إيران قصفت اربيل وهي مدينة عراقية، بادعاء أن هناك مواقع مخابراتية اسرائيلية، وعلى ضوء هذا القصف انتفض رئيس وزرائنا وأمر بفتح تحقيق وطالب إيران بأدلة واضحة وليست قرائن، ولا أعلم الأسباب الحقيقية من وراء هذه المطالبة، هل يعني إذا تم التحقيق وثبت ما تدعيه إيران يحق لإيران أن تعتدي على مدن عراقية؟ وترسل صواريخها إلى المدن العراقية متى توصلت إلى قناعة أن هناك خطر يهدد أمنها القومي، كما قلنا في مقال سابق أن الاعتداء الإيراني مهما كانت المبررات هو ثلم للسيادة العراقية، إضافة لذلك ومن خلال هذا القصف تم قتل الفرحة العراقية برفع الحظر عن الملاعب العراقية واقامة مباراة العراق القادمة بتصفيات كأس العالم مع منتخب الامارات، نعم قتل فرحة شعب بقرار من الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الآسيوي بمنع إقامة المباراة على أرض العراق، والمطالبة بنقلها إلى أرض محايدة، وجاء القرار مسبباً بالوضع الأمني الهش بعد اطلاق الصواريخ الايرانية على اربيل.
والسؤال هل فعلاً أن السبب فقط هو اطلاق الصواريخ الايرانية وراء قرار الاتحاد الدولي(الفيفا) أم هناك اسباب أخرى؟.
أوردت وكالات الأنباء قبل فترة عن سلسلة من الانفجارات المُميتة طالت عمق أراضيهم في 17 يناير/كانون الثاني الماضي، إذ أطلق الحوثيون صواريخ كروز وأخرى باليستية وطائرات مُسيَّرة مستهدفين بذلك مستودع نفط تابعا لشركة بترول أبو ظبي الوطنية (ANDOC) ، وكذلك منطقة قيد الإنشاء في مطار العاصمة. لاحقا، أقدمت جماعة الحوثي على قصف مواقع حساسة في البلاد، أبرزها قاعدة الظفرة الجوية بأبو ظبي التي تضم قوات أميركية، بواسطة طائرات مُسيَّرة من طراز “صماد 3″، كما هدَّدوا باستهداف معرض “إكسبو 2020 (Expo 2020)” الذي تستضيفه دبي، وهناك عدة حالات مشابهة استهدفت الامارات والسعودية بصواريخ وطائرات مسيرة، الحوثيين استهدفوا “مواقع حيوية وهامة في دبي بعدد كبير من الطائرات المسيرة”، وقاعدة الظفرة الجوية حيث تتواجد قوات أمريكية وفرنسية وإماراتية، “وأهدافا حساسة أخرى في عاصمة العدوِ الإماراتي (أبو ظبي) بعدد كبير من الصواريخِ البالستيةِ”، كما تحدث عن استهداف “مواقعَ حيويةٍ وحساسةٍ” في السعودية، ولم يكتفوا بذلك بل هدد الحوثيون بتنفيذ هجمات أخرى، داعين المدنيين في الإمارات إلى الابتعاد عن “المنشآت الحيوية”، فيما أعلن المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام عبر تويتر صباح الاثنين أنه سيجري الكشف “خلال الساعات القادمة عن تفاصيل عملية عسكرية في العمق الإماراتي والسعودي”.
السؤال الأهم الذي يطرح نفسه ما الفرق بين الصواريخ الايرانية على العراق والصواريخ الحوثية على الامارات والسعودية من منظور الاتحاد الدولي لكرة القدم؟.
لطالما كان شعار الاتحاد الدولي لكرة القدم، “فيفا”، أنه لا يسمح بإدخال السياسة والدين في الرياضة.
حرص الاتحاد الدولي وكافة الاتحادات القارية على غرس الروح الرياضية بين الجميع في كل البطولات الرياضية، وعدم إقحام السياسة في الرياضة من منطلق ترسيخ مبادئ اللجنة الأولمبية الدولية التي تحظر استخدام الرياضة – وكرة القدم على وجه الخصوص – وفرض قرارات رياضية هدفها سياسي، من شأنها أن تزعزع الاستقرار وتعكر صفو تلك المشاركات التي تواجدت من أجل نشر المحبة والألفة بين المشاركين.
ففي سابقة تاريخية، تحوّلت الهيئات الرياضية العالمية وعلى رأسها الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، والاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) إلى منظمات سياسية من خلال القرارات الغريبة التي اتخذتها، بإقصاء منتخبات وأندية روسيا من المشاركة في كل التظاهرات والمنافسات الرياضية الدولية، وهذا بحجة الحرب التي تخوضها روسيا ضد أوكرانيا.
واليوم يُقحم الاتحاد الدولي نفسه بالسياسة وبتحيز واضح ويمنع اقامة مباراة منتخبنا أمام الامارات، لأن لو لم يكن القرار سياسي لكان المنع على الامارات والسعودية بأن تُمنع من اللعب على اراضيها، لعن الله السياسة والاتحاد الدولي لكرة القدم ولعن الله لعناً كبيراً على سياسينا الذين جعلوا من سيادة العراق اضحوكة ينتهكها الجميع، وجعلوا بلدنا يتلاعب به الجميع.