يتوزع الرأي السياسي في العراق حالياً، بين مفترق خيارات رئاسية رهينة المحاصصة.. الجمهورية والوزراء والنواب، يعني كورداً وشيعةً وسنةً.. في تسلسل إفتراضي لم يصنف دستورياً…
وما دام الخطأ دارج توافقياً، فليسعَ المنصفون لتلافيه بحسن إختيار شاغلي تلك المناصب المفصلية التي تتحكم بمسارات إدارة الدولة وسياستها.
فما هي مواصفات من يتصدى لمهمة رئيس الجمهورية، ويستطيع تفعيل أثر المنصب في العراق الذي تتجاذبه إرادات مفرطة تسفح العراق ولا تفرط بمصالحها الشخصية والفئوية؟
للإجابة على هذا السؤال المفصلي، ينبغي أن يتحقق إجماع على شخص مقبول إنسانياً وليس طائفياً.. يؤمن بالولاء الوطني قبل الإنتماء الفئوي، ذي خطاب عراقي وليس شخصياً.
الله وحده يزكي الأنفس، لكن قراءة تاريخ وقناعات هوشيار زيباري.. المرشح الحالي لرئاسة الجمهورية، بناءً على فترات إستيزاره في دورات سابقة، إشتغل أثناءها الرجل بأداء عراقي وليس كوردياً.. فهل ما زال؟ وهل سيبقى كذلك؟ هذا ما ستوافينا به الأحداث المقبلة؟ إلا أنني من خلال إستقراء أدائه السابق وجدت فيه مقبولية شعبية عامة وليس كوردية خاصة.. الرجل منفتح على الوطن الى أوسع من ضيق الشوفينية القومية المتعنصرة.. كوردي سني، يحمل رسالة عراقية لألوان الطيف الرافديني كاملاً.. من المنبع الى المصب.. هذا ما لحظته من دورتين وزاريتين ماضيتين، ولا أتمنى أن يخذلني زيباري بدورته الثالثة.. الرئاسية، إذا أقر ترشيحه.
الفترتان السابقتان لهوشيار زيباري، وزيراً، تجرد خلالهما من كورديته، فهل سينتظم في الصف العراقي وهو رئيس جمهورية؟ الدلائل تشير الى: – نعم، لكن لا يعلم ما تخبئ النفوس وما تنطوي عليه السرائر والنوايا والهمم، إلا الله والظروف التي يمر بها الإنسان فتنعطف به من قناعة ما الى سلوك موازٍ، وإن شاء الله ما زال زيباري عراقياً – كوردياً، وليس كوردياً – كوردياً، لا يفرط بالوطن لصالح القومية، إنما يحمي كلاهما بالآخر ويوقر الوجود الكوردي بالمواطنة العراقية الصميمية.
العراق بحاجة لرئيس جمهورية يتجرد من الانتماء الفئوي لصالح الولاء الوطني، يكلف رئيساً للوزراء تحت هذا الفهم، و… الله ولي التوفيق.