في الحياة اليومية عادة ما تمر علينا مواقف نضطر أن نتخذ إزاءها قرارات قد تكون مع أو ضد هذه المواقف، وهذه القرارات نتيجة طبيعية لدراسة كل منا للموقف الذي تعرض له، كما أنه يأتي بناء على قناعات شخصية متخذ القرار، ومهما كانت نتيجته فهو وحده يتحمل تبعاته ” سلبا أو إيجابا”
فقرار الحرب على إيران ” مثلا” إتخذه النظام السابق بعد أن وعده وأوهمه جيرانه بأن حكم ” الملالي” لن يتوقف إلا بعد أن يقضي على إمارات الخليج مرورا ببغداد، فإتخذ صدام حسين قراره بشن الحرب على إيران بعد أن وعده أولئك بأن ” منك الرجال ومنا المال” لإدامة زخم الحرب على جمهورية ” الملالي” وإيقاف زحفها على إمارات الكارتون، ومهما يكن فقد جرت الحرب على العراق ويلات لا تنتهي بخسارة إخوة واصدقاء ذهبوا في ريعان شبابهم؛ بل إن إقتصاد البلد قد دمرته الحرب بسبب قرار طائش لم يحسب حسابا منطقيا لإمكانية الربح والخسارة في الربح؛ مع أن الحرب “كلعبة الروليت” الرابح فيها خسران، وبعد ثمان سنوات عجاف من الحرب، وضعت الحرب أوزارها ليرى فيما بعد رئيس النظام السابق أن كل الأموال التي دفعها له أولئك الذين دفعوه لقتال ” الملالي” أخذوا بالمطالبو بإسترجاعها منه، وبدأو يشنون عليه حربا من نوع أخر، حرب إقتصادية دمرت إقتصاد البلد أكثر مما هو فيه من دمار، وعلى قاعدة المثل الشعبي ” المبلل لا يخاف من المطر” قرر أن يشن حربا على الكويت؛ فحصل الذي حصل، سقط النظام بعدها بالضربة الفنية القاضية لغباءه وعدم إتخاذه للقرار الصائب
يبدو من خلال كلام الشيخ ” أحمد السليطي” عضو مجلس محافظة البصرة في رسالته لرئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي السيد عمار الحكيم، بأن هناك من يشي به؛ وأن الأخبار التي تنقل لسماحة السيد الحكيم هي أخبار كاذبة، نقول يا شيخنا الجليل: لقد رعتك كتلة المواطن في الوقت الذي كنت فيه مستقلا لم يعرفك أحد، ومنحتك في الدورة السابقة منصب سيادي وهو نائب رئيس مجلس المحافظة، في الوقت الذي لم تكن فيه أحد أعضاء هذه الكتلة، ألا يعني ذلك بالنسبة إليك بأن كتلة المواطن وعلى رأسها زعيمها الشاب همهم خدمة المواطن بغض النظر عمن يقدم هذه الخدمة أو تلك، وأنت السياسي ” وليس الشيخ” هل تبادر الى ذهنك سؤال ” لماذا تقوم كتلة المواطن بهذا الفعل؟ وما الذي تجنيه من وراء تنصيبها إياك، إلا أن تكون قد وضعت خدمة المواطن كهدف أسمى من كل المكاسب التي يركض خلفها غيرهم؟” سؤال يطرح نفسه عليك برسم الإجابة
في الدورة الحالية والتي لم يمضي على بدايتها إلا أشهر قلائل، نتابع منذ أشهر التدهور الأمني الحاصل في محافظة البصرة، والتي تعد شريان العراق الإقتصادي وقلبه النابض والبوابة التي يطل منها على الخليج، فبات الناس يسمعون ويرون القتل بواسطة المسدسات الكاتمة والتفجيرات والسطو المسلح؛ كل هذا والسيد قائد الشرطة لا يحرك ساكنا، بعد هذا ألا يعد السكوت من قبل كتلة المواطن في البصرة والتي طرحت شعار ” محافظتي أولا” هو إخلال بعقد شفوي بينها وبين المواطن الذي أولاها ثقته وصوته في محاولة للنهوض بواقع هذه المحافظة التي تدر ذهبا على العراق، خاصة وأنت الشيخ الحوزوي الذي يعرف معنى العقود وكيفية إمضاؤها وما يترتب عليها
إن الفاسق الذي تكلمت عنه في رسالتك لعمار الحكيم لم يكن أحدا بعينه، بقدر ما هي فعلك الذي وقفت من خلاله مع قائد فاسد ” في عمله” فالفساد في العمل ضرره أكبر كون الناس التي كانت تأمل خيرا من جراء ذلك العمل؛ إذا بها تصاب بخيبة أمل وينسحب عليها وبالا وشرا، من ثم ألم يكن من الأفضل ” وأنت الذي يقول في نفس الرسالة، بأنك تفضل مصلحة الناس الذين إنتخبوك” أن تصوت على إقالة مثل هكذا قائد، أم أن هناك ما تحت الأكمة؟
أخيرا، يقول الله تعالى: فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) الحاقة