22 ديسمبر، 2024 8:48 م

هيئة النزاهة تشكو النزاهة

هيئة النزاهة تشكو النزاهة

منذ تأسيس هيئة النزاهة لم يجد المواطن عملا جديا ماضيا للقضاء على الفساد ، بل رغم وجودها اتسع الفساد وصار مستشريا من صاحب المكناسة حتى ديوان الرئاسة ، هنا لا نود البحث عن الأسباب ، لأنها تعود إلى سبب واحد لا غير إلا وهو فساد القدوة ، فساد القمة ، فساد النخبة عرضا من الانبار الى بدرة وطولا من اربيل إلى البصرة ، لا احد خارج قوس الفساد ، نعم لا نبحث في الاسباب ولكن نبحث  اليوم في وسيلة مكافحة الفساد أي النزاهة التي تغلفت بألا نزاهة ،

أن ما حصل في الانبار أو ما جرى قبلها هو عمل مدم للقلب ذلك أن ايادي تحقيق النزاهة ، كانت ايادي فاسدة ، تغطي الأفعال الفاسدة وتبعد عنها كل شك أو ريبة ،، والسؤال ،، من تولى زرع هذه الايادي في فروع النزاهة ، كيف تم اختيارهم .؟ من هو ورائهم ، وما هي كتلة المال المسروق على أيديهم ؟ آلاف الأسئلة ، آلاف التأملات في مجتمع لم تعد كوابحه بقادرة على منع الفساد . في مجتمع تتشارك فيه النخب مع الكثير من التوابع في اقتراف اعمال ستؤدي حتما ودون جدال إلى كوارث قد تجعل من العراق بؤرة نار لا تنطفئ .

أننا متشاءمون بلا تردد فالحال بالمختصر هو توسع الفساد إلى حد يجرأ فيه رئيس الوزراء للتصريح من داخل المجلس ، أن هناك شلة من الفاسدين تنتظر على ما يبدو ساعة تنفيذ الموازنة للانقضاض على تخصيصاتها ، كما أشار إلى الاستيلاء على الموازنات الانفجارية .

أن هذا التصريح من رئيس رفع راية محاربة الفساد هو بالإضافة إلى كونه محبطا للعزائم ، فإنه يشير إلى جملة من الهزائم ، وهنا تساءل كل العراقيين بلا استثناء ، لماذا لا تتوجه جهود الدولة للقضاء على شلة الفساد .

أن ما يخلص إليه المراقب من توسع للفساد ومن التصريحات بوجوده ، إنما هو عمل واحد هدفه واحد إلا ، هو الإبقاء على الفساد والغوص في اعتباره من الأمراض المزمنة التي تعجز الدولة عن معالجتها ، لأن الفايروس اقوى من الدواء وأنه ماض دون عناء الان وفي قادم الأيام والحليم تكفيه إشارة الإبهام ….