23 ديسمبر، 2024 11:19 ص

هيبة الدولة العراقية‎

هيبة الدولة العراقية‎

عندما اقتحمت  الآلاف من أنصار  السيد مقتدى الصدر  المحرومة   المنطقة الخضراء او الغبراء كما يحلو  للمواطن العراقي تسميتها تعبيراً  عن الغضب او السخرية   للساكنين والمعشعشين داخلها ، وحطمت جدرانها الكونكريتية  شديدة التحصين ،فهذا يعني ان العراق  قد دخل أتون مرحلة جديدة تنذر بتحولات كبيرة على المستوى الأمني والسياسي  قد تنهي العملية السياسية الهشة والعرجاء أصلاً و التي يتغنى بها سياسيوا العراق الجدد في كل مناسبة او غيرها  منذ ثلاثة عشر عاماً ، بمعنى آخر اقتراب  نهاية سنيين العسل التي تمتع بها من جاء  على ظهر الدبابة الامريكية ، وسكنوا داخل  هذه الحصن المنيعة   ،    ::::::::::::::: لست من مؤيدي مقتدى الصدر ، لأننا لانعرف  ماذا يريد ، ومن وراءه   دول إقليمية  ::: !!!!!! أفراد :::: !!!!!  أحزاب   !!!!!!!!!!!  الرجل تلتف الجماهير المحرومة  حوله بسبب إرث التضحيات التي قدمتها عائلته  امام الطغاة  وامام دكتاتورية النظام السابق . مقتدى الصدر  في نظر الكثيرين  لايملك   رؤية واضحة   ، وفي نفس الوقت يتخوف البعض  ونحن من ضمنهم من تسلل المندسين والارهابيين داخل صفوف أنصاره ، ومن الممكن ان يكونوا قد اخترقوا  الآلاف من الشباب ذوي النوايا الحسنة من اتباعه في ذلك اليوم ، ومن حق المخلصين والحريصين على العراق ان يحذروا هؤلاء .         
 يمكنني ان أقول وفي قراءة واقعية ان ماحدث في ذلك اليوم كانمتوقعاً مادام التفاوت الطبقي بين الناس  في ازدياد مخيف وملفت ، ومادامت حيتان الفساد باقية والقضاء الفاسد باق ، ولم نشهد محاسبة اي وزير  او  مسؤول ، واحتلال اكثر من أربعين بالمائة من مساحة العراق بيد داعش باقية . وحال النازحين من سرقات قوتهم  وخيمهم باقية من قبل صالح المطلك  .. والصور والمشاهد المؤلمة من أطفال الشوارع بملابسهم الرثة ووجوهم  التي أحرقتها شمس العراق الملتهبة صيفا تجول الطرقات لبيع الحلوى وقناني المياه  أو ومسح السيارات تاركين تعليمهم الثقافي  ،  كلها صور يومية  باقية   ، وإذا أضفنا الى حال اربعة ملايين يتيم يعيش في العراق وثلاثة  ملايين ارملة  في اسوء الخدمات باقية ، ومادامت آلة حصد الأرواح البريئة نتيجة التفجيرات الإرهابية  من قبل الفتاوى التكفيريه تحدث   كل يوم باقية ، امام هذه  المشاهد وانعدام الخدمات الأولية من ماء وكهرباء وصحة وتعليم  حولت المواطن العراقي الفقير الى إنسان قريب بهيئته الى أنسا ن جاوة ونياردلتال  في العصور القديمة ، بعد  ذلك  نسأل الساكنين في  المنطقة الخضراء الا  يحق للمواطن ان ينفذ صبره ؟  ام عليه ان يتحمل اكثر من ذلك على حساب امتلاء جيوبكم وترفيه عوائلهم وأرصدتكم وعقاراتهم وصفقاتكم المشبوهة في النفط والسلاح  والتعليم والصحة والإعمار وسرقة البطاقة  التموينية التي لاحدود لإشباعها عندكم   . الا يحق للمواطن العراقي ان يقول كفى للفاسدين وان يسأل لماذا أهدرتم اموالنا  ؟ ولماذا يعد العراق الان في عداد الدول العشر الاولى في الفساد ؟!! من حقه ان يسأل أين ذهبت ميزانية العراق منذ عام 2004 وحتى 2015 التي وصلت الى نحو 800  مليار دولار ولم يتمكن الاستفادة منها بالشكل الصحيح ،  وكيف تحول  العراق الان الى دولة تتسول المال لتدفع رواتب موضفيها  ؟؟؟!!!  الا يحق للمواطن ان يعبر عن رفضه بإسلوبه الخاص بعد ان نفذت كل أساليب النصح من المخلصين والمرجعية العليا في النجف حتى بح صوتها حسب مّا صرح ممثلها ، الا يحق للمواطن ان يرفع صوته   بعد ان وصلت نسبة البطالة اكثر من عشرين بالمائة  ، ووصلت معدلات خط الفقر اكثر من %25  ،  ويعاني في عجوزات رهيبة في خزينة الدولة !!؟ الا يحق للمواطن ان يسأل المسؤول   أين ذهبت المليارات التي  صرفت لتأهيل المؤسسة العسكرية ولازال لايحضى  بالامن والاستقرار !!؟ الا يحق للمواطن ان يسأل كيف أقحم اكثر من خمسين  الف جندي وهمي المؤسسة العسكرية  ويستلمون رواتب شهرية   !!؟ لتخبرنا حكومة بغداد الموقرة  ماذا حل بملف الموصل   ؟ لم نشهد اي محاسبة لأيّ من الخونة الذين سلموا المد ينة.ولم نشهد محاسبة مسؤولي جريمة سبايكر الشهيرة  ، ولم نشهد مقترفي الصفقات الوهمية في جميع مجالاتها !!؟؟لتخبرنا حكومة بغداد المهيبة ماحجم الفساد في وزارة الصحة  وعن أسباب الحريق الذي نشب في مخازن الأدوية في يوم 19/08/2014  كلّف الدولة حينها خسارة مايقارب اربع ملايين دولار. الا يحق لنا ان نسأل أين ذهبيت أموال خمسين مليون  دولار خصصت للكهرباء  ،   الا يحق للفرد العراقي ان ينعم بتهوية تمنعه حر العراق الحارق  أسوة .بجيرانه من الخليجيين .
::::::::::::؛؛؛؛؛؛؛؛؛:::::::::::::::بعد أقتحام البرلمان أصدعتم  روؤسنا بهيبة الدولة ،   اي دُولَة تتكلمون عنها ، وأي هيبة تتحدثون عنها  والبلاد تعيش حالة الشلل والانهيار الكامل  وداعش تحتل أربعون بالمائة من مساحة   العراق ، أي  هيبة تتفاخرون  بها وعمليتكم السياسية  تعيش  فوضى الهرج والمرج  ، برلمان معطل تسوده التناحرات ، ومجلس وزراء منقسم على نفسه ، وخمسون  أوستون نائباً  كرديا يرفض العودة الى البرلمان   ،     تتوسلون  إرجاعهم  بإغراءات لانعرف حقيقتها ،وكتل  شيعية مشتتة وسنية منقسمة ، ومناصب يتقاتل عليها السارقون والطامعون  ، أخبرونا عن اي هيبة تتكلمون  وكتلكم تتآمر الواحدة على الاخرى  في فنادق عمان و قطر او تركيا و ايران ،  ان كنّا نجهل نورونا عن اي جزيئة  في العراق رفعتم رؤوسنا بها   وتتفاخرون   بالحديث عنها ، بالقضاء المسيس ،!!!!  