17 نوفمبر، 2024 9:51 م
Search
Close this search box.

هيبة المواطن من هيبة الدولة

هيبة المواطن من هيبة الدولة

لا شك أن هيبة المواطن وكرامته وأحترامه أمام العالم تأتي من خلال هيبة دولته وقوتها ومدى تأثيرها على الساحة السياسية الدولية وما هية أرائها ومواقفها تجاه مجمل الأحداث التي تجري بالعالم، ومن الطبيعي أنه كلما أتسمت سياستها بالعقلانية والأعتدال وحسن الجوار مع الدول المجاورة لها كلما حظيت بالأحترام والتقدير وبالتالي ينعكس ذلك على شعبها ونظرة العالم وتعاملهم معهم.وكذلك تأتي هيبة المواطن ونظرة العالم اليه من خلال سياسة حكومته الداخلية معه ومدى حرصها عليه وأحترام أنسانيته وأعطائه كافة حقوقه وكل الضمانات من سكن وتعليم وصحة وتقاعد وما الى ذلك من أمتيازات تجعله يعيش ويشعر بأنسانيته وكرامته، لا سيما وأنه بفضل التقدم التكنلوجي الذي يعيشه العالم في كافة المجالات أصبح العالم بالفعل كقرية صغيرة!. فلم يعد خافيا أمام العالم أن كرامة المواطن العراقي وهيبته قد تمرغت بالوحل! منذ أكثر من ثلاثة عقود ولحد الآن بسبب من سوء سياسة حكامه!، وتحديدا منذ حقبة النظام السابق وسياسة رئيسه التي أتسمت بالرعونة والتطرف وعدم العقلانية والعنتريات الفارغة! الذي قدم نفسه كحامي حمى العرب وبوابته الشرقية الأمينة! من خلال حرب الثمان سنوات مع أيران، والتي أعقبها بحرب الكويت بعد قرابة العامين من أنتهاء حربه مع أيران! تلك الحروب التي جلبت كل الويلات على الشعب وفتحت عليه أبواب الجحيم ، والتي أجبرت العالم أن يضع العراق تحت طائلة العقوبات الدولية وفي (البند السابع) من تلك العقوبات وفرض الحصار الأقتصادي عليه، الذي أشعر العراقيين بالجوع فعلا!. ومن الطبيعي أن تنعكس كل تلك الحروب والخسائر الأقتصادية على حياة الشعب العراقي الذي بدأ يطرق أبواب دول الجوار بل أبواب العالم للبحث عن لقمة العيش بعد أن تنازل عن كرامته وهيبته!. وقد لاقى الكثير من العراقيين الأمرين من معاملة تلك الدول لهم وخاصة الأردن وليبيا! حيث عاملوهم بكل مهانة ومذلة وعدم أحترام، وكيف لا وهم يسمعون ويشاهدون لجان التفتيش الدولية تصول وتجول بالعراق من شماله الى جنوبه لتقوم بواجباتها بتطبيق بنود عقوبات البند السابع الدولية التي أجازت لتلك اللجان تفتيش غرف نوم الرئيس السابق وحتى أدراج ملابسه الداخلية والعائلية!!. فأذا كان هذا حال الرئيس الذي فقد كل هيبة له ولدولته، فما بالك بهيبة الشعب امام العالم!؟. وبعد أن أنتهى عصر صدام ودكتاتوريته

