19 ديسمبر، 2024 5:10 ص

هي لم تكن مذهبية  لكنهم أرادوها

هي لم تكن مذهبية  لكنهم أرادوها

تباينت التفسيرات …وكثرت التأويلات …وتباعدت التحليلات …وأختلطت الرؤى …وأختلف الخصوم حول ما أسموه بالربيع العربي  ..الذي بدأ بتونس  ليستقر في سورية  خالقا لها مشاكل مزمنه  مع أنه  سبق الجميع في العراق  ولازال ينشر  كابوسه القاتل  على شعوب المنطقة  التي أكتوت بناره  ملحقة الدمار  والقتل  والتهجير  وهدر الموارد والالام القاسية …هنا يتسائل المواطنون لماذا كل هذا؟ولمصلحة من هذا الذي يجري ؟ومن يقف وراء هذه المأسات الدامية ؟ثم أليس هناك بصيص أمل لهذا النفق المظلم ؟
البعض يصر على قراءة الصراع  على أنه ديني ..ومذهبي طائفي هذا الرأي تدحضه الوقائع على الارض .فقد أستهدف الارهاب الطائفة السنية الكريمة (شيوخها وعلمائها )وكذلك الاخوه المسيحيون  والازيديون والكاكائيون والشبك  وأبناء الاقليات الاخرى وكذلك طائفة الشيعة أضافة الى ذلك ..كيف  نفسر القتال في ليبيا  بين من ومن ؟وكذلك في تونس ..وحتى في مصر  الاجابة على ذلك معروفة  هي أن الارهاب لا دين له  ولامذهب ولا وطن ولاثقة به مطلقا .. فبأي تبريروحجة يستندون عليها؟…البعض الآخر يقرأ الصراع وفق رؤية المصالح وقد يكون هذا الرأي صحيحا . أذا أرتبط بطبيعة النوايا لدى الدول المشرفة والداعمة  له (قطر .. تركية …السعودية )وأسرائيل التي تتميز بدورها الرئيسي من خلال المركز التجاري الاسرائيلي  في قطر  وكذلك من خلال أدوار كل من الوزيرين القطري (جاسم بن حمد )والسعودي (سعود الفيصل )فقد لعبا دورا بارزا كوزيري خارجية  لبلديهما  بدعم وتوجيه العمليات الارهابية  في سورية ومن وراء الستار في العراق  الى الحد الذي جاهرا بأخراج سورية من مقعدها في جامعة الدول العربية  ومنحاه الى المعارضة  وبهذه الصفاقة حاولا العمل على أخراجها من منظمة الامم المتحدة  والمنظماة الدولية أضافة الى ضخ الملايين من الاموال والاسلحة ووسائل الدمار لتقتل الشعب السوري  وعلى المكشوف زودتها للمعارضة وبعلم ودراية الولايات المتحدة الامريكية .
وكان لموقف روسية المساند لسورية والمؤيد للشرعية الدولية  ثمن فقد فتحت عليها النار  وادخلتها بمشكلة (أوكرانية ) وحوصرت وأدخلت في لعبة تخفيض أسعار البترول ودفعت أمريكا السعودية للمساهمة بهذا الدور. المسأله الهامة  التي يعرفها أصحاب القرار من كلا الجانبين أن موضوع أكتشاف  النفط والغاز  بكميات هائلة في شرق البحر الابيض المتوسط (سورية .لبنان . أسرائيل .فلسطين )ومحاولة أيران والعراق  مد أنابيب الغاز الى أوربا عبر سورية وفي الوقت ذاته  بدأت أمريكا بأستخراج النفط والغاز الاحفوري أي التوقف عن أستيراد الغاز القطري . أنها لغة المصالح وما تحديد الموقع الجغرافي لما يسمى بالدولة الاسلامية والاصرار على تشكيل الحرس الوطني بالمناطق المحددة المعروفة  قد يكون هو الهدف البعيد أو الضمني لمنع أو عرقلة مد أنابيب الغاز الايراني العراقي  على أن يجدوا طريق لأيصال  الغاز القطري و السعودي أذا لم يسقط النظام السوري  ويحل محله نظام ضعيف موالي للغرب وفي هذا الحال تتنفس أسرائيل الصعداء ويضعف دور وحجم حزب الله…أنها حقا لعبة المصالح القاتلة وهي بالنتيجة    ليست حرب تعكس صراعا مذهبيا بأية حال لكنهم أرادوها كمبرر لتحقيق مصالحهم و لأستمرار  عدوانهم  وجرائمهم والاستهانة بأبسط قواعد القانون الدولي والاحترام المتبادل  وحق الشعوب  في أختيار  نظامها  السياسي  أنها لعبة أمم قذرة بحق  وسنرى 
*[email protected]  

أحدث المقالات

أحدث المقالات