غالت بيَ الدنيا بما غالت , حتى تركتُ رغائبي , وكانت لغيري بواسق
لكنني لبّيت رغم هول الحال بالأحمال ,
هوى الفؤاد السديد الشارق
وشمّرت عن أبهى حلل المروءة , كلما أبصرتُ الحياة وقد جاشت لها
أهل الفسوق نصرة , لم أخضع لدهري
بين أهلي وانا ذابل مارق ,
أنوب عن كرام بإبتسام , أحفظ لهم مناقبآ بها رُفعت , أبصارهم بالعزِّ
وكانوا فيما مضى بعبقِ الودِ ذكورا وإناث
تحت قباب الشكر سوابق
وامسكتُ العِنانَ والدهر محدقآ بي , بأنياب قواطع , يلقي عليَّ
هُذاء البروق ولا يفتي الى السُحب
أن تقرع عصاه زهرآ رزقه ناطق
وما ضقت ذرعا وهي خالية لا يبين منها الندى ولا مسراها يسلّي
جائل يكون لها ناهلآ ساطع , بل بان نقشآ
تزيَّن على باب قديم بلا طائل باسق
وصدى ديمة ما لها نسلٌ , إحتجبت من عالم فاسد , ما قام على
مهابة الماء واكون لها نائلآ عفُّ ,
فبقيت في كهف يشرئب بالطاعنين الغرِّ زاهق :
– سادتي , خاطبتهم
لِمَ كنتم تبصرون ظلمة تنثال عليكم واخرى تنطبق
ولا تقضون بغير ديّة الصمت والعزلة ؟!
هل كنتم تنكرون الشمس وأنتم تبصرون , أم فارقتم الرشدا ؟!
قالوا :
وهل انت انكرتَ السحاب وكانت رفدا ؟!
15 شباط 21