23 ديسمبر، 2024 3:30 ص

هيا نقتل كرار .. ثم نعيش بأمان

هيا نقتل كرار .. ثم نعيش بأمان

يوميا أتلقى العديد من الرسائل ، يسألني اصحابها الاكارم : ما نفع الكتابة عن بلاد يريد لها ساستها ان تسير من سيئ الى اسوأ ؟، ولانني مثل كثيرين من الزملاء يدركون جيدا ان الاعلام الحر يمثل هاجسا مقلقا لأي مسؤول حتى لو كان نزيها، فما بالك ونحن نعيش وسط غابة مليئة بالمسؤولين الفاسدين والفاشلين، الكثير منهم لم يتعود على الجدل والمناقشة، تربوا على فكرة السمع والطاعة، وبالتالي فمن المنطقي أن لا يبالوا بما نكتب فهم يطبقون مقولة ميكافيللي الشهيرة : ” التاريخ علمنا ان الحاكم يصل إلى السلطة على أكتاف البسطاء… والباحثين عن فرصة للعيش ” ، بالمقابل وللاسف هناك قطاعات مسلوبة الارادة تتعلق بذيل المستبد، بخطاباته، باناشيده الطائفية.
ماذا يفعل كاتب عمود مثلي للبعض ممن يجبرهم غياب الشحن الطائفي للتعلق باذيال مسؤول فاشل ، والدفاع عن نائبة تعتقد ان مجلس النواب مجرد سوق هرج ، ما ذا تفعل مع صحفي لايزال مصراً على ان المعركة ليست مع تطرف داعش واجرامه ، وانما مع الاكراد والسنة ومعهم التركمان ، ما الذي يمكن ان تقوله لكاتب يتصور ان سبب انقطاع الكهرباء عن البصرة هم اهالي الموصل ، وان مجلس محافظة البصرة بريء من الفساد براءة الذئب من دم يعقوب .
ماذا يفعل كاتب عمود مثلي وهو يرى ان البعض لايريد للعراق ان يعبر هذه الكيانات التي يسميها عشاقها أحزابا وكتلا سياسية، ويرقصون في طقوس عبادتها. من اجل العيش دولة يشعر فيها الفرد بالحرية والكرامة ، لا يصطاده شرطي في سيطرة ليهينه ويتفنن في أذلاله.، وان اقتضى الامر يضع رصاصة في راسه ، ماذا نفعل نحن الكتاب امام وحوش بشرية ترى في وسامة واناقة شاب مثل كرار نوشي ، اعتداء على حرمة المجتمع ،بتطلب ان تقلع اظافره وتهشم عظامه ، ويرمى في مكبات للنفايات ، ليعيش بعدها المجتمع بأمان وسعادة .
اصرت احزابنا ” المجاهدة ” ان تقول للمواطن العراقي بعد عام 2003 : ” ارفع رأسك يا عراقي فقد مضى عهد الاستبداد ” وأظن أنه بعد اربعة عشر عاما وجدنا من يطالبنا ان نخفض قاماتنا ، فنحن نعيش في دولة تيجان الراس .
كان يكفي المالكي او علاوي او النجيفي او معصوم او المطلك ، أن يتطلع من نافذة سيارته ليرى أن العراقيين يقولون له إنهم لم يعد يتحملون التجارب الفاشلة والفاسدة . وإن العراق دولة لا مركز تدريب على نظام السمع والطاعة ، وان من يفشل يفقد الحق في تكرار تجربته في السلطة مرة آخرى ، واعتقد لو عرف ساستنا الاشاوس ماذا يتحدث الناس عنهم في الشارع .. لاستحوا. اذا كان للخجل مكانا في قاموسهم السياسي .