غرق بغداد وبقية المدن العراقية ، تصدر أول الأخبار في نشرات القنوات الفضائية وهي تنقل بعضاً من المفارقات في صور حيّة ، عن غرق عاصمة جراء أول مطر ينزل ليغسلها من غبار الأتربة ودخان المفخخات.
غرقت بغداد بمياه سوداء لأن مياه المطر اختلطت بمياه المجاري الطافحة وسوائل الصفقات السوداءوالفساد المتراكم ، وقاذورات الطائفية للعقول والإدارات الوسخة .
المفارقة المضحكة التي اضعفت مشاعر التعزية بمناسبة عاشوراء تاتي في المقارنات التي تستحثها صور الغرق ، وأرجعت البعض للبحث في صور الماضي واستخراج صورة بغداد قبل ستين سنة أوحتى مائة عام ، حينها كان المطر يهطل بغزارة اكثر ، فيزداد إخضرار الشجر وتشبع الأرض ويعشب الثرى ، ويغرق الناس بالبشرى والمسرة ،
الصبيان يفرون للشوارع والطرقات وهم ينشدون ؛
مطر مطر حيل حيل عبر بنات الكحيل
مطر مطر ياحلبي عبر بنات الجلبي ،(طبعا ليس المقصود احمد الجلبي )
مطر مطر ياشا شا عبر بنات الباشا
كان المطر مزحة مثيرة مع الطبيعة ، ونداء يسحب الشاعر للقصيدة .
المطر في زمن (الديمقراطية) الرثة وقادة المنطقة الخضراء ، ترك بغداد تغرق بالوحل والبيوت تداهما سيول المياه الثقيلة القذرة .
انها عطايا الحاج (نعيم عبعوب )المعاون الأداري لأمانة بغداد ومجاريها ، وعبد الحسين المرشدي الذي يشغل موقع الأمين وكالة .
بالمناسبة عبوب اصبح مؤخراً الحاج عبعوب ليتناسق مع موسم القادة الحجاج وللتخفيف عن ثقل الخطايا وتغطية فسادهم بالعنوان المقدس قديما .
نعم غرقت بغداد مرة أو مرتين خلال القرن الاخير ، ولكن بمياه المطر النقي ، وليس بمياه المجاري وماتحمل من قاذورات وفضلات وروائح صارت تحاصر الناس بالعفن .
حكومة نوري المالكي اغرقتنا بالمتاهة السياسية وعاهات الفساد والتخلف
وسلطة عبعوب أغرقتنا بمياه المطر الأسود والوحل والنفايات .
وهذا الشعب الغارق بالصمت والأوجاع ، صار يردد نشيد المهزلة ؛
هيا بنا نغرق ..!
[email protected]