وحروبه بزوال نظامه، جاء الأمريكان ومعهم جاءت أحزاب الأسلام السياسي لتحكم العراق لأول مرة في تاريخها منذ قرون طويلة!، وكان الأمل كبيرا عليهم ليعيدوا للأنسان العراقي ولو شيئا بسيطا من حقوقه الأنسانية وكرامته وهيبته التي أضاعتها سنين الحروب والحصاروكل سياسات الأنظمة السابقة. وكم كانت خيبة الشعب العراقي وصدمته كبيرة بتلك الأحزاب الأسلامية (الشيعية منها والسنية)! التي لم تكن على مستوى الأمل والطموح والحلم، حيث لم يلتفتوا الى أعادة بناء الوطن الذي دمرته الحروب بل أهتموا بمصالحهم الشخصية ومصالح أحزابهم السياسية ، وسرعان ما زجوا الشعب بحرب طائفية! لازالت أثارها باقية بل حفرت أخاديد من الألم والذكريات المؤلمة في النسيج الأجتماعي العراقي والتي ستبقى على مدى سنوات طوال فليس من السهل نسيان ما جرى وما يجري لحد الآن!!، وتركوا العراق عرضة للتدخلات الخارجية الأقليمية منها والدولية وأنشغلوا بصراعاتهم الداخلية فيما بينهم من أجل المكاسب المادية الرخيصة والمصالح الفئوية الضيقة حتى وصفهم العالم وبكل أسف بأنهم (مجموعة من اللصوص أستولوا على بنك)!!، وما وجود عصابات داعش الأجرامية التي لازال الجيش العراقي والحشد الشعبي والعشائر تقاتلهم بكل بسالة من أجل تحرير كامل الأرض العراقية منهم ألا دليل على فشل تلك الأحزاب في الحفاظ على العراق وحدوده. فعم الخراب وساد الفساد كل مفاصل الدولة وضعفت النفوس وأمتهنت كرامة الأنسان العراقي أكثر من ذي قبل، وأصبح العراق يتصدر قائمة الدول الأكثر فسادا في العالم بسبب من فساد طبقته السياسية، حتى بات العراقيين يترحمون على أيام صدام وتلك قمة المهازل وخيبة الخيبات!!.كما صار العالم ينظر الى المسافر العراقي في المطارات نظرة فيها الكثير من الريبة والشك وكأنه لص! حتى صاروا في بعض المطارات ينادونه قبل التفتيش (علي بابا قف جانبا)!!. ومن المفيد أن نذكر هنا بأن مطارات العالم لا تحترم الجواز الدبلوماسي العراقي الأحمر؟! وطالما تخضع غالبية المسؤولين العراقيين الى التفتيش الدقيق حتى وصل الأمر بنزع ملابس البعض منهم بالكامل وادخالهم اجهزة السونار!. بعد كل هذا لماذا العجب أن تقوم دويلة الكويت بين الحين والآخر بأحتجاز عدد من الصيادين العراقيين بحجة تجاوزهم للمياه الأقليمية أو تقوم بأطلاق النار علىيهم أو تتجاوز طائراتها الحربية الأجواء العراقية!!؟ فلا أحد يعرف حقيقة ما جرى منذ نهاية حرب الكويت عام 1991وما يجري الآن من أعادة ترسيم الحدود البرية والبحرية مع الكويت أو مع ايران او السعودية او تركيا؟! كل الذي نعرفه أن هناك وطن بيعت الكثير من أراضيه وخاصة النفطية منها بثمن بخس لدول الجوار ودول الأقليم بعلم الحكومة وبعلم أحزاب السلطة وقبلها بعلم النظام السابق بعد أن وقع على وثيقة الهزيمة في خيمة صفوان عام 1991 !!. وكذلك

نقول لماذا العجب أن يقوم بعض الأردنيين الذين يطلق عليهم (أهل المفرق) بحرق صور رجالات الدين العراقيين وصور قادته السياسيين، لأسباب لا مبرر لها سوى انها تعبر عن مدى الحقد الذي لازال يمور في صدور هؤلاء العرب الأنجاس! الملفت في الأمر ان ذلك يحدث امام أنظار الشعب الأردني وحكومته! التي تعيش على خيرات العراق وجوع أبنائه منذ ثمانينات القرن الماضي ولحد الان، والكل يعرف مواقف الأردن تجاه العراق منذ سقوط النظام السابق ولحد الان التي أتسمت بالسلبية وبث روح الطائفية وتشجيع الأرهابيين وحتى تصديرهم الى العراق! ويكفي الأردن عيبا وخزيا أنها الدولة الوحيدة التي تسأل العراقي الذي يدخل أليها بكل وقاحة وصلافة (انت شيعي أم سني؟!). ومن الطبيعي أن يجري ويحدث كل هذا للعراق، فالعالم لا يحترم الدولة الضعيفة ولا السياسيين الفاسدين! فعلينا أن ننتظر المزيد من التدخلات والتجاوزات البرية والبحرية والجوية من هذه الدولة الجارة ومن تلك الدولة الأقليمية مادام العراق يعيش في ظل حكومة ضعيفة وأحزاب سياسية تتصارع وتتنازع على المكاسب المادية والسلطوية بعد ان تقاسموا البلاد على أساس المحاصصة (هذه لك وتلك لي) منذ زوال النظام السابق ولحد الآن!.أخيرا نقول أن الرعية بالراعي فأن فسد الراعي فسدت الرعية معه وأن صلح الراعي صلح أمر الرعية كلها، فعن أية كرامة وسيادة وهيبة نتكلم ونثور؟! وهذا حال دولتنا وحكومتها واحزابها السياسية التي نشرت غسيل بعضها البعض أمام العالم بلا أية درجة من الحياء!؟.

أحدث المقالات