23 ديسمبر، 2024 9:45 ص

هيهات منا الذلة نداء الأحرار

هيهات منا الذلة نداء الأحرار

كثيرة هي الشعارات التي يُنطق بها ,ولكن هناك مقولة تكون الشعار الاوحد لكل انسان لايرضى بالذل والهوان وخاصة تلك التي تتردد في مواطن البلاء والمحن فتتمخض فيها أفئدة الرجال وقلوب النساء قد تكون الفاظ المقولة لها معاني بسيطة ولكن حين تكتسب تلك الشعارات من المعاني التي تستقي من الواقع والذي يعيشه صاحب المقوله حين نطق مقولته عندها تكون هذه الشعارات والمقولة عبارة عن موقف لافقط شعار يرفع وهذا ماخطه الحسين بمقولته الشهيرة في كربلاء حينما خيّروه بين البيعة أو القتال، قال:ألا وإنّ الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين: بين السلّة والذلّة، وهيهات منّا الذلّة، يأبى اللّه ذلك لنا ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت وأنوف حمية ونفوس أبية من أن نُؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام .وعند اندلاع معركة الطفّ كان يكرّ على صفوف العدو مرتجلاً
القتل أولى من ركوب العار والعار أولى من دخول النار
مثلت نهضة كربلاء درساً عملياً من دروس العزة والكرامة ورفض الذل، واستلهم الثوّار منها روح المقاومة والتحرّر فنطق الكلمة لها اثرها في الواقع الذي يعيشه الانسان معبراً حقيقة مايمثله صاحب الموقف والمقولة من قيم إنسانية ومعاني إيمانية حتى بقيت صداها يتردد كل هذه السنين ولمثل هكذا مواقف تكون كفيلة بأن تخرج الانسان من كونه مخلوقاً يحمل قلقاً دائماً ليس لمصيره فحسب بل لمصير الانسانية كلها الذي هو مؤتمن عليها باعتباره فرداً من الامة الوسط التي من اهم وظائفها ان تكون شاهدة على بقية الامم ،وجعلت من هذا الأنسان يعيش خنوعاً واستكانة وافقاً ضيقاً ضمن آلية الاكل والشرب والنوم في جوف قبيلته وحيه لا في جوف امة متكاملة النظم والاهداف فاعطت لنا ثورة عاشوراء درساً في الصمود في ميدان المطالبة بالحق مهما بلغ بطش الطغاة ,إن الشعاراتِ التي رفعَها سيدُ الشهداءِ(عليه السلام) في كربلاء وما قبلَ كربلاء تمثلُ أنموذجا حياً للفكر الإنساني، وهي بالتالي خاضعةٌ للإسقاطاتِ الذهنيةِ لدى المتلقي، وهذه مسألةٌ طبيعية . من الشعاراتِ التي رفعها الإمامُ الحسين (عليه السلام) هو شعارُ (هيهات منا الذلة)، والذي تمَ إسقاطهُ لدى الوعي الانساني على أنه شعارٌ يُرادُ به الامتناعُ عن الذلةِ أمامَ الطواغيت، أو الانسياقُ في مجراهم، أو الانزياحُ نحو تطلعاتِهم، وهذا كلُهُ صحيح، ولكن هناك عمقاً فكرياً لشعارِ (هيهات منا الذلة) ربما لم يلتفتْ إليه الكثيرون . فنحن نعرف إن نقيضَ (الذلة) هو (العزة)، ونعرفُ كذلك إن (العزةَ للهِ ولرسولهِ وللمؤمنين)، والتالي، فمن المنطقي أن نستخلصَ القاعدةَ التالية، وهي إن (الذلةَ لأعداءِ الله، وأعداءِ رسولهِ، وأعداءِ المؤمنين
اليوم وبعد أن تجبر الظالم واعتلى سطوة الانسان وأفشى الفساد في كل بقعة وكل موضع تُرجم هذا الشعار عنواناً وأصبح قيد التطبيق وتجددت ثورة عاشوراء وتبينت ملامحها في أرض العراق فلقد كان لمقولة الحسين أثراً وصدى حرر القيود وفك طلاسم الأفكار الملبدة فأستنهضت بمعانيها التحررية روح النهضة وعدم الركون للظالم بعد أن رافقواسؤم الفقراء وعويل الجياع أُولئك الذين وقفوا وصمدوا في ساحات التظاهر واعلنوا بشعاراتهم ورفضهم للظالم معلنين تجدد مقولة سيد الشهداء هيهات منا الذلة وكما بينها المرجع الصرخي حين سؤل عن ثورة الشعب السوري فاجاب بانها ثورة شعب جائع مقهور مظلوم على سلطة ظالمة متجبرة لا تريد أن ترحم أحداً بل لا تريد أن ترحم نفسها أيضا فهي مستعدة لحرق كل شيء من أجل البقاء والتشبث بالسلطة والتسلط، وستحرق نفسها مع حرق الآخرين”.وفي العراق تتجدد الصورة حيث الظالم وثورة المظلوم الجائع