23 ديسمبر، 2024 7:24 م

هواء في شبك جلب الحايج

هواء في شبك جلب الحايج

وهذه مجموعة من الكلاب تطارد ذئبا، حتى انهكت بقدر ما عدت خلف الذئب، كلاب القرية كلاب وفية لاصحابها، والذئب قد هاجم الغنم، تعبت الكلاب وبدأت تتوقف عن المطاردة واحدا بعد الآخر، الا كلب واحد بقي يطارد الذئب بحرقة، الذيب تعجب مابه هذا الكلب، جميع الكلاب توقفت عن المطاردة، وقف الذئب وادار رأسه الى الكلب وهو يقول: مابك تطاردني؟ كلب من انت؟ هل انت كلب صاحب الغنم؟، فرد الكلب كلا، هل انت كلب صاحب المزرعة؟ فرد الكلب كلا، هل انت كلب جيران صاحب الغنم؟، فرد الكلب كلا، فقال الذئب: كلب من اذن، فقال: انا كلب الحايج، والحائك هو من يقوم بحياكة الملابس والاغطية والفراش، فرد عليه الذئب، انت كلب الحايج وتطاردني هذه المطاردة! هجم عليه وجعله عبرة للآخرين، كم لدينا الان يشبهون كلب الحائك هذا خصوصا بالدفاع عن بعض الشخصيات التافهة والتي تريد بالعراق شرا، وهذه الشخصيات تتسلم من دول اخرى اموالا بارقام فلكية، وفي بغداد وخارج العراق هناك من يدافع عنها، ويمسح الاكتاف وهو لايعلم ماهي القضية.

جلاب الحايج هواي بهذا الزمن، تركض وتكتب وتدافع وماتدري شنو القضية، ونحن كم لدينا من الحائكين، وكم اصبحت كلابهم الآن، كلاب فلان وفلان وفلان وعدّد ماشئت على عدد الاحزاب والكتل،مدير مكتب، وسكرتير، والناطق الاعلامي، والحامايات، وكل هذه الكلاب تهرول في فوضى لم يعهد لها التاريخ مثيلا، واكثرها هرولة الحمى الاعلامية التي يشهدها العراق قبل بداية الانتخابات فيه، تظاهرات وكلمات نابية واموال تدفع من هنا وهناك ليفوز فلان اوعلان، والهرولة مستمرة منهم من يريد ان يكسب ود الطبقة الفلانية، ومنهم من يريد ان يكسب ود المذهب الفلاني، هذا هو المدافع عن الحق وحامي حمى المذهب، وهذا حامي حمى الدين، وذاك حامي حمى العرب، وهو المدافع عن مصالحهم في العراق، هذا كله من نسج خيال جلب الحايج الذي يعدو ولايعرف الامر واولياته، عمي ترى الاطراف الموجودة اغلبها تمتلك ارتباطات خارجية فكونوا حذرين، وتاليها يصير المطارد على اللحى، واذا مانظرتم الى جلب الحايج في زمن صدام، سترون الحقيقة واضحة، لان ذاك الجلب ركض اكثر من هاي الركضه، وبعدين ضاع تعبه بلاش، ما اريد ان اقول الارتباط بالوطن احسن من الارتباط بالحزب او الكتلة او الفئة، اما من يربط ذاته مع اشخاص لايعرف تاريخهم ولايعرف تحالفاتهم
فهذه كارثة ووصمة يرتكبها بحق نفسه قبل الآخرين، وانا اتعجب من كاتب مأجور، ينظّر للحركات المشبوهة داعشية او قاعدة او مليشيات، ماذا سيقول ان كشف تاريخ هذه الحركات واعمالها العدوانية، وباي تبرير سيقنع الناس، عندها ستكون عقوبته هي ذاتها عقوبة جلب الحايج، سيدفع الثمن غاليا، ولايعتقد ان القليل الذين نجا حين سقوط صدام هو انموذجا للآتي القريب، هناك دماء حارة سالت قبل قليل، وكثيرون سيقفون للمطالبة بها، ولاينجي جلب الحايج اي طرف من هذه الاطراف المتنازعة، ارجعوا الى انفسكم واعلموا ان هذه الاطراف تصدر من مصدر واحد، وقد نزلوا العراق وهم اصدقاء واحبة ففرقتهم السياسة والمصالح، وانتم الآن تتحملون وزر دماء الشعب العراقي دفاعا عن كذب هؤلاء واداعاءاتهم بالوطنية الزائفة، فثوبوا الى رشدكم ولا تدافعوا عن الباطل لتجعلوه حقا بعيون الناس، ولاتكونوا مثل جلب الحايج يركض ومايعرف شني السالفة.