23 ديسمبر، 2024 3:50 ص

هيبة الدولة من هيبة القنفة

هيبة الدولة من هيبة القنفة

تعالت أصوات سياسيي الصدفة وإعلامهم الأصفر الممول من مال الشعب لتشويه حدث الثورة الشعبية(*) بإقتحام “المنطقة الجرداء” سيئة الصيت الخالية من أي عنصر وطني عراقي والتي إحتمى داخل مربعها المحصّن الطائفيون والفاسدون وسرّاق المال العام . وتوالت الزيارات الميدانية للمسؤولين السياسسين ورؤساء الرئاسات لقنفة ملطخة بالدماء أصبحت فيما بعد مصدر تندر وفكاهة على مواقع التواصل الإجتماعي للشعب المغيّب في عقول أولي أمره ، وحيثُ لم يتبين لحد الأن مصدر هذه الدماء ـ ـ هل هي دماء (آدمية) تعود لنائب أو نائبة في البرلمان ؟ ، أم إنّ تلك الدماء تعود لمواطن قتله أحد النوّاب أو أفراد حمايته لجلوسه للحظة على القنفة ليشعر بترف ممثليه في البرلمان ثمّ أخفيت جثته في مكانٍ ما ؟!! ، وهذا الإحتمال وارد جداً لعدم وجود أي تصريح من الجهات الأمنية يفسّر وجود تلك البقع الحمراء على “القنفة” والممرات المجاورة وحيثُ وثّقَ المقتحمون الحادثة بإستدعاء الضبّاط الأمنيين لمعاينة القنفة ومساعدتهم لهم للكشف عن مصدر الدماء وتتبع آثاره الى المكان الذي رفض فيه الأمنيون إكمال البحث عند وصولهم الى باب مغلق أدعوا بأنهم غير مخوّلين لفتحه وإكمال البحث !! ، لكن المقتحمون أصرّوا على إكمال البحث في خطوة ذكية لتثبيت برائتهم من أي أعمال عنف قد يدّعيها لاحقاً سياسيو “المنطقة الجرداء” لإلصاقها بهم لتشويه أهدافهم وغاياتهم .وبعد الإنسحاب الإختياري للشعب الثائر من داخل “المنطقة الجرداء” وبعدما أرسل رسالته التحذيرية الى من يهمه الأمر على عدم وجود أي منطقة آمنة لسرّاق البلد وحماياتهم وكل تحصيناتهم وحيثُ تتلاشى جموعهم بثوانٍ أمام غضب الجماهير المنتفضة على الظلم وأدواته ، خرج علينا من خرج من رؤساء الكتل بمعمميهم الذين فقدوا هيبتهم الدينية وهالتهم الروحانية بتورطهم بالسياسة ودهاليزها و(أفنديتهم) المنضوين تحت مسمّيات الأحزاب التي ظاهرها ديني وباطنها شيطاني متباكين على هيبة الدولة وديمقراطيتها التي سفحتها الجماهير الغاضبة بإقتحامها (لحصونهم) .فأي هيبة للدولة ولعرّابيها هذه التي تتباكون على سفحها أيها السادة ـ ـ هل هي نفس الهيبة التي هُدِرَت بتسليم ثلث العراق بمدنه وشعبه النجيب للدواعش ـ ـ أم الهيبة التي فُقِدت مع فقدان الآلاف من المهاجرين والمهجّرين لأرواحهم ودورهم وممتلكاتهم وإفتراش العراء دون أن تلتفت اليهم حكومتهم لتقديم أبسط المساعدات الإنسانية ـ ـ وهل هي نفس الهيبة التي رحلت مع رحيل سرّاق المال العام بعد أن ملئوا حقائبهم بالمليارات من الدولارات دون ملاحقة أو مسائلة قانونية ـ ـ أم هيَ ذاتها التي خرق أمنها الإرهابيين بالقتل اليومي للمواطنين والإختطافات التي تجري تحت أنظار الأجهزة الأمنية ـ ـ وهل أنّ سيطرة الميليشيات المسلحة على الشارع العراقي لا يُعتبر إنتهاك لهيبة الدولة وأجهزتها الأمنية ؟!! ـ ـ أم هي نفس الهيبة التي تتباكون عليها والمُغيّبة من القضاء المسيّس الحامي للفاسدين والمجرمين ـ ـ وهل هي غير الهيبة التي ضاعت مع ضياع الطفولة لآلاف الأحداث الواقفين في تقاطعات الطرق يستجدون المارة بطريقة مذلّة لطفولتهم ـ ـ أم إنها تختلف عن الهيبة التي أُنتُهِكت بإنتهاك حقوق الموقوفين القابعين في السجون والمعتقلات دون توجيه أي تهمة لهم ـ ـ اليست هي نفس الهيبة التي تدار بأوامر خارجية من دول معلومة وأخرى مجهولة !! ـ ـ أم لها وجه آخر عن الهيبة التي إنتهكها رئيس البرلمان المُقال بكلابه البوليسية وميليشياته لفك الإعتصام القانوني لنصف أعضاء برلمانه ـ ـ ألا تخجلون من التباكي على “هيبة” كنتم أنتم أول من إنتهكها مع سبق الإصرار والترصد ، وأعلموا جيداً من أن هيبة الدولة وهيبة مواطنيها ستعود شامخة بعد إزاحتكم عن بكرة أبيكم من المشهد السياسي العراقي .   إنتباهة  :(*) أسميتها ثورة شعبية لأنها لم تكن مجيّرة لجهة واحدة فقط وإن بدا ذلك للمحللين والمتابعين للشأن العراقي ، فقد إشتركت فيها شرائح متعددة من مختلف أطياف الشعب وميوله .