جميع الأنظار تترقب الإن ومعها معظم حكومات العالم والأسواق الاقتصادية وأسواق المال والأعمال والبورصات خلال الساعات القادمة، من هو سيكون الرئيس المنتخب 47 لكرسي رئاسة للبيت الأبيض ومع الحظوظ المتقاربة والمتساوية لكلا المرشحين الديمقراطية “كاميلا هريس” والجمهوري “دونالد ترامب” واشتداد حدة المنافسة الشرسة , التي تحولت خلال الأيام الماضية إلى معركة حامية الوطيس نشاهد جوانب كثيرة من فصولها آلان ومن على شاشات التلفزة الإخبارية العالمية وكذلك منصات التواصل الاجتماعي.
ما يلفت الانتباه بالنسبة للمرشح ترامب وأنصاره , أنه ما يزال يسيطر عليهم وسواس عقلية المؤامرة وتزوير الانتخابات , مثلما حدثت عام 2020 على الرغم من أن المحكمة الدستورية العليا أيدت فوز المرشح “جو بايدن” وان لا هناك أي عملية تلاعب أو تزوير في أصوات الناخبين , وبالإضافة إلى تأييد وتصديق ممثلين المجمع الانتخابي والكونغرس , وهذا المخاوف تنعكس بصورة لتزيد من حدة عملية الانقسام السياسي بين الحزبين.
الأحداث حاليا تتشكل صورتها النهائية بالنسبة للمكتب الإعلامي الانتخابي ل “ترامب” حيث انهم منهمكين باستغلال مختلف وسائل التواصل الاجتماعي و والتي تلعب دورًا مهمًا في نشر المعلومات و التواصل كذلك مع أنصاره , يتم الآن تداول صورة وأفلام مسجلة معلومات تفيد بأن الآت التصويت الإلكترونية في ولاية “كنتاكي” ترفض السماح للناخبين في اختيار اسم “ترامب” وتختار بدل ذلك تلقائيا اسم منافسته ” هاريس” هنا قد تمكن الخطورة لهذا الموضوع ,ومن خلال استغلال هذا الامر لنشر الشائعات المضللة , وتترجم بالتالي من ناحيتين جوهريتين مفادها :” إذا كانت هذه المعلومة حقيقية ولم يتم التلاعب فيها باستعمال برنامج الذكاء الاصطناعي فانه يشكل خرق واضح وتأثيرعلى إرادة الناخب في اختيار مرشحه” أما إذا خسر “ترامب” سيقولون أنصاره :” بأن هناك تلاعب في انظمة التصويت الإلكترونية والشركة المشرفة متواطئة في هذا العمل أو حتى تم شرائها لغرض القيام بتزوير واضح وصريح” ولكن في حالة أخرى وهي واردة وليست مستبعدة، أن يتم شن هجمات سيبرانية منسقة ومكثفة في أثناء الإدلاء الناخبين بأصواتهم يوم الثلاثاء القادم 5 ت 2 ولغرض تعطيل أجهزة الاقتراع الإلكترونية , أو حتى تغير نتائج الانتخابات في بعض الولايات التي أصوات ناخبيها ما تزال متقاربة جدا بين المرشحين.
لغاية الآن ما تزال تظهر استطلاعات الرأي بأن هناك تقاربًا كبيرا في نسب تأييد الناخبين بين المرشحين , مما ينعكس هذا من الناحيتين السلبية والإيجابية على اشتداد إظهار مناصرين الطرفين مساوئ الطرف الأخر بكل وسيلة ممكنة متاحة لهم , وهذا ما نعيشه حاليا كمتابعين انطلاقًا من متابعة مختلف منصات التواصل الاجتماعي , ولكن مما يهم في هذا المقام من هذه الانتخابات كرأي عام عربي غير حكومي فإن الجميع بات ينشد سرعة أنهاء معاناة لبنان وقطاع غزة بعد مرور أكثر من سنة على هذه الحرب العبثية المفتعلة ؟ ولكن بالنسبة للداخل فما لا حظناه , وما يهم المواطن الأمريكي بالدرجة الأساس ولاستمالة الناخبين من قبل المرشحين قدر المستطاع وبالأخص الولايات المتأرجحة فتتمثل بالدرجة الأساس بالنسبة اليهم ” الاقتصاد وتخفيض الضرائب ودعم برامج التعليم والتأمين الصحي والحد من الهجرة غير الشرعية والعمل على زيادة الضرائب على الأغنياء وتقليلها على الفقراء وزيادة الحوافز والإعانات المادية الحكومية التي تمنح للعوائل ذات الدخل المحدود بالنسبة للتعليم والصحة والضمان الاجتماعي” أما ما نشاهده ويثار بواسطة جدل واسع حول قضايا التي تخص وتتعلق الأميركيين من ذوي الأصول اللاتينية والعرب والمسلمين وحتى اليهود على حد سواء , ولان هؤلاء بدورهم ما يزالون معظمهم متأرجحين في اتخاذ قرارهم النهائي لمن يستحق أن يدلوا له بصوتهم .
