الثورة في اللغة تعني العصف، لذلك قيل عن “عصف الرياح” ثورة، وإصطلاحاً تعني “إندفاع عنيف إلى تغيير الأوضاع السياسية والإجتماعية تغييراً أساسياً ” وهي ما يعرف بـ “ثورة الشعب”.
أما الفقر، فهو يعني في اللغة “العوز والحاجة”، وأما إصطلاحاً: عَرَّفَ البنك الدولي، الدول منخفضة الدخل أي الفقيرة، بأنها تلك الدول التي ينخفض فيها دخل الفرد عن 600 دولار سنويا، وعددها 45 دولة معظمها في أفريقيا، منها 15 دولة يقل فيها دخل الفرد عن 300 دولار سنوياً.
أما برنامج الإنماء للأمم المتحدة، فيضيف معايير أُخرى، وفق مفهوم نوعية الحياة(التغذية الجيدة، الصحة، التعليم)، بمعنى أن هناك من الفقراء يعيشون في مجتمعات غير منخفضة الدخل، أي هناك فقراء في بلاد الأغنياء، وخلال النصف الثاني من القرن العشرين، كثر الحديث عن الفقر والفقراء في ادبيات الامم المتحدة، بالتوسع من الظاهرة الإجتماعية في المجتمع الواحد، إلى الظاهرة العالمية بتصنيف البلدان إلى غنية وفقيرة، وبتحديد مقاييس ومؤشرات للفقر، في مستوى البلدان وكذلك الأفراد، مع مراعاة النسبية، ففقير اليمن ليس كفقير أمريكا الشمالية!
يُعّدُّ العراق من البلدان الغنية، وخير دليل على غناه، الموازنات الإنفجارية للأعوام السابقة، ومع ذلك فإن نسبة الفقر فيه وفق المقاييس أعلاه، تكاد تتجاوز الـ 70% بلا مبالغة، وفوق كل هذا الفقر تريد الحكومة الإتكاء، على الفرد في سد عجز موازنتها العاجزة أصلاً.
في خطبة الجمعة 8/1/2016 قال وكيل المرجعية الدينية العليا “السيد أحمد الصافي”: في العام الماضي، وعلى مدى عدة أشهر، طالبنا في خطب الجمعة، السلطات الثلاث وجميع الجهات المسؤولة، بأن يتخذوا خطوات جادة، في مسيرة الإصلاح الحقيقي، وتحقيق العدالة الإجتماعية، ومكافحة الفساد، وملاحقة كبار الفاسدين والمفسدين، ولكن إنقضى العام، ولم يتحقق شئ على أرض الواقع، وهذا أمر يدعو للأسف الشديد، ولا نزيد على هذا الكلام”.
المرجعية الدينية هي صوت الفقراء، فماذا يعني إعلانها “الأسف”؟ أهو أسف “يعقوب” على فعلة أولاده بأخيهم “يوسف”؟ فقد إلتزم الصمت وشكى بثهُ وحزنهُ إلى الرب، أم هو أسف “موسى” الذي ألقى الألواح، وأعلن براءتهُ من عبدة العجل ومن فعل “السامري”؟ ثم نَسفَ العجلَ في اليَّمِ نَسفا؟
بقي شئ…
لا حل أمام الشعب سوى الثورة، وإلا فهؤلاء جاءوا لسرقتنا، وإغراقنا بديون لمئات السنين، بعد رهن جميع ثروات البلاد.