22 ديسمبر، 2024 7:25 م

هو برلمان لو كهوة عزاوي‎

هو برلمان لو كهوة عزاوي‎

المتابع لجلسات البرلمان العراقي منذ تاسيسه بعد عام 2003 لحد الان وبتعدد الاعضاء عليه من تكرر على نفس مقعده او جاء جديدا لصفقات سياسية في تغيير الوجوه لاضفاء صبغة ديمقراطية كاذبة على الحياة السياسية في العراق الجريح وفي كل جلساته لايصغي احد لاحد واذا تم الاصغاء لموضوع يخرج المعارضين ثم  بعدها تحدث مشادة كلامية وتعلو عجاجة السب والشتم وكأنهم في سوق للمخضر او حمام  للنسوان  او (كهوة)واحيانا تصل الى ضرب بلاحذية وبدءت تتطور الى اطلاق الرصاص امام الاعلام بين الاعضاء  ومحاولة اختطاف علني اذا كان هذا بينهم   فماذا يفعلون بالمواطن الفقير وهل من دليل اخر يثبت تورط هذه الفئة الضالة في خطف الابرياء وقتلهم ان هذه التصرفات تعكس الهوة التي تجمع الفرقاء وابتساماتهم الكاذبة امام الاعلام ومصافحاتهم مما يدل على ان العراق تحكمه عصابة ومافيا وليس سياسيين حقيقيين يستحقون هذه المناصب  التي تدير بلد مثل العراق صاحب الثقل السياسي والاقتصادي كان يوما ما  في العالم.
ان برلماننا  هو كهوة عزاوي لااحد يسمع لاحد   العضو يتكلم بموضوع والمستمعين منقسمين كل اثنين في موضوع منهم من يتهامس مع الاخر حول ماجرى البارحة في احدى الحفلات او يتكلمون بغيبة المتكلم  او منشغلين في  تقاسم الكعكة  او منشغلين بين خارجا وداخل للشرب والاكل او تفريغ ماببطنه من اكل الليلة الماضية لانهم ليس لهم مجال في التحدث في الصفقات  او تناول الاكلات وممارسة بغائهم السياسي الا في هذا المكان المريح لانه ملاذ الحرامية والقتلة والهمس لايسمع في ضجيج الاحذية وطرق (الجواكيج الجبورية) ثم يخرجون للاعلام بتصريحات نارية عبر مؤتمرات صحفية متلاحقة و(عركة على المايكرفون)كلٌ يريد ان يدلي بما لم يعرف  او اتفق والذي يتكلم زيادة ملفه جاهز للتعرية .
انه زمن الحمير التي لاتعرف الا راكبها والطريق الذي علمها عليه وبرلماننا مركوب وليس لديه سيادة او ريادة وكل مايجري هو كذبة سياسية انجبتها ايامنا العاهرة وربتها  على حكم العراق الذي وصل به الحد الى ادنى مستويات الجهل والتخلف .
ان برلماننا الان يعاني من تبول لاارادي بسبب الامراض النفسية التي يعاني منها اعضاءه  ونتيجة هذه التراكمات النفسية  سيبقى العراقيون منشغلين في تبديل فراش  اعضائهم الحاكمين لانه لايوجد حفاظات لهم تفي بالغرض السياسي الذي جاءوا من اجله وبهذه النتيجة سيبقى الحال على ماهو عليه حتى يقضي الله امرا كان مفعولا  وسيبقى العراقيون يهتفون في ساحات الوغى التظاهرية  (باسم الدين باكونة الحرامية)  .
فالحقيقة مرة ومراتها اشد من الحنظل ولاينفع الا التغيير الشامل والكامل لكل مفاصل الدولة وابعاد السلطة الدينية عن الساحة السياسية بالكامل  بل يجب ان تتخذ هي القرار قبل فوات الاوان وتبتعد وتعود الى التوعية  والتثيقف الديني لان  دخولها في السياسة  واضعافها للجانب التشريعي جعل كل من هب ودب لاقل فتوى تنجرف الناس لمزيد من العنف والدمار  .
اننا نعرف ان السياسة هي فن الكذب ولايمكن  ان تلتقي السياسة مع الدين بعد ذهاب الصدق والانسانية ومفاهيم الدين القويم .
واخيرا على الشعب ان يزيل كهوة عزاوي لان بقائها هو افساد للشباب السياسي القادم وتخريب للبيت العراقي الاصيل وتمزيق لشمل العائلة العراقية   وبمرور الزمن اذا ظل الشعب بهذه الصورة الماساوية فان الامر يتطور الى بيع حب سكائر علك وحبوب ابو الطبرة والحاجب داخل البرلمان والجبوري مرتاح ومتونس لانه صاحب الكهوة والملفات عندة والدخل عندة والشعب يصبح مثل فطيمة من ضاعت بسوق الغزل.