في زخم التطور التقني والتكنلوجي في عالم منافسة في الابداع والاختراع لوسائل الاتصال والتواصل جعل للعالم وجه جديد بملامح متداخلة مع بعضها وذلك من خلال خلق ساحة مفتوحة لتتفاعل فيها نتاجات الانسان في مختلف بقاع العالم ، و للوسائل الاعلامية المختلفة وشبكات التواصل الاجتماعي للشبكة العنكبوتية (الانترنت) في عبور الحواجز الاقليمية الجغرافية واختزال الزمن في فضاء تتزاحم فيه رسائل تلك الوسائل الاعلامية واصبح تأثيرها واقعا ملموسا كأحد الادوات الاساسية الحقيقية في صياغة اسس نمط تفكير المجتمعات وصيرورة توجهاتها ، ولكن استفردت القنوات الفضائية التلفزيونية بخصائص ومميزات جعلتها اللاعب الاساسي في احداث التغيير الفكري المجتمعي وعمود الاسناد الاساس في جسور الوصول الى حقيقة مجريات وتطورات الاحداث عبر نقل الاخبار على مختلف عناوينها السياسية والثقافية والاجتماعية والمعلومات بشكل فوري حيث يمكن اصبح من المتيسر نقلها بعد لحظات او ثواني معدودة من حدوثها مشفوعة بالصور من ارض الحدث ، بذلك كفة التنافس تميل وترجح لتلك القنوات بدرجة عالية مقارنة مع الوسائل الاعلامية الاخرى (المقرؤة والمسموعة ) ، لذا قد ارتبطت هوية القنوات الفضائية واتجاهاتها بتأثيرها المباشر في تكوين الراي العام التي وفق اجنداتها الخاصة التي تنسجم مع مصالح واغراض ادارتها او مموليها ، لذا كثير من دول العالم تولي اهتماما استثنائيا في تخصيصات مالية ضخمة لتلك القنوات حيث اليوم اصبحت بعض تلك القنوات سلاحا فاعلا ومؤثرا وسلطة حقيقية في توجيه مسارات الاحداث وفق مؤشر بوصلة مصالح الدول التي تمتلكها وتعتبرها من الاسلحة الفاعلة في كسب معاركها من خلال رفع وتثبيط المعنويات عبر سياسة دس السم في العسل او التضليل وتزييف الحقائق او قلبها وصولا للهدف المقصود .
