22 ديسمبر، 2024 2:36 م

هيئة علماء المسلمين و تدمير المجتمع السني

هيئة علماء المسلمين و تدمير المجتمع السني

عند النظر إلى تاريخ هيئة العلماء المسلمين في العراق ومواقفها ، نجد كيف إن هذه الهيئة لم تعد تحمل من اسمها أي مضمون ، وندرك درجة الانحدار التي آلت إليها .
اتخذت الهيئة موقفا منحازاً مع القاعدة مباركة لمواقفها رغم كل الجرائم التي ارتكبتها وثم انحدرت إلى ما هو أسوأ فإذا هي مع داعش ولا تمسهم بكلمة واحدة !!!
ضاقت الهيئة بالعراق والتجأت إلى سوريا وسرعان ما أصبحت إحدى أدوات حزب البعث تروج لمنطقه وثقافته وتضفي عليها ثوبا إسلاميا ، ورغم كل جرائم النظام السوري الذي ظهرت طائفيته وجرائمه بحق الشعب السوري فلم تتحرك الغيرة في عروقها ليصدر عنها ما يستنكرون به أفعال نظام الأسد الوحشية .

ثم يقفون متفرجين على المجزرة التي يرتكبها النظام المصري بحق التيار الإسلامي والشعب المصري عموما ولا يتحرك ضميرهم في بيان استنكار ولا حتى لسعى يتناسب مع الاسم الكبير الذي يحملونه زوراً ، والذي من المهزلة أن يتسموا به بعدما انصرف عنهم كل عالم يحترم عقله دينه.

ورغم هروبهم من أجواء سوريا الملتهبة إلا إنهم لا يغادرون انحيازهم لحزب البعث فيصبحون كما يقول البعثيون واجهتهم الدينية والمرجعية التي يروج لها البعثيون وينسون كم أجرم البعث بحق العراق فيما مضى والى اليوم ، والفرق إنهم تركوا بعث الأسد ليكونوا مع بعث الدوري .

يدّعون حرصهم على وحدة العراق ولكنهم لا يعترضون على قادة الكرد وهم يتحدثون عن الانفصال الكردي وقيام دولتهم ولكنهم يصدرون بياناً شديدا وربما هو من اشد ما صدر عنهم ضد سليم الجبوري لأنه قال إذا أراد العراقيون التقسيم فليفعلوا ذلك بالتراضي دون إهدار الدماء .

فلماذا يهاجمون الجبوري ولا يهاجمون مسعود البرزاني وسليم لم يطالب بالتقسيم بل طالب بحقن الدماء ، أم إن رجال الهيئة لا يرتاحون إلا وهم يرون دماء العراقيين تسيل ؟!! .

كان مشروع “هيئة العلماء” وما يزال مشروع تدمير المجتمع السني وتفتيت قواه، بمزايداتهم الثورية، وتسقيط كل رموزه وإضعافه من خلال تبني كل تيار متطرف مدمر لهذا المجتمع.

ويأتي هذا الهجوم الهيئاوي في سياق مؤامرة تكشفت إبعادها لتسقيط سليم الجبوري يعد لها مجموعة من السياسيين البعثيين الفاسدين فكان لابد لأدوات البعث والهيئة منهم أن يشرعوا أقلامهم خدمة لهؤلاء الفاسدين !

اللهم نبرأ إليك ممن جعل الإسلام بضاعة في سوق النخاسة ..

نقول قولنا دون أن نصادر حقنا في انتقاد سليم كما انتقدنا أسامة وعلاوي وغيرهم قبله ، ولكن فرق بين انتقاد بهدف الإصلاح وبين الانغماس في مشروع تفتيت المجتمع وإضعافه لصالح من قتل ودمر وعذّب