المعدمين، الذين راحت تحل على بعضهم (الصدقات) للأسف الشديد!!
إن آلاف الزملاء هم من مؤيدي السيد نقيب الصحفيين ، وهم من يضعون عليه الآمال، وهو لديهم ، أفضل من قاد النقابة في سنوات سابقة، وحقق لها الكثير من المكاسب، وهم يأملون منه أن يبقى هكذا ، لا أن يتركهم ، وعواصف الزمن ، تتقلب بهم وبأحوالهم ، في قارعة الطريق ، وتغرب عنهم ذات اليمين وذات الشمال، ولا يريدون ان تبقى أحوالهم ، في سبات طال أمده، على شاكلة ما حل بـ (أهل الكهف) والقصة المعروفة في التأريخ!!
ويستغرب كثير من الزملاء من أن مهمة السيد نقيب الصحفيين العراقيين إقتصرت فقط منذ فترة،على إصدار البيانات التي تؤيد الحكومة،بالرغم من ان نقابة الصحفيين منظمة مهنية ، وليست مؤسسة تابعة للحكومة، وهي لن تكون ، من حصة أحد ، لا من الرئاسات الثلاث، ولا من غيرها، وهي ليست مرغمة كذلك، على ان تكون مهمتها هذه ، أن تقف وراء الحكومة في الحق والباطل، بل من مهامها الأساسية ، الدفاع عن مصالح صحفييها بمختلف عناوينهم، وتحقيق قدر من العيش الآدمي لهم ولعوائلهم، إن أريد لنقابة الصحفيين أن تبقى على قيد الحياة!!