23 ديسمبر، 2024 12:11 م

وأخـــــيرا إشتريت بايـسكـــل..!!

وأخـــــيرا إشتريت بايـسكـــل..!!

نعم… أخيرا تمكنت من أن أشتري دراجــــة هوائيــة..!! فرحت بها كثيرا…بعد رحــلة عصامية إستمرت لأربعين سنة…!! قـبـّلتٌ “إطاراتها وجاملغاتـــها” كثيرا..!! وددتٌ لو أقضي الليلة معها، ولكن البرد موحش خارج الدار…!! وقد “أتيبس” من شدتــه. إستلمته في الليل ولم يتسن لي أن أشبع عطشي المزمـــن لأمتطائه في الحال. أنتظر الفجر بفارغ الصبر حتى أطلق عنان قدمي لتغازل كوابـــــح ” البايدار”…عند الفجـــر سأستيقظ مع العصافـــير وأنطلق مع الفراشات بين الحقول والأزاهـــير أغازل قطرات الندى بدراجتي..!!

ناضلت أمي من قبل حتى تشتريها في حياتها…!! لم تتمكن..! تركتني وحــــيدا أقبر أحلامي في قلبي وأبكي بحرقـــة على الألعاب اللتي لم تتمكن أمي من شراءها..!! أبي لاأعــرف من أبوتــــه إلا طيفا لايشكل صورة واضــحة المعالم له..!!أمي كانت عالمي وأنتهى بوفاتها. دراجتي أعادة لي أمي …وأحـــلام أمي…وحــــرقة أمي اللتي أندفنت معها لأنها لم تتمكن من شـــراء دراجــــة إغــــرورقت لأجلها عيني أياما طـــوال…وتقطع قلب أمي من نياطـــه لعجـــزها عن توفير ثمنها..!!كانت أمي تحبني جدا،لكن ضيق ذات اليد أدمــــى قلبها..!!في حينها لم أشـــعر به..أحسست به فقط حين صــــرت أبا..!!

حدقت في دراجتي مليا فإذا بها إمي تحدثني. إبتسمتْ لي…كفكفت دمـوعي..مـرغتٌ خدي بمقودها …بإطاراتها..مسحتٌ على مقعدها ولعقت بعض قطيرات ندى سقطن بهدوء على مقعد دراجتي فإذا بي ألعق دمــــوعي معها فأختلط ملح دموعي بسكر قطيرات الندى المنبعثة من وحي أمي…!!

دراجــــتي وفرت لي زيارة للفردوس في حضن أمي فقررت أن أعلقها في غرفتي ولن أمتطيها أبــــدا..!!

علقتها على جــــدار غرفـــتي فرسمتْ مع ظلّها كلمـــة أمي على الجدار…صرت أعشق غرفتي…أحــن الى طفولتي…أحـــن الى أمي. لم أغلق الستائــر مذ علقت الدراجـــة لأن ضوء الفجرالمتســرب الى غرفتي عبر نوافذها مع الضوء المنعكس بداخــلها يشكل ” بضلالهم ” ضلال أمي وأسمها فصار الأثير يحمل روحها كل يوم الى حيث أخترت إقامتي الأختيارية لأعيد الزمن فأحضى بأمي..وأنــصــت لأنفاســـها..!!

دراجــــتي أعادت بعث روح أمي ومكنتني من رد الأعــتبار لها من الزمن ..!!

طـــــيفها جمّل أيامي ثانية وصار ضيفي الذي لايغيب…!!
*[email protected]