بالكفاءات التي هربت خارج العراق وخدمت دول الغرب التي تقدر كفاءاتها بعد ان يئست  من معاملتكم مع أصحابها ، !!!!!!! ام تتغنون بعاصمة الرشيد التي تغنى بها الشعراء يوماً حولتوا أنتم شوارعها   الى مجاميع  من أكوام النفايات  تحيط  بِنَا  أينما نتجول بها  ناهيك عن حالها وقت تساقط الإمطار  . عن اي هيبة تتكلمون وحقائب العراق الوزارية وباقي المناصب تباع وتشترى  ترضية لهذه الكتلة او ذلك الحزب بعشرات الملايين من الدولارات ،  وعلى اعتراف مشعان الجبوري عرضت عليه  خمسة  ملايين دولار واعترف بعظمة لسانه وقال ( كلنا فاسدون وانا منهم ) أين هي هيبة الدولة    وبحسب اعتراف السيد عادل عبد المهدي وزير النفط  ( إلتَهم الفساد 450 مليار دولار من خزين العراق  منذ عام 2003  وحتى 2015 ) ، وفي اعتقادي وبحسب  بعض الاعترافات ان الأموال المهدورة تفوق  ذلك الرقم بكثير .  أين  هي هيبة الدولة والموضف العراقي لايعمل  اكثر من عشرين دقيقة باليوم  وبحسب اعتراف السيد عادل عبد المهدي  أيضاً  .أين هي هيبة الدولة عندما اختبيء بعض البرلمانيين  في السفارة الامريكية   خوفا من الجماهير الزاحفة والمحطمة أسوار وقلاع المنطقة الخضراء ، أين هي هيبة الدولة.  عندما تتلقون الأوامر والقرارات المصيرية  من السيد  الامريكي  والدول الإقليمية ، أين هي هيبة وسيادة الدولة  العراقية عندما تخترق كل يوم الطائرات التركيه أجواءها وآرضها   بحثاً عن عناصر حزب العمال الكردستاني  ،  ولم تحرك  وزارة الخارجية  وحكومة بغداد  ساكناً الا بعد الانتقادات الواسعة التي وجهت اليها ، اصدرت بعدها بيان لا قيمة له ولا اي  اعتبار ، أين  هي هيبة الدولة عندما تقضم  دول الجوار  تركيا وإيران والكويت كل يوم جزءاً من ارضه وماءه ونفطه  في ميناء مبارك وحقل فكة النفطي وإقامة السدود التر كية التي تؤدي  الى انخفاض حصص العراق المائية وتداعيات ذلك على الزراعة العراقية ، كل  ذلك يجري احيانا اما بمساومات  تدخل في حساب الفرد والكتلة والحزب. ، او لأسباب هشاشة وضعف الحكومة المعشعشة في بغداد ، اي مواصفات واي هيبة لهذه الدولة التي تفتخرون بها ،  بالله عليكم أخبرونا  ودلونا عليها  ،حتى لانظلم  محاسنها  ::::::العملية السياسية التي تغنى بها سياسيوا العراق مابعد التغيير وصلت   الى طريق مسدود والحالة خطرة جدا. وسط تشتت وتمزق  الكتل بكل أصنافها  ،  داعش  الان  تشرب نخب أفراحها  وترقص طرباً لما وصلت اليه الأمور في العراق لتحصد ارواح   الأبرياء كل يوم :::::::::::::::مشهد تحطيم جدران المنطقة الخضراء يذكرنا بمشهد  تحطيم جدار برلين  باختلاف الزمان والمكان ،  الفارق ان الألمان  توحدت دولتهم وتغيرت احوالهم نحو الأفضل حيث يشكل الاقتصاد الألماني أقوى اقتصاد عالمي ناهيك عن المجالات . في الحالة العراقية للاسف   يبقى المشهد غامضاً والمستقبل لايبشر  بخير وهذا مالانتمناه أبداً.    ،  :::::::::::::::::::::::::   السؤال الذي. يدور الجدل حوله لحد كتابة هذه السطور  هو من يقف وراء السماح بإقتحام  الآلاف من  أنصار  السيد مقتدى الصدر للمنطقة  الخضراء. ، والبرلمان العراقي . . اتهامات تحوم حول السيد حيدر العيادي  لأسباب عديدة  الاول   ان الاثنيين يطالبان  بحكومة تكنوقراط  السبب الثاني  ان العبادي  أراد ان يسبق أعداءه بأن يظهر امام الشعب العراقي انه مع مطالب الشعب  المشروعة بذلك يستطيع ان يمتص غضبة الجماهير نحوه   ولكنه من ناحية اخرى في الاعتقاد انه سيخلق له أعداء جدد من كل الكتل ، كما  الى ان   السيد مقتدى الصدر لايمكن الاعتماد عليه نتيجة التجارب التي اختبر بها  ، لكن   في كل الأحوال  ان صح هذا الاحتمال يكون العبادي قد وضع يده في النار  ، وهذا مافسرته  مجلة الإكونوميست ،البريطانية . ان  لم يكن هذا الاحتمال وارد  ،يبقى ان نؤمن  بأن المنظومة الأمنية مخترقة بعمق ومن داخل القوات  الخاصة والمكلفة بحماية المنطقة الخضراء.  وخطورة هذا الاحتمال اصعب بكثير  من الاحتمال الاول ،   :::::؛:::::؛؛:::؛هيبة الدولة يجب ان تكون محفوظة بتطبيق محاسبة الفاسدين  والمتآمرين  وتبديل رؤوس المحكمة الاتحادية العليا والكشف عن مؤامرة تسليم الموصل   ، وقبل كل هذا وذاك يجب إلغاء  المحاصصة  التي ههي اسّ البلاء  ، وتفعيل قانون النفط والغاز  وتقسيم الثروات بشكل عادل   .الحل لايكمن  بإصلاحات  ترقيعية  وتبديل وزراء بغيرهم  ، الحلول  يجب ان تكون جذرية  والمطالبة بحكومة تكنو قراط ليست هي الحل  لان الكثير من تربع على كرسي الرئاسات  والوزارات والمؤسسات يحمل شهادات عليا  لكنه في نفس الوقت متهم  بالفساد ،::::::……..؛.؛.؛::::::::::::   المرجعية  العليا في النجف الأشرف على عاتقها دور ومسؤولية  كبيرة وثقيلة  في توضيح   بعض المسائل المهمة امام الرأي العام . الاولى ان تتبريء عن كل من يدعي انه يتكلم  عن لسانها  او ان المرجعية تدعمه وتسانده ، المسألة الاخرى وهي المطالبة بتوحيد ملف الحشد الشعبي التي   أفتت به بعنوان  ضرورة الجهاد الكفائي   . لابد ان تتوحد فصائله وان يعمل تحت مرجعية واحدة غير مقسمة ، فمن غير المعقول  ان تنتمي فصائل  الحشد  الشعبي الى مرجعيات متعددة   تحت عباءة  كل حزب او شخص  لكل فصيل يحمل اجندة معينة وامتيازات معينة      ،  
   ، الشيء الاخر وبعد ان وصل حال العراق ينذر بتداعيات خطيرة جداً   ، ليس من المعقول   ان تغلق المرجعية ابوابها وتركن للسكون وتراقب الأمور من خلف  الأسوار والجدران ودهاليز  ازقة النجف الأشرف القديمة  بحجة ان أصواتها قد بحت  ، ( مع ايماننا ليست هي  أسوة  بأسوار المنطقة الخضراء لبساطتها)  ، بعد ان كان لها دور بمجيء البعض من هؤلاء الفاسدين.   نؤيد ولانشك بنواياها السليمة اتجاه الشعب وبعدم علمها حينذاك ببواطن الأمور  من المنتفعين والجشعين  وكانت تتوسم بِهِم خيرا  ، لكن  في نظر الكثيرين  وبعد ان انكشف الغطاء لابد ان يكون الكلام  في المشهد العراقي وتقويمه اكثر صراحة من قبلها مع ايماننا بأنها لاتتدخل  بالتفاصيل الدقيقة  ، – [ ]