ينتظر الكاتب المثقف ان يجد استجابات من القراء ..يفرح اكثر حين يتجاوب معه الاخرون .. يشعر ان جهده لم يذهب سدى.. لكن تلك ام المشاكل برايي المتواضع.. الكاتب او المثقف الحقيقي العميق يكتب ويمضي ويفرحه اكثر ان لا احد يوافقه الراي او يتفق معه ..يمكنه ان يحقق ذلك حين تكون كتابته بلا معنى .. لا نعني بالطبع الكتابة الهذر او الفوضى الدلالية ..بل خلو المكتوب من اي معنى غرضي.. طيب لنقل كتابة بلا غرض ايديولوجي ان كان هذا يوصل فحوى المفهوم مفهوم الكتابة بلا معنى.. حينذاك يشعر براحة ضمير لانه لم يورط احدا فيما يقول .. العاطفة اساس كل شر .. لا يمكن للانسان ومثله المثقف ان يتحرر عمليا من العاطفة..لكن يجب ان لا تكون العاطفة هي الحافز للكتابة ولا ان تظهر في ما يكتب … حتى في الشعر ..فن العواطف المتدفقة ..لا تليق به العواطف ..بل هي السبب في ضحالة اغلب الشعر .انه فيض من العواطف. ومثله ايضا شعر الافكار ..الشعر الحقيقي بلا عواطف وبلا افكار .. كالموسيقى .. كرقصة الموج .. كهبوب الرياح ..
٢-
لا يملك الانسان شيئا من نفسه …كل حسب دماغه والمادة الرمادية التي تغلفه
اثبتت دراسة عليمة اجرتها كامبرج قسم البايولوجيا السايكولوجي ونشرتها البي بي سي قبل فترة ان المادة الرمادية التي تغلف الدماغ تتحكم في مواقف الناس الفكرية والعقائدية ودرجة تعصبهم وانغلاغهم . فاذا كانت المادة الرمادية سميكة كان الانسان اكثر ليونة واستجابة لتغيير قناعاته واكثر انفتاحا وتقبلا للاخر المختلف. وكلما كانت تلك القشرة العجيبة رقيقة كلما كان الانسان اكثر تعصبا وتشددا وتزمتا واكثر استحالة في تغيير ارائه حتى لو انطبقت السماء على الارض. واظهرت الدراسة ان بعض الناس يولدون مع طبقة سميكة من تلك المادة وبعضهم بطبقة رقيقة ولم تشر الى الاسباب.
ايضا..لم تخرج الدراسة بنتائج حول امكانية تغير سمك تلك المادة مع العمر والتجارب والمكتسبات العلمية التي يحصل عليها الانسان وتغيير بيئته ومهنته ووضعه الاجتماعي والاقتصادي وما شابه لكنها وجدت ان شكل المادة الرمادية يتغير مع الاستماع للموسيقى او ممارسة الالعاب الالكترونية العاب الفيديو.
السؤال ذو العلاقة هنا يا تري ..لو اخضعنا ريسنا المحفوظ المالكي لفحص القشرة الرمادية في دماغه الكريم فماذا سيكون شكلها وسُمكها.؟
قل كل يعمل حسب دماغه. ليس في اليد حيلة. كلنا آلات ميكانيكية روبوتات .واولهم نفسي.
٣-
هل الاسلام هو الجماعات الارهابية؟
كلما سمعنا او راينا جريمة ترتكبها واحدة من الجماعات الاسلامية الارهابية المتطرفة نشاهد سيلا كبيرا من الكلمات الممجوجة التي تنادي بضرورة الغاء ” هكذا دين عنيف وارهابي” وكآن شلة هؤلاء القتلة الحثالات هي الاسلام وكانه ليس الاسلام سواها. كيف يمكن بهكذا سذاجة متعمدة او غير متعمدة او كراهية مسبقة للاسلام ان يمنح اصحابها انفسهم الحق في مهاجمة دين غالبيته العظمى بشر مسالمين مثل باقي البشر في باقي الديانات.. كيف يمكن ان يختزل دين الفارابي والكندي والخوارزمي والفراهيدي والحلاج وابن عربي والسهروردي والجنيد والنفري والبسطامي وجلال الدين الرومي وحافظ والشيرازي وابو ذر الغفاري وابن سبعين وابن رشد وابن حزم بهذه العصابة الغبية المجهولة الصل والمنبت والمنشآ. ؟
الاسلام دين السلام والمحبة ..دين امهاتنا الطيبات وابائنا الطيبين فلا تحملوه وزر هؤلاء الاوباش ولا تدعوه يُختطف على يد حفنة من المرضى العصابيين.
facebook: Fadeel Kayat