20 مايو، 2024 11:39 م
Search
Close this search box.

هيــــا إلى المـــــــول

Facebook
Twitter
LinkedIn

قيل في الماضي عندما تفتح مدرسة تغلق سجن˛ ولكن ماذا يحدث عند أغلاق مصنع. أليست بداية لنشوء معسكرات للتطرف والإرهاب. فقد سمعت خبر أعلان أرض بناية معرض ومقر أدارة مصنع الجلود الكائن في منطقة الكرادة للأستثمار و أنشاء مول تجاري أي أن وزارة الصناعة تستغني عن معرض لبيع منتوجاتها وتساهم في أنشاء مول يتم فيه تسويق وترويج منتجات أجنبية بل تعد تلك الخطوة بلاشك بمثابة رصاصة الرحمة لهذا القطاع الصناعي العريق في العراق يوجد في العراق مايقرب (36) جامعة حكومية و (57) جامعة أهلية وكل سنة يزاد طابور العاطلين من أصحاب الشهادات الجامعية الأولية والعليا طولا.
وأمام توقف تنفيذ مشاريع أعادة الأعمار وقلة فرص الأستثمار في العراق وضألة الوظائف الحكومية والتي يحصل عليها في الغالب أصحاب العلاقات أو الذين يدفعون الرشا فالنتيجة أزدياد أعداء الدولة والمجتمع وبمرور الوقت فإن هولاء يصبحون قنابل موقوته مستعدة للأنفجار في أي وقت ففي دراسة أعدت في فرنسا خلال عشرينيات القرن الماضي برهنت على أن أكبر أعداء المجتمع˛ أي الفوضويون˛ يجندون في صفوف الفائزين الأوائل في المدارس. وقد ذكر أحد القضاة المرموقين وقتئذ وهو السيد (أدولف غيلو) قائلآ: « إننا نعد الأن ثلاثة آلالف مجرم متعلم مقابل ألف مجرم أمي …».
كما أن نظام التعليم في العراق يحول أولئك الذين يتلقونه إلى أعداء للجمتمع كما قلنا كونه يجعل المهنة الممكنة للخرجيين أن يصبحوا موظفين ذوي رواتب لدى الدولة وليس للعمل في المصانع والحقول أي الوظائف العامة اي التي لا تتطلب أي جهد شخصي أو مبادرة ذاتية للنجاح من طرف الطالب ولا يحصلون على تلك الوظائف الأ قلة قليلة أما البقية يقفون في أسفل السلم الأجتماعي جيوشاً من البروليتاريين الناقمين على وضعهم والمستعدين دائما للتمرد.
ولا تستطيع الدولة أن توظف إلا عدداً صغيراً وبما أنهم يحتقرون العمل في الحقول أو في المصانع فإنهم يتوجهون بطلباتهم إلى الدولة لكي يعيشوا.وبما أن عدد المقبولين محدود˛ فأن عدد الناقمين كبير بالضرورة. وهولاء الأخيرون جاهزون لخوض كل الثورات أياً تكن أهدافها أو قادتها. فأكتساب المعارف التي لا يمكن أستخدامها هو الوسيلة المؤكدة لتحويل الأنسان إلى متمرد ولعل ما حدث ومازال يحدث في البصرة ليس سوى شرارة سوف تحرق البلد ولن نستطيع أطفائه إن لم يتدارك مجلس النواب ورئاسة الوزراء الموضوع وتعيد النظر بسياسة الدولة الحالية.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب