19 ديسمبر، 2024 2:06 ص

لاشك أن المجتمع العراقي ينحدر من أصول قبلية, والعصبية القبلية هي السمة والهوية لذلك المجتمع. لكن بعد التحضر والتمدن الذي طرئ على المجتمع العراقي, وبناء الدولة العراقية الحديثة. تلاشت هذة الهوية وطغت مكانها الهوية الوطنية, وبقيت هذة الهوية رصينة وسارية المفعول حتى احتلال العراق, وانهيار سلطة الدولة.

بعد الاحتلال لجاء المواطن العراقي الى العشيرة والقبيلة والطائفة والقومية. لتحل محل الوطن في الولاء والانتماء. وهذة ظاهرة طبيعية تحدث في مرحلة انتقالية بين سلطتين, عندما يحدث ضعف واستكانة في سلطة الدولة.

لكن المعضلة نجدها في السلطة التي دارت وتدير دفة الحكم, منذ الاحتلال وحتى يومنا هذا. فلم تعيد للوطن هويتة المفقودة, وهيبة المسلوبة. فنجد السياسي العراقي. هذا ان لم يكن مدان بولاءات وانتماءات خارجية. يتصارع مع نظرائة السياسيين بكل ما اوتي من قوة. وبكل الطرق الشرعية وغير الشرعية, وذلك لتحقيق مكاسب حزبية او طائفية او قومية او شخصية حتى … كل هذا يحدث فوق حلبة نزال تدعى مصلحة الوطن. وكذلك الجندي العراقي الباسل المغوار, الذي يقاتل بكل شجاعة وصرامة, للدفاع عن النظام الحاكم. او انتصارا لطائفة معينة او قومية معينة وحتى حزب معين.! متناسيا, او لم يكن يعلم اصلا, ان الجيش سور الوطن. وحامي ارض وشعب ومياة وسماء وسيادة العراق.

ولايختلف الحال كثيرا بالنسبة للمواطن العراقي. الذي يذهب الى صندوق الاقتراع ويخضب جل اصبعة بالحبر البنفسجي, لكي يختار ابن العشيرة او الطائفة او القومة, التي ينتمي اليها … ولم تكن مصلحة الوطن في قائمة اختيارة شيئا مذكورا.!!

في النهاية لم يبقى من هوية العراق سوى فوز المنتخب الكروي. عندها يخرج العراقيين على اختلاف طوائفهم وقومياتهم ودياناتهم وانتماءاتهم, وعلى اختلاف افكارهم ومعتقداتهم وايديولوجياتهم, لكي يهتفوا بأسم العراق … ولاتعجب عزيزي القارئ ان همست لك بين السطور وقلت. ان الذين يعملون على طمس هوية العراق الوطنية, هم من يتربعون على قمة الهرم في الحكم الان … فلو تحققت الهوية الوطنية للعراق. مابقي هؤلاء الذين تسللوا في غفلة من الزمن. في سدة الحكم ساعة واحدة.

أحدث المقالات

أحدث المقالات