هيئة الحج و العمرة العراقية تتخلى عن حجاجها في مكة

تتضمن مناسك الحج رمي الجمرات في اليوم الثاني و الثالث و الرابع من عيد الأضحى المبارك و يجوز التعجل و الإكتفاء برمي الجمرات في اليوم الثاني و الثالث فقط (وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ. (البقرة 203)). و مناسك رمي الجمرات يجب أن يقوم بها الحجاج و هم يبيتون في منى. و في موسم حج هذا العام قامت هيئة الحج و العمرة العراقية بإخلاء الحجاج, بواسطة متعهدي الحج, من مخيم المبيت في منى إلى الفنادق المخصصة لهم في مكة في اليوم الثالث من عيد الأضحى المبارك. و عندما طلب بعض الحجاج من المتعهدين بأنهم يريدون البقاء في المخيم لغرض تكملة رمي الجمرات في اليوم الرابع من العيد ضمن الضوابط الشرعية أجابوهم بأن أغلب الحجاج يريدون التعجل في رمي الجمرات و أن الهيئة ستخلي الجميع إستجابة لرغبة الغالبية و من يريد البقاء فليبقى على مسؤوليته و يكون مسؤول عن نفسه و عن نقل متاعه من المخيم إلى فندق إقامته في مكة.
إن تخلي الهيئة عن مسؤوليتها تجاه الحجاج الذين أرادوا البقاء في منى لتكملة المناسك يخالف قانونها (قانون هيئة الحج و العمرة رقم 23 لسنة 2005) وفق المادة 3 – خامسا (تأمين الخدمات اللازمة للحجاج و المعتمرين العراقيين و بضمنها الرعاية الصحية و الإقامة و النقل) و وفق المادة 3 – ثامنا (الهيئة مسؤولة عن تنظيم الحج ضمن الضوابط الشرعية بما فيها التواصل مع الجهات المسؤولة في المملكة العربية السعودية).
إن مسؤولية هيئة الحج و العمرة بالإلتزام بما ورد في قانونها تجاه الحجاج ليست قانونية فقط و إنما شرعية و أخلاقية أيضا ً لأن الجهات السعودية لا تتعامل مع الأفراد و إنما تتعامل مع الهيئة نيابة عن جميع الحجاج و أي تقصير منها سيضر بجميع الحجاج رغما عنهم.
في الوقت الذي قامت فيه هيئة الحج و العمرة العراقية بإخلاء حجاجها في اليوم الثالث من عيد الأضحى المبارك و التخلي عن مسؤوليتها تجاه الحجاج الذين أرادوا البقاء في منى لتكملة المناسك كاملة في اليوم الرابع من العيد ضمن الضوابط الشرعية فإن هيئات الحج لدول مثل أندونيسيا و ماليزيا و باكستان و الهند لم تتخلى عن حجاجها حيث أبقتهم في مخيماتهم لليوم الرابع من العيد لتكملة المناسك وفق الضوابط الشرعية معززين مكرمين بينما كان الحجاج العراقيين كل واحد حاير بنفسه.