إن كانت إسرائيل الطفل المدلل لأميركا، فاليوم أصبحت قطر، ربيبة الطفل المدلل وحبيبة البابا واشنطن. العاصمة الدوحة، التي ظهرت مؤخرا، كلاعب أساسي في كواليس الشرق الأوسط، والمجتمعات الإسلامية، لم تكن من فراغ . إيديولوجية العائلة الحاكمة، المتناقضة مع ذاتها، سخرت أموالها وصداقاتها لدعم التطرف الإسلامي.
لكل برنامج تضعه تل أبيب، لابد من المنفذ أن تكون دولة إسلامية، عربية، مثل قطر او السعودية. وذلك محاولة لفهم مشاعر التطرف الإسلامي، باعتبارهم لا يودون إسرائيل الغاصبة، للقدس، ولذا يرفضون التعامل معها مباشرة. أضحوكة قد مرت على الإسلاميين المتشددين، قبل أن تمر غيرهم.
ما شاع مؤخرا، بوجود ربيع قطري، يستهدف العائلة المالكة ” آل خليفة” هي خرافة سياسية، لن يصدقها احد. قطر التي مولت، وأشرفت، على انهيار سوريا ودعم ” الجيل الثالث من القاعدة” في كل من العراق وسوريا وليبيا. كان مخططا تكتيكي، لحلفائها لذا هم مدينون لقطر، ويعجزون عن شكرها.
قطر، التي لا يزيد عمرها السياسي، على العمر الفني، للراقصة فيفي عبده، صارت رقماً صعباً في السيرك العربي. وان مسألة الربيع، ليس أوانه الآن. لأسباب، قد نراه مقنعة ودقيقة.
منها حجم الاستثمارات، والقدرة الإنتاجية، للنفط في ليبيا واليمن، التي تتحكم بها قطر، لسد العجز الاقتصادي الأمريكي خاصة والأوربي عموما. ومنها تحركها بدافع الرعب، لضم جماعة الإخوان والمتطرفون، حماية لنفسها، من النفوذ الإيراني في المنطقة. باعتبارها لا تملك جيشا جرار، ولا حتى معدات عسكرية تقاوم التكنيك العسكري الإيراني، فهي مقتصرة على الحماية الأمريكية فقط .
ما لعبته قطر، في الشأن المصري، وحدوته الإخوان المسلمين، من دعم الثورة الشبابية ومسك الإخوان، السلطة لسنتين، ثم انهيارها. جاء وفق الرغبة الإسرائيلية التي أرادت إن لا يكون “للإسلاميين المتطرفين” دولة قوية، وإنما اقتصارهم فقط على الجهاد، ضد المسلمين طبعا!.
قطر الآن، التي تحمل العباءة الخليجية، وتاج الخلافة الإسلامية، كما يرنو إليها “تميم” هي بادرة لحصر المتطرفين، ودعمهم، من اتجاه واحد. كي لا يتشتت شملهم ألاستخباراتي، واللوجيستي . لذا المعارضة القطرية، التي تحلم من أن تّدير انقلابها من القاهرة، لم يسمح لهم بعد. فالضوء الأخضر الأمريكي، لم ينطق الآن بل اكتفوا بــ”الربيع الأسري”، الذي حدث مع حمد بن خليفة ونجله تميم.