23 ديسمبر، 2024 7:47 ص

وأخيرا ..الدكتور محمد اقبال  يكسب  (معركة الاعلام )!!

وأخيرا ..الدكتور محمد اقبال  يكسب  (معركة الاعلام )!!

وأخيرا.. إستطاع الدكتور محمد إقبال وزير التربية أن (يكسب) ما يمكن ان نسميه بـ (معركة الاعلام) في المواجهة التي حاول (البعض) إثارتها ضد الرجل ، بهدف العمل على (تسقيطه) أمام الرأي العام وبالتالي تقريب مهمة (الاستجواب) ومن ثم السعي الى إزاحته عن كرسي الوزارة بأي ثمن!!
لقد ادرك الدكتور محمد إقبال ، ان الابتعاد عن الظهور في الاعلام، ربما يفاقم من حملة الاثارة الصاخبة ضده ، ولهذا كان حضوره سريعا وفي ذروة فوران الأزمة ، وقد وجد في بعض كتاباتنا من يشجعه على هذا الحضور ، لتوضيح جوانب الازمة بأن تخفيض تخصيصات الوزارة الى النصف هو السبب، وتطمين الشارع العراقي بأن الكتب المدرسية هي في طريقها اليهم ، وان بعض اصحاب المطابع كانوا  أحد أسباب الأزمة لتلكؤ البعض في الايفاء بالتزامتهم ولتأخر توقيع العقود منهم ، بسبب عدم وجود تخصيصات تكفي، كلها (توضيحات)  أذابت جليد الأزمة ، وحلت الاشكالات بطريقة أبعدت الوزارة ان تكون (هدفا) لسهام البعض التي حاولت (رشق) الوزارة بها ، عله يكون بمقدورهم النيل منها ، والاسراع في حملة إسقاط حكومة العبادي ووزرائها الواحد بعد الآخر!!
وهنا  لابد من القول أن الإعلام لم يكن الجهة الوحيدة في (إثارة) هكذا نوع من الحملات، بل كان الدور الأساس لبعض هواة (الاثارة) في وسائل التواصل الاجتماعي كالفيس بوك ، ومن أناس دفعوا او استغلوا بعض جوانب الأزمة للإسهام في حملة استهداف كبرى ، ضد وزير التربية!!
أما الاعلام فليس من مهامه (تسقيط الآخرين) بل على العكس كان الاعلام يلعب الدور الإيجابي في البحث عن السبل لتفادي الأزمات، وهو عندما يريد عرض المشكلة على الرأي العام ، لايدخل في حسابات ان ينحاز لأية جهة، الا بهدف إظهار الحقيقة وكشف مسببات المشكلة، وهو ماحصل، حتى ان الاعلام هو من (انصف) الرجل، وكان الطريق الأمثل الى كشف الحقائق وهو نفسه من سهل على الدكتور محمد إقبال أن (يكسب) الجولة الأخيرة من المواجهة مع مثيري الأزمة ومن أطلقوا بالوناتها عبر الفيس بوك، والذي لايحسب على الاعلام ، بل على وسائل التوصل الاجتماعي وهي الجزء الأصغر من الوسائل الاعلامية وليس الجزء الفاعل والأساس فيها!!
وهناك علاقة وطيدة وايجابية وفاعلة بين الاعلام والتربية والتعليم في صياغة الرأي العامة وتشكل السلوك الاجتماعي وغرس القيم والتوجهات الوطنية ، لكن يبقى للاعلام الدور الريادي في ساحة الحضور الكثيف في البيت والشارع والمؤسسات عموما ، ما يجعله هو المسيطر على العقل الجمعي،وهو من يسهم في خلق التوجهات وانماط السلوك الايجابية في اوساط المجتمع بعامة والاجيال والناشئة على وجه الخصوص!!
كما ينبغي علينا التمييز بين (الاعلام) و(الدعاية) ، فالأول هدفه (الإخبار) ونقل الحقائق وتعريف الرأي العام بمشكلات البلد لغرض تجاوزها، أما (الدعاية) فتتخذ من ساحة الاعلام وسيلة لترويج افكارها ، وما تود اثارته من أزمات!!
وعندما فشلت محاولات (البعض) في أن يتخذوا من الفيس بوك وسيلة للتسقيط لجأوا الى إثارة الاحتجاجات ، وتجميع بعض المنتفعين ،أمام الوزارة، لـ (تكمل السبحة) كما تقال، ولكن الحضور السريع واللافت للنظر و(تكفيك) الأزمة وتبديد اهدافها ، هو من سهل على الدكتور محمد إقبال (امتصاص) زخمها وقبرها في وقتها المناسب !!
صحيح ان من ارتضوا خوض المواجهة مع السيد وزير التربية لن يهدأ لهم بال ، ولم يتوقفوا، وهم سيبحثون عن (اثارات زوابع) بطرق  أخرى ، لاستهداف الرجل، لكنه استطاع فعلا ان يمتص (الصدمة الأولى)  ويشتت اتجاهاتها، وقد تنفس الصعداء بعد ان أبعد عنه (دائرة الخطر) في المواجهة الأولى ، وانتصر فيها في نهاية المطاف!!
أمنياتنا ان يبقى الاعلام وكل الزملاء العاملين في الحقل الاعلامي لهم دور ايجابي بناء في الاسهام في ردم فجوات المجتمع والاسهام بحملات نهوضه، وكيف يكون بمقدورهم تخفيف الاعباء على الشعب والحكومة والبرلمان ، وتوجيه جهدهم نحو تحقيق السلم المجتمعي ، والنصح والارشاد ، وان يترك (البعض)  من المحسوبين على الاعلام أو الطارئين عليه، محاولات الترويج لـ (إختلاق الأزمات) ، لأن هذا السلوك ليس من (أخلاقيات الصحافة) وهم من يصيبون السلطة الرابعة بسهامهم ، بدل ان تبقى هي السلطة الرابعة هي الأكثر قدرة على أن تبقى  تحافظ على مهنيتها وسمعة صاحبة الجلالة، لكي لا (يركب) البعض موجاتها في الاتجاهات التي تضر بسمعتها وتعرضها الى أخطار كبيرة، هي في غنى عنها!!
أمنياتنا ..ان تزداد (مسافات التقارب) مع كل مسؤولي الدولة والبرلمان وأن يبقى حضور جميع السادة الوزراء ومن بينهم السيد وزير التربية وكذلك المسؤولين الاخرين ممن يماثلونهم في ألاهمية في الاعلام ، لافتا ومؤثرا ، وان (الانقطاع) عن الظهور في الاعلام وقنواته الرحبة والابتعاد عنه هو من يترك للآخرين فرصة إستهدافهم ، وان الرغبة في عدم الظهور في الاعلام، ليست لها مايبررها، وان يدرك الجميع أن الاعلام سيكون (عونا) لهم لاعونا عليهم..والله من وراء القصد!!