7 أبريل، 2024 3:09 ص
Search
Close this search box.

هيمنة الميليشيات الطائفية على السلطة

Facebook
Twitter
LinkedIn

الكثير من الميليشيات الشيعية المسلحة العاملة في العراق تشكلت وتوسعت واخذت معظم قوتها الحالية التي تفوق قوة الجيش وقدرتها الميدانية ، من دعم رئيس الوزراء السابق”نوري المالكي”ومساندته الكبيرة لها ، اعدها لتكون جيشا عقائديا مسلحا رديفا للقوات العسكرية الرسمية ، تدافع عن المذهب الشيعي والانظمة السياسية التي تمثله ، اينما كانت ، سواء في العراق او في سوريا او اليمن او لبنان او في اي مكان اخر تتواجد فيه الاقلية الشيعية ، وقد رأينا بعض هذه الميليشيات كيف استماتت للدافع عن نظام”بشار الاسد”الطائفي بحجة حماية الاضرحة المقدسة ، ورغم سطوة هذه الميليشيات وقوتها الكبيرة ، فقد ظلت ميليشيا غير معترف بها رسميا ، ونظر اليها العراقيون بكثير من الريبة والشك ولكنها فجأة برز دورها بصورة علنية لم يسبق لها مثيل في السابق واصبحت تمثل معادلة صعبة في الساحة السياسة العراقية بعد فتوى الجهاد الكفائي التي رفعها المرجع الاعلى لمواجهة زحف تنظيم الدولة الاسلامية”داعش”نحو العاصمة بغداد وتهديده المباشر باسقاط الحكم الشيعي ، واحس كبير المراجع”علي السيستاني”بالخطر ولم ينتظر كثيرا ليعلن عن نفير عام بين صفوف الشيعة ، وكانت فرصة ذهبية لتلك الميليشات لاظهار مواهبها في القتل والخطف والانتقام من المكون السني الذي خاضت معه حربا طائفية في اعوام 2005 و 2006 و2007 وبدأت تفتك بالمواطنين في المناطق التي تحررت من قبضة قوات”داعش”، كالسعدية وجلولاء وبعقوبة والمقدادية في محافظة ديالى ، وقد “شهدت ناحيتي جلوﻻء والسعدية ، انتهاكات كبيرة ، تمثلت بتفجير واحراق العديد من المساجد والمنازل ، فضلاً عن سرقة ممتلكات المواطنين .. وقد اطلق احد المسؤولين الكرد في”خانقين”نداء استغاثة الى الكرد العراقيين عبر موقع”باس نيوز”الكردي ، وقال بالحرف ؛ انجدوا ناحية”جلولاء”المحررة ـــ وهي من الاراضي المتنازع عليها ويعتبرها الاكراد جزءا من وطنهم الكبير ولكن الحكومات العراقية المتعاقبة قامت بتعريبها وتبعيثها اسوة بغيرها من المدن المتاخمة للعراق ــ ، فقد امتلأت بالميليشيات الشيعية وبدأوا بعملية قتل جماعية ضد الكرد والسنة في المدينة!.. واعلن المسؤول الكردي ان القوات الحكومية والميليشياوية جلبت عشيرة”التميم”الشيعية الى محافظة ديالى بهدف تغيير ديموغرافية المدينة.. وختم المسؤول الكردي ؛ ان المشكلة الاكبر تكمن في ان الجيش العراقي نفسه لا يتورع عن قتل السنة العرب في تلك المناطق !..لم يكن هدف”المالكي”من دعم ورعاية هذه الميليشيات خافيا على العراقيين وعلى وجه الخصوص بعض السياسيين المنضوين في التحالف الوطني الشيعي ، فقد حذروا مرارا من عواقب هذه السياسة الخطيرة على وحدة العراق واستقراره ، وقد اشار زعيم التيار الصدري”مقتدى الصدر”الى النزعة الطائفية عند رئيس الوزراء السابق وحذر منها ، وقال ان “المالكي”يريد ان ينشر التشيع في العراق ! وكذلك اعترف الايرانيون مؤخرا بهذه الخصلة السيئة لدى الرجل ، اذ قال مستشار وزير الخارجية”محمد علي سبحاني”بان السياسة الطائفية لنائب رئيس الجمهورية الحالي خلال فترة رئاسته للحكومة ، ادت إلى تشكيل حاضنة لتنظيم “داعش”. وأكد أن “المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها العراق، اضافة الى السياسات المذهبية التي اتبعها المالكي أدت إلى تشكيل قاعدة شعبية لظهور داعش في المنطقة”. رجل بهذه الافعال الاجرامية كان يجب ان يحاكم ويزج به في السجن لا ان يسند اليه منصب مهم كنائب رئيس الجمهورية! .. وهذه احدى المؤاخذات الكبيرة التي اخذت على المشروع”الاصلاحي”لرئيس الوزراء الجديد”حيدر العبادي”في تطهير مؤسسات الدولة من الفاسدين والفاشلين وانهاء سياسة سلفه السيء الذكر ..

ثمة خوف واسع في الاوساط السياسية والشعبية العراقية”وخاصة السنية بشقيها الكردي والعربي” للمرحلة المقبلة التي يطهر فيها العراق من تظيم”داعش”الارهابي ويتخلص من شره ويستتب الوضع السياسي والامني لتلك الميليشيات الشيعية المتطرفة التي تبسط سيطرتها على الدولة والحكومة وتصبح هي الامرة والناهية في الشؤون العراقية او على الاقل تتحول الى قوة فاعلة في اتخاذ القرارات المصيرية للبلاد ، خاصة بعد ان اخذت الشرعية الكاملة من المرجعية العليا التي هي اكبر من الدستور والمحاكم وقوانين الدولة ، وعندئذ لا يوجد امام السنة والكرد غير خيارين اثنين ؛ فاما التشيع والاذعان لطقوساتهم وشعائرهم التي لا تنتهي ، واما الدخول في صراع طائفي طويل وقد يتحول الى حرب شاملة مريرة لا تبقي ولا تذر ، وقد ظهرت بوادر هذا الصراع من خلال المواجهات بين المسلحين الاكراد”البيشمركة”في المدن المتنازع عليها وبين تلك الميليشيات الطائفية التي مازالت تخطف وتقتل العراقيين السنة بدم بارد امام اعين وبصر الحكومة وقواتها العسكرية وبالتنسيق والتعاون معها..

مآساة العراقيين ستستمر في ظل هيمنة هذه الميليشيات الطائفية الشبه الرسمية على مقاليد الحكم في العراق.. والآتي اسوء !

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب