23 ديسمبر، 2024 10:14 ص

كثيرة هي الهويات التي نمتلكها نحن العراقيون , تعددت الوانها أشكالها احجامها وتنوعت استخداماتها , منها الاربعة او ماتعرف بالصدامية وهي الجنسية , شهادة الجنسية ,البطاقة التموينية وبطاقة السكن التي لايمكن ان تكتمل اي معاملة مع وجود اي نقص فيها بل من الممكن ان تتعفن جثتك دون ان تدفن اذا لم تمتلك واحدة منها , فلما كل هذه الهويات هل لنثبت عراقيتنا ام ماذا؟ ولما لاتختصر في هوية واحدة على غرار مواطني دول العالم  الاخرى ؟ وهل لقصاصات الورق المغلفة بطبقة من النايلون اهمية للمواطن العراقي عدا اهميتها في تسيير حياته اليومية ؟ كنت اتابع التلفاز في يوم اكاد ان اوصفهه بالقريب جدا” فشاهدت امرأة وهي تمزق جنسيتها العراقية وتطالب الحكومة العراقية بتهجيرها او نفيها الى دولة اخرى لانها عانت ماعانت من شظف العيش والحرمان والفقر المدقع الذي لم يبقي لها وعائلتها امل” تحيا من اجله حتى باتت تنشد العيش في دولة اخرى فالفقر لايرحم احدا” (فلو كان الفقر رجلا” لقتلته) هذا كلام امير المؤمنين عليه السلام  وهو القائل ايضا” ( الفقر في الوطن غربة والغني في الغربة وطن) لشدة بأسه ووقعه على حياة الانسان……. ولا اخفيكم سرا” انني ضحكت بصوت عالي عندما سمعتها تردد هذه العبارات وقلت (شوف البطرانة ) فهذه المراءة المسكينة لاتعلم ان اغلب العراقيوون مستعدون لدفع المال للحصول على فرصة للهجرة او اللجوء او حتى التهريب الى بلد اخر ولكنني في  الوقت ذاته اشفقت عليها كونها ستجبر على تحمل معاناة  معاملة اصدار بدل ضائع او تالف لجنسيتها حيث انها لم تحسب حساباتها جيدا” عندما قامت بهذا الفعل وكنت اتمنى ان تفكر مليا” في الامر وتقول ماذا لو ان الحكومة العراقية نزعت عني الجنسية وارسلتني الى دولة اخرى وانا كنت ساجيبها مسرورا سيحذوا الشعب العراقي حذوك ويطالب بتهجيره الى دولة اخرى وهذا ما لايمكن ان يكون فاي وقود سوف يغذي محرقتنا وماذا ستحصد المفخخات  وبماذا ستملئ السجون فكيف تفكرين بهكذا امر ياخالتي خاصة وان حكومتك العراقية باتت تطالب الدول بابعاد اللاجئين العراقيين عن اراضيها ليعودوا الى محرقة وادي الرافدين وماذا يهمهم من ذلك وهم المرفهون المحصنون الحاملون لجنسيتين او اكثر و يستكثرون على العراقي ان ينعم بالراحة في بلد اخر وجد فيه امنا وامانا” واهتماما” ورعاية” لم يجدها في بلده , اصبحنا من كثرة ماعانينا نتمنى الموت او نتخيل ان نتملك حصتنا من ارض هذا البلد وخيراته لنبيعها او جزء منها لاخر حتى لو كان يهودي ونعيش حياتنا كباقي البشر الذين يسرحون ويمرحون على ارض هذا الكوكب ولاتنتقدوني او تقولوا انكم لم تفكروا بهذه الطريقة سابقا”, هوية تجلب الرخاء والعز والفضيلة واخرى تجلب الموت والظلام والدماء , اغلبنا ينتقد امريكا ولكن كلنا يتمنى ان يحصل على جنسية هذا البلد بل ان العالم باسره يرغب بالحصول عليها , هل تسائلتم يوما كم من الاشخاص يرغب بالحصول على الجنسية العراقية ام ان صيغة السؤال يجب ان تكون كم من الاشخاص يريد التخلي عنها ؟ ربما يغضب البعض منكم لهذا الكلام ولكن عندما تعلمون ان هويتنا الاعلى والاسمى مزورة فسوف تسامحوني فكلنا يدعي الوطنية ولكننا سرعانما نتكتل ونتخندق في نطاق ضيق من الطائفية او العشائرية او القومية او حتى المناطقية  تحت ابسط الضروف والتوترات والضغوط التي يمر بها هذا البلد الذي  ضلم بيد ابناءه وماعادت طوائفه ومذاهبه وقومياته تذوب في هوية واحدة  تسمى (الهوية الوطنية ) حتى باتت مزوة لاتحمل من الصحة شي الا احرفها ……..عذرا سادتي فأن هويتنا الوطنية مزورة ……
http://www.facebook.com/saiflegal
Mobile:07904761683