23 ديسمبر، 2024 8:18 م

هيا بنا للمقهى ….!؟

هيا بنا للمقهى ….!؟

كان موعدنا المقهى ، يتوزع فائض ساعت النهار بين مقهى البرلمان أو حسن عجمي ، وفي المساء نلتاذ بمقهى البلدية في الميدان ،أو البغدادية في أبي نؤاس .. في كل مدينة عراقية كانت مقاهي بديلة أو منافسة لمقاهي بغداد ونكهتها الأدبية ومسحتها الترويحية تزرع فيك إدمان الحضور اليومي .

تبدّل الزمن وأ ُغلقت البرلمان وحسن عجمي ، أنتهى زمن التأمل والهدوء والسكينة والحوار ، جاءنا بوقت مبكر ، زمن اللهاث والقلق والخوف والرصاص …!
” المقهى ” ليس بعيدا ..! ً لكنه أصبح مصيدة يقصدها المفخخون وجراثيم الأرض وباعة الدم والكلى …!؟

صارت مقهانا ساعات نمضيها مع الفيس بوك ، تعويض تقني عن مقهى زمان ، يعطيك التنفيس لكن بلا حرارة أو روائح المكان والتبغ ورنين الإستكان ، وذلك الهمس الوافد اليك من الجالسين ليشعرك انك وسط عائلة إجتماعية وإندماج لاشعوري …! ربما حرارة الأجساد ولغة التأمل والتفكير تقيم علائق خفية وتشارك حسي في نقطة المكان وشروط الزمان …!؟

الفيس بوك صار معادلا لغربتنا اليومية في شوارع يسكنها الخوف ، والمقهى الفردي ،لابد من دخوله يوما ، لتسمع وتقرأ ، تضحك وتتألم وتعرف آخر أخبار البلاد والعباد ..! حكايات ومنشورات ومقالات وكتابات تضعك في سياقك العراقي المعهود رغم تبدل الظروف والزمان والمكان ..!
صالح الحمداني يقفل رميته بجملة ( مدري عليمن جبناها ) ، أبو هدير يعلل خفايا ( العمليتوووو السياسيتوووو..الداعيشيتوووو) ، مفيد عباس وسوالف اليوم وايام زمان و- كلكم عيوني – ، آدم وصراخه المضحك المبكي نحو سماء لاتصغي اليه ، حمزة الحسن ينزف ذكريات ورائحة شواء لروح عراقية تختزن النار عن سنوات الحريق ،وقصص ابناء الزنى وعواهر العصر الثقافي .

ربما لاتكفي ساعة في أول النهار وتؤجل رشفة أخرى من قدح الشاي أو القهوة ، وانت تقرأ بنشوة وحشية نصوص ابراهيم البهرزي وثمة افكار تنير عتمة الراهن ، ثم يناديك الكبيرسعدي يوسف … تعال لتعرف آخر مسارات الأخضر وشطحات الزمان معه ..!

تنفيس يعادل التواصل يعطيك الفيس ، فتقرأ مايكتبه المحلل السياسي الكردي ” باكسي ” بذكاء ومهارة مدربة ، نقدات فواز الفواز وبسامير يومية يدقها في حياة الفاسدين مع أعلى درجات التعالي ، تساؤلات قيد الإجابة والإحتجاج يثيرها بوعي معارض أياد الزاملي ، ميادة العسكري وحنينها اليومي لأمها المرحومة والعصر الزاهي للمملكة العراقية وذلك السحر الذي مرّ سريعا ً .. كأنك تصغي ل “كريم منصور ” وهو ينوح ( هلبت بختنه ايجيبكم هلّبت ) .
الفيس يمنحك المسرة في حوار اقرب للكوميديا يجؤيعلى الخاص ، مع الصديق كفاح سنجاري ، وتطالبه بعرض المزيد من صوره وطلاته البهية على طريقة ” ألن ديلون ” ههههههه .
عمار السواد وخير الكلام ماقل ودل ، مختصرات بنكين ريكاني وخير من يجيد كاتم الصوت السياسي بلا خوف أو وجل ..! وحين تستلذ بخلاصات المعنى بكلمات موجزة يرسمها عدنان طاهر ، لابد ان تعبر فوق قناطر طالب عبد العزيز البصري الخالص . مقهى الفيس يستقبلك فيه الصديق الكردي المشاكس درباس ابراهيم ويسألك ماذا تكتب غدا ؟؟؟؟ تقرأ وجع علي حسين وخرائط الطرق الناجية لسرمد الطائي .

تلك بعض مزايا المقهى الخاص – العام المدعو الفيس بوك .. واعتذر للأغاني والأصدقاء ومقاطع الفيدوالتي نستمتع بها وتفاصيل اخرى كثيرة ربما نعود لها في وقت آخر ، لأن الكلمات المتاحة للمقال استوفت عددها كما تشترط المقهى – الفيس – .

[email protected]

هيا بنا للمقهى ….!؟
كان موعدنا المقهى ، يتوزع فائض ساعت النهار بين مقهى البرلمان أو حسن عجمي ، وفي المساء نلتاذ بمقهى البلدية في الميدان ،أو البغدادية في أبي نؤاس .. في كل مدينة عراقية كانت مقاهي بديلة أو منافسة لمقاهي بغداد ونكهتها الأدبية ومسحتها الترويحية تزرع فيك إدمان الحضور اليومي .

تبدّل الزمن وأ ُغلقت البرلمان وحسن عجمي ، أنتهى زمن التأمل والهدوء والسكينة والحوار ، جاءنا بوقت مبكر ، زمن اللهاث والقلق والخوف والرصاص …!
” المقهى ” ليس بعيدا ..! ً لكنه أصبح مصيدة يقصدها المفخخون وجراثيم الأرض وباعة الدم والكلى …!؟

صارت مقهانا ساعات نمضيها مع الفيس بوك ، تعويض تقني عن مقهى زمان ، يعطيك التنفيس لكن بلا حرارة أو روائح المكان والتبغ ورنين الإستكان ، وذلك الهمس الوافد اليك من الجالسين ليشعرك انك وسط عائلة إجتماعية وإندماج لاشعوري …! ربما حرارة الأجساد ولغة التأمل والتفكير تقيم علائق خفية وتشارك حسي في نقطة المكان وشروط الزمان …!؟

الفيس بوك صار معادلا لغربتنا اليومية في شوارع يسكنها الخوف ، والمقهى الفردي ،لابد من دخوله يوما ، لتسمع وتقرأ ، تضحك وتتألم وتعرف آخر أخبار البلاد والعباد ..! حكايات ومنشورات ومقالات وكتابات تضعك في سياقك العراقي المعهود رغم تبدل الظروف والزمان والمكان ..!
صالح الحمداني يقفل رميته بجملة ( مدري عليمن جبناها ) ، أبو هدير يعلل خفايا ( العمليتوووو السياسيتوووو..الداعيشيتوووو) ، مفيد عباس وسوالف اليوم وايام زمان و- كلكم عيوني – ، آدم وصراخه المضحك المبكي نحو سماء لاتصغي اليه ، حمزة الحسن ينزف ذكريات ورائحة شواء لروح عراقية تختزن النار عن سنوات الحريق ،وقصص ابناء الزنى وعواهر العصر الثقافي .

ربما لاتكفي ساعة في أول النهار وتؤجل رشفة أخرى من قدح الشاي أو القهوة ، وانت تقرأ بنشوة وحشية نصوص ابراهيم البهرزي وثمة افكار تنير عتمة الراهن ، ثم يناديك الكبيرسعدي يوسف … تعال لتعرف آخر مسارات الأخضر وشطحات الزمان معه ..!

تنفيس يعادل التواصل يعطيك الفيس ، فتقرأ مايكتبه المحلل السياسي الكردي ” باكسي ” بذكاء ومهارة مدربة ، نقدات فواز الفواز وبسامير يومية يدقها في حياة الفاسدين مع أعلى درجات التعالي ، تساؤلات قيد الإجابة والإحتجاج يثيرها بوعي معارض أياد الزاملي ، ميادة العسكري وحنينها اليومي لأمها المرحومة والعصر الزاهي للمملكة العراقية وذلك السحر الذي مرّ سريعا ً .. كأنك تصغي ل “كريم منصور ” وهو ينوح ( هلبت بختنه ايجيبكم هلّبت ) .
الفيس يمنحك المسرة في حوار اقرب للكوميديا يجؤيعلى الخاص ، مع الصديق كفاح سنجاري ، وتطالبه بعرض المزيد من صوره وطلاته البهية على طريقة ” ألن ديلون ” ههههههه .
عمار السواد وخير الكلام ماقل ودل ، مختصرات بنكين ريكاني وخير من يجيد كاتم الصوت السياسي بلا خوف أو وجل ..! وحين تستلذ بخلاصات المعنى بكلمات موجزة يرسمها عدنان طاهر ، لابد ان تعبر فوق قناطر طالب عبد العزيز البصري الخالص . مقهى الفيس يستقبلك فيه الصديق الكردي المشاكس درباس ابراهيم ويسألك ماذا تكتب غدا ؟؟؟؟ تقرأ وجع علي حسين وخرائط الطرق الناجية لسرمد الطائي .

تلك بعض مزايا المقهى الخاص – العام المدعو الفيس بوك .. واعتذر للأغاني والأصدقاء ومقاطع الفيدوالتي نستمتع بها وتفاصيل اخرى كثيرة ربما نعود لها في وقت آخر ، لأن الكلمات المتاحة للمقال استوفت عددها كما تشترط المقهى – الفيس – .

[email protected]