23 ديسمبر، 2024 9:41 ص

(هيلين) طفلة عراقية الأب مغربية الأم.أبوها من مدينة (الشَطْرَة) وأمها من مدينة (وَجْدَة) .في السنة الخامسة من عمرها.أجبرتها الظروف العربية إلى أن تهاجر بشكل من الأشكال من (المغرب الأقصى) الى (كندا) طالبة حقَّ اللجوء.

هيلينُ ياهيلينْ

ياطيبَ نفحةِ زهرةٍ إذ تَهمسينَ وتَجهرينْ

ورفيفَ جنحِ فراشةٍ إذ تلعبينَ وتركضينْ

وهدوءَ خطوةِ قطـّةٍ إذ تصعدينَ وتنزلينْ

ياطفلةً إنسيةً

وأكاد أحسبُك الملاكَ رزانةً إذ تجلسينْ

قدَّستُ في عينيكِ آلهةَ المحبّةِ والسلامْ

وكفرتُ صوفيّاً بدينِ الحاقدينْ

هيلينُ ياهيلينْ

وكأنَّ لحناً مغربيَّ العزفِ شرقيَّاً بصوتِكِ

فيه يمتزجُ (الموشَّحُ) و(المقامْ)

وكأنَّ سنبلةً بشعرِكِ راح يَخضبُها الغروبْ

من حقل( وجدةَ) في الحصادْ

وكأنَّ (جمَّاراً) بلونِك من بساتينِ الجنوبْ

في( الناصريَّةِ) في العراقْ

يا ملتقى النخلاتِ بالزيتونْ

و(الهيلِ) بـ (النعناعْ)

و(العنبرِالشطريِّ) بالليمونْ

والبحرِ بالنهرينِ:دجلةَ والفراتْ

وندَى ابتسامِ القانعاتْ

بلظى احتجاجِ الثائرينْ

هيلينُ ياهيلينْ

لم تَفزعي يوماً كأختِكِ في العراقْ

لم تسمعي صوتَ الرصاصِ

ولم تَري مجرَى سواقٍ من دماءْ

لم تعرفي الأحزانَ في (بغدادَ) أو معنى السوادْ

أبداً ولا سجنَ الرجالْ

أَلحارسينَ القشرَ من ثمرِ النساءْ

أَلمُفترينَ على كلام الأنبياءْ

إذْ تلبسينْ

ماتلبسينْ

فتطوِّلينْ

وتقصِّرينْ

ببراءةِ الأَفراخِ تحلمُ أَنْ تُحلِّقَ في السماءْ

لا تُدركينَ مآسيَ الطيرِ الشريدْ

كلُّ الزمانِ لديكِ عيدْ

جَذلَى بصبحٍ في (الرباطِ). ترفرفينْ.

هيلينُ ياهيلينْ

قد قبَّلتْ شفتايَ خدَّكِ بالدموعْ

عند الوداعْ

إنّي لأبكي فيكِ مأساةَ الطفولةِ والضياعْ

والوردَ في عصفِ الليالي والشموعْ

هيلينُ ياهيلينْ

أَوَ تعلمينَ لأيِّ مرسىً تُبحرينَ بلا شراعْ؟

ولأَيِّ موجٍ سوف يقذفُك القدرْ؟

أَوَتعلمينَ لأيِّ مجهولٍ تشدِّينَ الرحالْ؟

وتصارعينَ بريشةٍ للطيرِ عاصفةَ الخطرْ؟

حلماً بشئٍ كالخيالْ

كي تطلبي(حقَّ اللجوءِ) الى الجليدْ

فلعلَّ في ثلجٍ بآخرِ هذه الدنيا وطنْ

ولمَ اللجوءُ؟لمَ اللجوءُ إلى الجليدْ ؟

أوَتعلمينَ الثلجَ قد هزمَ البطولةَ والحديدْ

ولوَى أُنوفَ الأقوياءِ الغالبينْ

هيلينُ ياهيلينْ

يابنتَ وادي الرافدينْ

بئس الزمانْ

ياليتني قد كنتُ أَمتلك العراقْ

حقَّاً فأُرجعه إليكِ غداً وأُلبسكِ السلامةَ والأمانْ

وأُريكِ رايتَه مرفرفةً وأُسمعك النشيدْ ـ ـ

وأَلمّ بعضَ دمي المراقْ

أَنا عمُّكِ المذبوحُ حزناً

كالحسين من الوريدِ إلى الوريدْ

أَرايتِ كيف يكون ذبحُ الشاة بالسكّينْ؟

هيلينُ ياهيلينْ

لاتكبري

كي لاتحسّي مايحسُّ به العراقيّون من وجعِ الحياهْ

وستكبرينْ

رغم المنافي والطغاهْ

وستُورقينَ وتُزهرينْ

وستَملأينَ سِلالَ عمركِ بالثمرْ

رغم الحجرْ

وستحلمينْ

مثل البناتْ

وستَفرحينَ وتُفرحينْ

هيلينُ ياهيلينْ

ياحلوةَ الغيماتِ يا حلمَ الشجرْ

وكأنّ سنبلةً بشعرِكِ سوف يخضبُها الشروقْ

يوماً وينهزمُ الظلامْ

ليُطلَّ صبحٌ للطفولةِ والسلامْ