18 ديسمبر، 2024 11:53 م

وأخيراً جلسوا حول الطاولة …

وأخيراً جلسوا حول الطاولة …

طوال السنين المنصرمة، نادى السيد الحكيم شركائه في العملية السياسيّة، بالجلوس حول الطاولة المستديرة، وتصفير ألازمات والإتجاه صوب بناء الدولة، والمضي وفق رؤية جديدة، وترك الماضي، ومحاسبة الفاسدين، وتنظيف الدوائر من البعثيين الذين نخروا كل المؤسسات، وتغلغلوا فيها وتحصنوا بالإنظمام للأحزاب الإسلامية، وخاصة حزب الدعوة الاسلامي! الذي بات مرتعاً لكل هؤلاء، وهذا يحسب عليه من قبل الجماهير، ولا نريد ذكر بالأسماء لأنها معروفة لدى القاصي والداني، وهم كُثُر! مما أدّى لنفور جمهورهم الكبير منهم، ويحتاجون لتجديد الدماء من خلال إستقطاب وجوه جديدة يشهد لهم الشارع بالنزاهة والإعتدال .
 
الرفض من قبل الشركاء في التحالف الوطني، بالجلوس حول تلك الطاولة  بالرفض، الذي يأتي من خلال عدم الرد على المبادرة تلك، وهذا خلق فجوة كبيرة أدّت بالأخير إلى إتساعها، والترويج الإعلامي ضدها كان هو الجواب، من خلال المعاكسة والإستهزاء بشخص الحكيم، الذي بدا ضالعاً بالسياسة أكثر مما تصوره الشركاء، بل راح أكثر من ذلك وبقي ينادي بالجلوس لتلك الطاولة، والطرق المستمر! وبالنتيجة ربح لأنه كان يملك رؤية بعيدة المدى، وخسر المعاكسون! وهاهم اليوم يجلسون حولها بعدما يأسوا من الوقوف بوجه تيارها المتجدد، وفق رؤية بناء التحالف ومأسسته أولا، ومن ثم الإتجاه صوب بناء الدولة، بإتفاق كل الشركاء بالإيجاب   .
 
اليأس لم يجد له مكان عند الحكيم، وبناء الدولة والهيكلة التي نَوّهَ لها قبل أيام، من خلال خطبة عيد الأضحى المبارك كان أحد تلك النقاط، التي تؤكد بوجود أكثر من مؤشر، على عدم فاعليتها في الإستمرار على هذا النحو، وبذلك لابد من وجود مسار جديد، يريد الحكيم طرحه على المكون في التحالف الوطني، الذي يعتبر أكبر كتلة في البرلمان، ولو لم يكن كذلك لما أتى مسعود بارزاني لبغداد، والالتقاء بكل المكونات للتحالف والتحاور معهم! ومن دون وجود رابط تفاهم لا يمكن للتحالف الكردستاني أن ينال شيئاً، وهو كان المعاكس الوحيد ضد الحكومة المركزية في الفترة السابقة.
 
نقطة تُحْسَب للحكيم، بجعل رئيس إقليم كردستان يأتي لبغداد! والالتقاء برئيس الجمهورية وإن كان من ضمن التحالف الكردستاني، لكن لقائهِ بالحكيم وباقي أعضاء التحالف كان مستغرباً للشارع البغدادي في بداية الأمر! وهذا عائد للفترة الماضية، لوجود تلك الفجوة التي حذّر منها الحكيم، لأنه وجود تحالف من غير تفاهم وتعاضد لا يعني شيء، بقدر ما موجود الآن، وهو يتمتع اليوم بالقوة والخطاب والرؤية المستقبلية في بناء الدولة، وبذا هو اليوم قطب رحى العملية السياسية، ولا يمكن أن يتم تمرير قرار في البرلمان بحالة عدم موافقة التحالف والتصويت .
 
الإنتخابات على الأبواب، ومن خلال الأداء الذي يرضي الجمهور خلال هذه الفترة، من الممكن أن يرجع الجمهور المغادر لبعض الكتل، وأهم فقرة بذلك المنهج هو الإصلاح الذي طال أمَدُهُ كثيراً، والمواطن قَد مَلَّ وعجز عن المناداة، التي لم تثمر شيئاً يُذكَر، ويمكن أن يُسَجّلْ لقسمٍ من الكتل التي إنصاعت لطلب رئيس الوزراء، بإستبدال بعض الشخوص الذين قدموا إستقالاتهم وإبتعدوا، وترشيح أشخاص مستقلين بدلاء، واستلامهم مهام عملهم، ولكن بعض الكتل أو الأحزاب بقيت مصممة على وزرائهم! وهذا بالطبع يسجل عليهم أيضاً، سيما ونحن اليوم نمر بمرحلة صعبةٍ بعض الشيء، بمحاربة الإرهاب التكفيري، وعلى أبواب معركة حاسمة في نينوى،