17 نوفمبر، 2024 9:25 م
Search
Close this search box.

هيمة وجحيل الوكت” زيارة الجبير.. تردم فجوة 27 عاما

هيمة وجحيل الوكت” زيارة الجبير.. تردم فجوة 27 عاما

حل وزير خارجية السعودية عادل الجبير، ضيفا على العراق.. بالخير والبركة.. أهلا وسهلا.. “عين غطة وعين فراش” لردم الفجوة التي فغرت فاها، منذ غزا الطاغية المقبور صدام حسين، دولة الكويت الشقيقة، وما تلاها من تداعيات سياسية، أسفرت عن تخبطات، ضاع فيها الصواب متعاشقا مع الخطأ، وحق القول النبوي الشريف: “خيركم من سكت”

لكن السعودية لم تسكت وإيران حاولت أن تكون أعلا صوتا، وكلاهما تصيحان في إذن العراق، حتى إطرَمّ على سبيل الصمم!

تنازعت العراق ولاءات طائفية، تلك تميل الى هذا الصوب وأخرى تنوء الى تلك الجهة، وبين ميل ونوء تمزق العراق وتشظت أضلاع الحقيقة، نصالا، تشج القلب منه والضمير.

كسرت المملكة العربية السعودية التوقعات كافة، بمقدم رأس الدبلوماسية فيها؛ لتضعنا أمام إفتراضات كلها أحلى من بعضها، بدءا من التساؤل عن المفاجأة، التي لا ندري ماذا سيُصدِر بموجبها الطرف النظير، من تعليمات لأتباعه، بشأنها.

دام العداء العلني أكثر من ربع قرن، وتضافرت عليه عوامل جعلت روف تهرؤات حبال الوصل معجزة، تحققت بيسر يفوق التصور، وهذا ليس مستغربا في عالم السياسة.

لذا تتداعى جملة إفتراضات، أتوخاها كامنة وراء زيارة الجبير، التي أجدني.. على أثرها.. متفائلا بمستقبل العلاقات في المنطقة؛ بما يسهم بحل الإشكالات العالقة،…

أفترض متفائلا، أن أهم أهداف الزيارة، هما الموصل وسوريا، اللتان أثبت فيهما العراق قدرته على ملاحقة “داعش” الى البوكمال السورية، وإلحاق هزيمة به؛ جعلت العراق موضع رهان العالم الغربي، في فك إشتباك الإرادات المستحكمة من المنطقة.. يعني أن العراق أثبت قدرته على درء الخطر عن المصالح الكبرى، وهذا مبرر ومعقول في عالم السياسة.

فرحي يتعالى، وأنا أرى في توجيه وزير خارجية المملكة الى بغداد، دعما عالميا للحكومة في العراق، مع شيء من تحسب لإحتمال تفتيت عقدة البيت الشيعي، وتلك لن تنال من العراق، بل ربما تكسبه قوة حيوية أكثر، من أحادية رهانه على جهة واحدة، فالدول الحية تلعب بأكثر من ورقة، على طاولات عدة، في وقت واحد، و… (ياهي التصيب) تعتمد منهجا إجرائيا، وينسج عليها رهان علائقي متين، بل يستمتن من تلقاء حسن الإختيار، وهذا ما أتمنى على حكومتنا إداركه والمواظبة على التعاطي معه بجد.

ثمة نطاق سعيد، يمكنني أن أبتهج إفتراضا فيه، بالطول والعرض، هو أن هذه الزيارة، الميمونة في الأحوال كافة، تحاول إستمالة العراق، نحو المنظومة العربية؛ ليعود بلدا خليجيا، يستجيب لطرح الرئيس الأمريكي ترامب: “حررنا العراق وأهديناه مجانا لإيران” عازمين على تصحيح خطأ إنسحاب الجيش الأمريكي من العراق في العام 2010، من دون أن يعيدوا (مشاة البحرية) ثانية الى شوارع بغداد، مكتفين بتعزيز علاقاته مع حلفائهم، مقدمين ضمانات عربية لحكومته، وتلك بشرى سعد، يمكن أن تسهم بإنتشال العراق من مهاوي الردى الذي يتخطفه.

كل تلك الإحتمالات ستكون خيرا وبركة علىنا إذا أجادت السلطة الإفادة من المستجدات العالمية في المحيط الدولي من حول العراق، وتلك واحدة من أولى اولويات الدهاء السياسي في إدارة المواقف الخارجية؛ بغية عكس أشعتها لإضاءة الداخل، وتدفئة جسد العراق الذي أمضه قرس شتاء العزلة ومن حوله “هيمة وجحيل الوكت”.

أحدث المقالات