(( أن بداية العام الدراسي الجديد على الأبواب لم يتبقى له إلا عدة أيام وستُعاد مأساته ومعضلاته من جديد وسيبدأ التذمر والمشاكل والانتقادات الحادة إلى الأسرة التعليمية ومعانات الطلبة وأولياء الأمور والطرفين كل منهم يرمي الكرة في ملعب الآخر بعيدين عن الحلول الجذرية ونبقى ندور في فلك الحلول الترقيعية والاتهامات المتبادلة بين الطرفين ونحن نرى كيف منظومة التعليم تنهار أما أعيننا والمستوى التعليمي يتدنى بالرغم من المناشدات من هنا وهناك لكن لا وجود آذان صاغية تسمع كأن يُراد لهذه المؤسسة أن تنهار بقصد أو بدونه لغرض السيطرة على المجتمع من خلال تجهيله لتسهيل ترويضه وقيادته ولأغراض ليست خافية على أحد منا كون المؤسسة التربوية والتعليمية هي العصب المهم في المجتمع نراها الآن تسبح عكس التيار ليس هناك من يمد لها يد العون أو طوق النجاة من قبل العاملين فيها . ما زال هذا الصراع محتدم في كل عام بين الأسرة والمجتمع من طرف والمؤسسة التعليمية من طرف آخر بالرغم من المحاولات التي تتبناها بعض مؤسسات المجتمع المدني وفعالياتها ضمن فضائها المسموح وأناس يعتصر قلبهم ألما على ضياع هذه المنظومة المهمة وهي الحلقة الخطرة في حياة المواطن والمجتمع علما أن الحريصين والخيرين من بعض فئات المجتمع المتمثلة بالمنتديات الاجتماعية والمؤسسات المدنية الغير حكومية التي أخذت على عاتقها الدعوات في إيجاد الحلول والتباحث المستمر والتفكير في كيفية النهوض بواقع التعليم لكن لا بد من وجود الدعم المادي والعملي والعلمي على أرض الواقع من قبل الحكومة وجهات داعمة وساندة للعمل سوية في هذا الاتجاه من جملة ما يطرح في هذا الصدد وضمن التجمعات أعلاه في كيفية أعادة هيبة المعلم أولا والتعليم ثانيا في هذا الظرف الحساس والمعقد من حياة المواطن العراقي منها حماية الكوادر التدريسية بالقوانين الحكومية الرادعة وتفعيلها على ارض الواقع بعدما زاد الضغط النفسي والتهميش للمدرس والمعلم ومصادرة جهوده من قبل الحكومة وبعض ضعاف النفوس من المجتمع والجهلة البعيدين عن الرقي للحضارة العراقية العريقة في زمن صعب يمر به العراق .
فأن الدعوات الخالصة من قبل المجتمع والمؤسسات التعليمية طالبة الحلول الجذرية من خلال أدوار مهمة ومحاولات جادة في إرجاع التعليم إلى هيبته وخصوصا المعلم كونه النواة والحلقة المهمة وشريحة فعالة في مسيرة التعليم فقد وضعت بأصابعها بصمتها على الحلول منها تكثيف الندوات من قبل منظمات المجتمع المدني والمنتديات بالتعاون ورعاية المؤسسات التربية ولو على نطاق ضيق والشرطة المجتمعية مشكورة ضمن فعالياتها المشهودة لهم للوقوف على الآراء والأفكار التي تصب في كيفية إعادة المسيرة التربوية والتعليمية إلى واقعها الطبيعي كون أن دور المجتمع المدني وتفرعاته ومنتدياته الغير حكومية له الثقل الكبير في المساهمة والتأثير على المجتمع لما تملكه من أدوات وطاقات وقدرات علمية وعملية وفكرية ومساحة حرة في التحرك بضمنها نخب فكرية ذات ثقل اجتماعي تستطيع من خلاله أن تدلوا بدلوها وتأخذ دورها الفاعل بالتأثير في داخل المجتمع والأسرة وأفرادها ومن هذه الأطروحات هي إشراك المسئولين في المؤسسات التعليمية والتربوية كمدراء عامين ووكلائهم في الندوات المشتركة التي تعقد خلال العام الدراسي وبعده للوقوف على المعوقات والحلول وتبادل الآراء مع المجتمع المدني للرقي بالتعليم وأخذها بعين الاعتبار وتطبيق ما يمكن تطبيقه كعمل جماعي ومسئولية مشتركة . وكذلك أبعاد الكوادر التدريسية من الاحتكاك المباشر مع أولياء الأمور وتقوية أدارة المدارس بمدراء أكفاء علميا وفكريا وعمليا بعيدين عن الأهواء الخاصة والضغوط الخارجية لتكون لهم بصمة وسندا قويا للمدرس حين يلجأ إليه ولن يخذله حين يحتمي به في المشاكل وكذلك إعادة منهج التربية الوطنية برؤية جديدة تحث على المواطنة والأخلاق وحب المدرسة وكيفية التعامل معها وخصوصا في المراحل الأولى ومنها أعطاء الاهتمام باللقاءات الدورية بين أولياء الأمور والمدارس باجتماعات أكثر من المعمول بها حاليا للضغط المباشر على الطلبة من قبل الأهل ومتابعتهم المستمرة وتحبيب المعلم وبيان مدى صعوبة عمله ومكانته وكذلك الحرص على أشراك وجهاء ومثقفي ورؤساء العشائر ورجال الدين والشرطة المجتمعية في حوارات مشتركة مع المدارس والمؤسسات التربوية للوصول إلى تفاهمات ومشتركات عمل تصب في مصلحة العملية التربوية كون أن المجتمع العراقي يميل إلى نظام العشائري والديني وكذلك الأهم هو إيصال الدرس وإعطاء حقه من قبل المدرس لسحب البساط من الدروس الخصوصية التي أرهقت كاهل الأسرة العراقية ولكي لا تكون للأسرة الذريعة في تقليل قيمة المدرس والمدرسة كون وصل بنا الحال أن مادة التربية الرياضية والفنية تعطى للتلميذ درس خصوصي وكذلك زج بعض من عناصر الشرطة المجتمعية المدربة والمخلصة في المدارس وتقوية عمل شرطة حماية المدارس التي تقف شبه عاجزة أو موقف سلبي من بعض المشاكل كون أن الشرطة المجتمعية في الوقت الحاضر أخذت صدى واسع ومكانة مهمة في المجتمع نتيجة لمواقفها وجهدها الرائع والواضح على أرض الواقع .أن كل هذه الآراء تطرح بين الحين والآخر في اللقاءات التي تعقدها المنظمات المدنية مشكورة لهذا الجهد الجبار يجب أن يقابلها آذان صاغية لما يصدر منها من توصيات التي تساهم في ديمومة العمل التربوي والارتقاء به ))