23 ديسمبر، 2024 5:22 ص

هيئة النزاهة مرة اخرى … ظاهرة الانتقادات الشديدة للهيئة

هيئة النزاهة مرة اخرى … ظاهرة الانتقادات الشديدة للهيئة

تتعالى الاصوات وتكثر الكتابات المنتقدة لهيئة النزاهة ومسؤوليها عبر وسائل الاعلام المختلفة وخاصة البرامج التلفزيونية التي تحسب نفسها تحارب الفساد الاداري والمالي وكذلك عبر موقع ( كتابات ) المعروف بتناوله الشان العراقي بعمق وحرية كبيرة.
ولو دققنا النظر بما نسمع ونقرا من هذه الانتقادات لوجدنا اكثرها تتناول مواضيعها بكلمات واوصاف ذات طابع عام ومن دون تشخيص دقيق وانها تفتقد الى الوثائق والادلة كما ان الكثير من المعلومات التي تذكرها وسائل الاعلام عن الهيئة لاتمتلك صفة المصداقية وان الانتقادات في الغالب تتناسى مواقف وانجازات الهيئة وصعوبة عملها في ظل الاوضاع الحالية وتركز على انتقاد الشخصيات وخاصة رئيس الهيئة وبعض المدراء العامين مما يعني ان هذه الانتقادات تحمل صفة الشخصنة البعيدة عن المهنية وانها تهدف الى الانتقاد السلبي وليس الى التقويم والبناء .
فمن ينتقد مسؤولا عليه ان يقدم الوثائق والادلة ويبتعد عن الانتقاص والتشهير اللذان يعبران عن الضعف والافلاس في من يتبعهما . وشخصيا اؤمن بانه لايوجد مسؤول لايخطأ فالخطا ملازم للعمل ولايخطأ الا من لايعمل ولكن ليس كل خطأ يعتبر فسادا فمن يتعرض الى اخطاء المسؤولين العرضية والبسيطة الناتجة عن العمل وزحمته وضغوطاته الكبيرة فهو لايسعى الى اصلاح الهيئة وتفعيل دورها وانما يعبر عن رغبته بالتشهير بهؤلاء المسؤولين تعبيرا عن مواقف ادارية معينة او عدم حصوله على مناصب يتمنى الحصول عليها او عن حالات نفسية اخرى.
ومن يريد الخير لهيئة النزاهة فيمكن له ان يقدم افكاره ومقترحاته عبر الاساليب الادارية المعروفة وليس عبر وسائل الاعلام . وشخصيا كنت اتبعت هذا الاسلوب فقدمت لرئيس الهيئة الاسبق في حينها افكارا مهمة لتطوير عمل الهيئة داخليا ومعالجة اشكال العمل والسلبيات في عملها على الصعيد الداخبي تم الاخذ بالكثير منها ومازال هذا المنفذ قائما يستطيع من يريد الخير للهيئة ان يتبعه .
والملاحظ ان غالبية من ينتقدون الهيئة اسماؤهم غير معروفة بين موظفيها فهم اما موظفون يكتبون باسماء وهمية واما من خارج الهيئة وينتقدونها بنشر مايقدمه لهم بعض موظفي الهيئة ممن يعملون في مكاتب بعض المسؤولين وتتاح لهم فرصة الاطلاع على معلومات معينة والحصول على كتب يسربونها الى وسائل الاعلام او انهم من عصابات الفساد الذين لايروق لهم عمل الهيئة في محاربة الفساد المالي والاداري . وقد تناسى هؤلاء ان الهيئة قدمت العديد من الشهداء والجرحى والمعوقين جراء عملها الجاد على قدر استطاعتها في محاربة التصدي للفساد والفاسدين ولابد من الاشارة الى ان بعض اقسام الهيئة يتعامل بشكل مباشر مع عصابات الفساد في الدوائر وخارجها لغرض كشف الحقيقة او القبض عليهم مما يعرضهم للخطر وكذلك نشير الى ان بعض موظفي الهيئة ساهموا بشكل اساسي بايقاف عمليات فساد كبيرة بعشرات المليارات من الدنانير وساهموا باستعادة اكثر منها لخزينة الدولة . ومن يعمل في ظل الخطر ومن يحقق الانجازات احق ان يشار له بالبنان ويذكر بكل خير وليس توجيه الانتقاد للهيئة والشخصنة ضد مسؤوليها وتشويه سمعتها .
وادعو من ينتقدون الهيئة بشكل غير دقيق وبعيدا عن المصداقية ان يراجعوا انفسهم لانهم بعملهم هذا يشاركون الفساد بمحاربة الهيئة ومن يحارب الهيئة يخدم الفساد والفاسدين وكذلك ادعو المسؤولين في الهيئة الذين تسرب عبر مكاتبهم معلومات وكتب ان يعيدوا النظر بتشكيل مكاتبهم ويحددوا ضوابط معينة لاختيار الموظفين العاملين في هذه المكاتب من اجل الحفاظ على سرية المعلومات وهيبة الهيئة .
وللعلم فاني موظف في هيئة النزاهة وامارس ابسط المهام ولست من المستفيدين من المناصب ولا الامتيازات ولا الايفادات ولا من المقربين لمسؤوليها وهذا ما يعرفه جيدا زملائي في العمل ولا اريد شيئا مما ذكرت ولابد من القول اني اكتب وانشر باسمي الحقيقي وصورتي الشخصية واني افتخر بالانتساب الى هيئة النزاهة والعمل مع هذه المجموعة من الموظفين  .