إن صوت الناخبين المسلمين واليهود سيكون له دور حاسما دون شك في الولايات المتأرجحة ويقاس هذا بكثافة تواجد المسلمين في ولاية “ميشيغان / جورجيا ” أما على الجانب الأخر فان صوت اليهود سيكون حاسما كذلك في ولايتي “بنسلفانيا / أريزونا” وما يهم المسلمين واليهود على حدآ سواء , وقد تكون أفكارهم متقاربة من ناحية ومتنافرة ومتناقضة جدآ من ناحية أخرى , ولكنها ألان قد تنصب ومن له القدرة من المرشحين باتخاذ موقف حازم ونهائيا لوقف النهائي ودون رجعة لفوضى الحروب العبثية التي تندلع في الشرق الأوسط بين الحين والأخر , وإيجاد حل دائم بين إسرائيل والفلسطينيين من جهة ومن جهة أخرى بين إسرائيل واللبنانيين والسوريين.
بما أن استطلاعات الرأي العام الأمريكي ما تزال متقاربة جدآ بين المرشحين لغاية هذه اللحظة, فإن خسارة “ترامب” واردة وفوز ” هاريس” واردة أيضآ والعكس صحيح , ولكن الخوف يأتي من “ترامب”لأنها تعني الضربة القاضية لمستقبله السياسية, واحتمالية عودة سيناريو احتلال مبنى “الكونغرس/الكابيتول” واردة , الذي يمثل رمزا للديمقراطية واقتحامه سابقا , قد فسرته الصحافة بأنه كان نوع وبمنزلة احتجاج على النظام السياسي ورفض نتائج الانتخابات من قبل أنصاره.
ووارد جدآ في هذا السياق , وليس مستبعد من أن تكون هناك بوادر لحرب أهلية , وبالأخص انهم جميعهم مسلحين وداعمين له بقوة , وهو بدوره داعم ومؤيد ومؤثر في أحقية حمل السلاح ويقف بالضد من تشريع القوانين المتشددة والإجراءات التي تقنن من سهولة الحصول على تراخيص حمل السلاح بمختلف أنواعها ومما ينعكس على أن تكون هناك مصادمات مسلحة بين مختلف أجهزة إنفاذ القانون الحكومية وأنصاره , التي قد تتطور إلى حرب شوارع في مختلف المدن الأمريكية , والبعض من أنصاره قد استغل هذه الفوضى سابقا من خلال أعمال عنف وتخريب مستغلين خطابه خلال تجمع حاشد, حيث حث فيه أنصاره على القتال من أجل الحفاظ على أمريكا عظيمة وموحدة, مما أدى إلى أن البعض يستغل هذا الخطاب لتحرك صوب مبنى الكابيتول واحتلاله, وكان يوم الأحد المصادف 6 ك2 2021 شكل في العقل الجمعي هذا الحدث صدمة ويوم اسود للمجتمع الأمريكي وديمقراطيته.
صحيح بان “ترامب” يتمتع بكاريزما وقوة الشخصية ملحوظة وحضور اعلامي مميز وبفضل نبرة صوته الشديدة والمؤثرة أثناء خطاباته , على العكس من الرئيس الحالي “بادين” فإنه مهزوز الشخصية وتجربته أمام “نتنياهو” كشفت جانب من شخصيته في اتخاذ القرارات المصيرية والضغط على إسرائيل بوقف الحرب وتحجم وإنهاء الدور الإيراني في المنطقة, على العكس تماما من ” ترامب” وهذا ما وعد به في حالة فوزه برسالة موجهة إلى اللبنانيين, وبانه سوف ينهي الحروب بين إسرائيل وجيرانها والعمل على سرعة تطبيع العلاقات “العربية /الإسرائيلية” وضرب المفاعل النووي الإيراني وهذا ما ينشده نتنياهو, في أن أمريكا تكون مشاركة بصورة فعالة ومؤثرة ولها اليد الطويلة ومعها دول حلف الناتو في أنهاء البرنامج النووي الإيراني ليتوزع انتقام إيران بين هذه الدول والتي سوف تجد صعوبة في الانتقام منهم مجتمعين دفعة واحدة أو حتى على شكل دفعات مع معاناتها من العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
وأخيرا وليس اخرا, ما يقرره مطبخ الدولة العميقة, والمتمثلة بعمالقة شركات السلاح والنفط والغاز ومن هو المستعد لتنفيذ السياسات المرسومة له سلفًا التي يتم تنفيذها حرفيا وبكل دَقَّة ودون تردد او حتى مناقشة, سيكون هو المحظوظ للجلوس على كرسي البيت الأبيض ليكون الرئيس السابع والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية, إما من حيد بعدها عن الاتفاق المسبق ويشذ عن القاعدة التي رسمت له سيكون مصيره حتمآ كمصير الرئيس الراحل “جون كينيدي” الذي أثر في حينها على تفتيش المواقع النووية الإسرائيلية والأشراف عليها مباشرة, وكذلك تحجم منظمة “أيباك” ووضعها تحت سلطة القانون والقضاء الأمريكي, وكان مصيره عملية اغتيال منسقة ومدبرة ذهبت معها التحقيقات الجنائية وضاعت حقيقتها وزورت شواهدها ونسيت وحفظت في أدراج المكاتب الحكومية؟