20 ديسمبر، 2024 2:33 ص

هيئة تحرير الشام هل ستكون نسخة من حزب العدالة والتنمية التركي!؟

هيئة تحرير الشام هل ستكون نسخة من حزب العدالة والتنمية التركي!؟

على الرغم من أن الوضع في سوريا تحت قيادة ( هيئةتحرير الشام) بزعامة أحمد الشرع لازال يكتنفه الكثير من الغموض حيث من الصعب معرفة ماهية هذه الهيئة الأسلامية المنشقة من تنظيمات داعش والنصرة! وما هي توجهاتها وكيف ستتعامل مع الشعب؟ ، ولكن الكل يجمع بأنها ومنذ مباشرتها بأدارة شؤون سوريا بعد هروب بشار الأسد ، لم يصدر من زعيمها ( أحمد الشرع) ، أيةتصريحات مستفزة ومقلقة سواء للداخل السوري أو للمحيط الأقليمي أو الدولي! ، بل الكل يجمع على الرضا والقبول على كل تصريحاته وأحاديثه وأجاباته على الأسئلة التي طرحت عليه ، وخاصة عند لقائه مع ممثل الاتحاد الأوربي الذي أبدى أرتياحا واضحا من اللقاء . وهنا لابد من الأشارة والتأكيد بأن (هيئة تحرير الشام) تحظى بدعم ومساندة تركيا ماليا وعسكريا ولوجستيا ليس الآن ، بل منذ أن كانت في مدينة (أدلب) وبداية أحداث الأنتفاضةالجماهيرية السورية عام 2011 ، حيث كانت تشكل قوة تركيا ووجودها في سوريا ، التي كانت تتجاذبها تدخلات لأطراف خارجية كثيرة (أمريكا ، روسيا ، تركيا ، أيران ، أسرائيل) . الملفت للأنتباه أن هذا التنظيم الأسلامي ( هيئة تحرير الشام) ، عكس صورة أخرى غير تلك الصورة الراسخة في أذهان الناس عن التنظيمات الأسلامية من أنها تمثل الأرهاب!! ، فقد بدى على هذا التنظيم وزعيمه وأتباعه ، العقلانية وحسن التصرف والألتزام والمركزية ، وعدم وجود أية  نزعة للأنتقام! ،  وأن حدثت بعض التصرفات والأعمال الفردية الأنتقامية لبعض من رجالات النظام السابق مثل ألقاء القبض على مدير سجن (صيدنايا) ، فهذا أمر طبيعي يحدث عند سقوط نظام فاشي أذاق هو ورجالاته الشعب مرارة العيش والخوف والرعب! ، وبالتالي هي لا تعكس التوجهات الحقيقية لسياسة (هيئة تحرير الشام) وزعيمها أحمد الشرع ، التيأتخذت من شعار (العفو لمن يستحق ، وأذهبوا فأنتم الطلقاء) عنوان ورسالة سلام وطمأنينة ليس للشعب السوري وخاصة البعثيين منهم! الذين أجبروا للأنتماءلحزب البعث العربي الأشتراكي السوري! من أجل رغيف الخبز ، بل كانت الرسالة للعالم أجمع . نعود الى موضوع أردوغان وحزبه ( العدالة والتنمية) الذي يمثل الأسلامالمعتدل والوسطي ، وفي الحقيقة أن هذا هو جوهر الأسلامالحقيقي حيث ( لا أكراه في الدين) ، ولكنه رغم أسلاميةحزبه ألاّ أن أردوغان كان حريصا أشد الحرص على المحافظة على هوية تركيا العلمانية! التي أسسها (مصطفى كمال أتاتورك) . أرى ومن وجهة نظري أن الزعيم التركي أردوغان كأنه يريد أن يستنسخ تجربة حزب(العدالة والتنمية) التركي في الحكم في سوريا بصورة ( هيئة تحرير الشام)!! ، كما وأرى أن سوريا مهيأة أكثرلنجاح هذه التجربة الأسلامية! ، حيث أن الأقليات الموجودة في سورية قليلة جدا ، لو قورنت بالأقليات الموجودة في تركيا ، ولا في دول الجوار حتى ، حيث أن 85% من الشعب السوري هم من السنة!! ، أما الأقليات الأخرى مثل العلويين والدرزيين والأكراد فهم قليلين جدا بالنسبة لهم! ، كما أن موضوع سياسة الأعتدال التي يتبناها (حزب التنمية والعدالة) طوال فترة حكم زعيمها اردوغان كسبتههو وحسبه الكثير من الرضا والقبول من قبل المحيط الدولي والأقليمي ، حيث أنه عكس صورة الأسلام الحقيقي غير المتطرف وغير  المتشدد ، فلم نسمع على سبيل المثال ، أن أردوغان قد منع شرب الخمور وغلق البارات وفرض الحجاب ومنع الأختلاط بين الجنسين وما الى ذلك ، بل أنه منح الحرية للجميع ولكن ضمن القانون والدستور ويكفي أردوغان اعتدالا ، أنه يضع صورة (كمال أتاتورك) مؤسس تركيا الحديثة في كل مكاتبه الرئاسية! ، كما أن أردوغان لم ولن يفكر في شدخ العلمانية ولو بشخط بسيط !! ، ولا شك بأن هذا هو سر نجاح حكومة اردوغان وحزبه أمام العالم أجمع . لذا أرى ومن وجهة نظري ان قادم الأيام الذي سوف لن يكون بعيدا!! ، سيكشف لنا بأن (هيئة تحرير الشام )هي الأخرى ستحرص أن تكون نسخة أخرى جميلة ومشذبة من (حزب العدالة والتنمية) التركي ، الذي يمثل الأسلام المعتدل والذي يحظى برضا وقبول العالم أجمع ،حيث أن العالم يرفض أي فكر أسلامي متطرف أن كان سنيا وشيعيا! ، وهذا ما يتمناه الجميع.

أحدث المقالات

أحدث المقالات