21 أبريل، 2024 3:18 ص
Search
Close this search box.

هيبة الدولة

Facebook
Twitter
LinkedIn

اثارت حادثة الاعتداء على سفارة البحرين ردود فعل مستنكرة لهذا التصرف الأهوج الذي احرج مؤسسات الدولة و الحكومة العراقية برمتها .
ولا ادري .. من اين جاء هذا الحب المفاجيء للقضية الفلسطينية .. من الذين حاصروا وشردوا الاخوة الفلسطينيين فينا مضى في منطقة البلديات وغيرها . . لانريد هنا ان نبرأ ساحة البحرين وقبولها استضافة المؤتمر المشبوه الذي يسعى الى تصفية القضية الفلسطينية لصالح الصهيونية.. لكن هذا متروك للجهد الدبلوماسي لوزارة الخارجية العراقية .

لحسن الحظ .. فان التحرك السريع وباداء مهني متميز للسيد وزير الداخلية ياسين الياسري .. قد أنقذ الموقف بعد سلسلة من الاجراءات الشجاعة والمدروسة ، مما جعل الامور تعود الى نصابها و وضعها الطبيعي .

لاول مرة .. اشعر ان هناك قبولا شعبيا طيبا ، لاجراءات وزارة ألداخلية مع رضا لتولي الفريق ياسين الياسري منصب وزير الداخلية .. واعتقد ان هيبة الدولة تبدا من الشارع ، ومن مكانة وزارة الداخلية عند المواطنين ..لكن وللاسف واقولها بمرارة ، ان هيبة الدولة العراقية ما زالت تمر باسوء حالاتها .. ويكفي مراقبة سلوك المواطنين ضد شرطة المرور وتكرار حوادث الاعتداء عليهم .. وحالات السب والشتم المجاني التي تحصل على الفضائيات ضد مؤوسسات الدولة ..وحتى الاعتداءات على موظفي امانة بغداد الذين يقومون بواجباتهم .. تشكل جميعها حالة من الانفلات الامني والاخلاقي غير المبرر .

شخصيا .. افرح كثيرا عندما اشهد حالات متميزة في الاداء الوظيفي .. سواء كان لوزير او مدير .. او حتى لموظف حكومي بدرجة خفير .. لاننا وللاسف الشديد ومنذ سنين ..لم نعد نشهد الا المزيد من الحالات السلبية ، والمزيد من الخراب على مستوى الاداء الوظيفي والشعور بالمسؤولية .. والادهى والامر ، ان وسائل الاعلام ولقصد الإثارة الملتوية ..تعرض وبشكل متواصل مشاهد مؤذية ، تسبب لنا الاحباط وتقلل من المبادرات الوطنية .

بعد هذه البداية المشجعة والمفرحة للسيد الوزير الجديد ..فان أمامه مهام كبيرة و جسيمة.. منها تنظيف البيت الداخلي لوزارة عميقة ، كبرت ، وتضخمت ، وترهلت .. وبدت عاجزة في الحد من فوضى الشارع .. و من تصرفات الجماعات المسلحة التي لا تعترف حتى بوجود الدولة .. سيارات مضللة وأسلحة ثقيلة غير مرخصة ، وهويات ولوحات تسجيل خاصة .. اما الاستعراضات العسكرية في شارع فلسطين وغيره ، فأصبحت عادية ومتواترة .

سالت بعض الاصدقاء من كبار ضباط جيشنا .. وشرطتنا الوطنية عن شخصية السيد ياسين الياسري ..فكان الجواب :
انه ابن الداخلية .. يمتلك الخبرة الميدانية والقانونية .. وله مواقف شجاعة في مسيرته الوظيفية . . ترى هل يحق لنا ان نفرح ونبتهج .. ام ان الطريق الطويل ..قد تواجهه مطبات قاتلة .؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب