20 مايو، 2024 3:04 ص
Search
Close this search box.

هواية الكذب .. في بلادي

Facebook
Twitter
LinkedIn

الكذب … من منا لا يكره هذا الصفة الذميمة .

ومن في هذا العالم يقبل إن ينعت بهذا الوصف ( كاذب ) أو يتعامل مع شخص كاذب في كل بقاع الأرض وخاصتاً الدول المتحضرة يعتبر انتحاراً اجتماعياً كل من يُكتشف انه كاذب فنــلاحظ عند

زيارتنا لهذه البلدان الصدق في التعامل في كل مناحي الحياة   .  

فكما يقال إن حبل الكذب قصير , فلابد للكاذب أن ينكشف في يوم من الأيام ويقع في شر أعماله .

إلا في بلادي .

فالكذب عبارة عن هواية جميله يمارسها الكثير من سياسيين ونواب ووزراء ومواطنون عاديين

في الشارع وفي السوق وفي دوائر الدولة وفي كل مكان تقريباً حتى الجامع والحسينية لا تسلم من

هذه آلافه ..!

عند تقليبنا لمحطات التلفاز .. واعني الفضائيات العراقية فقط

يظهر علينا مسؤول كبير وزيراً كان أم نائباً أو حتى رئيس للوزراء وهم بكامل أناقته  .

يتحدث عن منجزات وإعمال وانتصارات لا نرى منها على ارض الواقع إلا الكلام الذي خرج من فم هذا المسؤول , والعجيب عند متابعه هذا الحديث نلاحظ إن مقدم البرنامج يعلم إن المسؤول يكذب والمشاهدين يعلمون انه يكذب  وهو بكل أريحية وانطلاق  كقطار سريع بدون فرامل يكذب..ويكذب

فهو يعلم إن لا أخلاق ولا قيم ولا مبادئ ولا دين يمكن أن يردعه ويوقفه عند حده عن ممارسه هوايته المفضلة لأنه يعلم إن الكل مشتركون بهذا المهرجان الكبير للكذب.فما الفرق بينه وبين من يشاهدوه

 من على شاشة التلفاز .

سوى انه مسؤول يمارس الكذب من موقعه بالمسؤولية .!!

وهم يمارسون الكذب فيما بينهم ايضاً كل من موقعه في بيوتهم وفي الشارع وفي الدوائر الرسمية .

حتى أصبحت عاده  ليست سيئة في مجتمع نخرت جسده أفات وأمراض اشد فتكاً .

من طائفيه ..وقتل على الهوية .. وانحطاط في التعليم .. وفي الصحة .. والأمن ..وابسط الخدمات ونواب يتبادلون النقاش تحت قبة البرلمان بتقاذف الأحذية.

يقول نيتشه : لست منزعجاً لأنك كذبت علي ، لكنني منزعج لأنني لن أصدقك بعد هذه المرة

فلماذا نحن نصدق نوابنا وننتخبهم مرة أخرى  هل هذا اعتراف منا بأن لا فرق بيننا وبينهم فكلنا

 كاذبون ومصابون بنفس الداء ولا أمل في شفاء .؟؟

الكذب قد يكون بسيطا ولكن إذا تطور ولازم الفرد فعند ذاك يكون الفرد مصاب بالكذب المرضي

وهو من الإمراض الاجتماعية والنفسية التي يصعب علاجها .

ما هذه اللعنة التي إصابتنا .. حتى وصلنا إلى التمتع والتلذذ بالكذب .

أي سادية وأي مازوشية نخرت عقولنا وأوصلتنا لهذا المستنقع الاجتماعي الآسن. 

مسكين أنت يا بلدي .. قبل خمسين عاماً لم تكن بهذا القبح كنت جميلاً صادقاً .. مالذي حصل .؟

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب