وهذا المثل يضرب للرجل يميل في حكمه الى بني قومه تعصبا، وان كان ظالما في حكمه، والمشهدي هو النجفي على اساس تسمية مدينة النجف احيانا بالمشهد نسبة الى مشهد الامام علي (ع)، واصله ان رجلين كانا يتخاصمان في الطريق، وكان احدهما ينتسب لمدينة النجف الاشرف، فهو نجفي او مشهدي، فمر بهما نجفي آخر، فوقف ينظر الى الرجل الغريب شزرا، ثم سأله: ماذا لديكم فقال الرجل: دَيْن نتحاسب عليه، فقام النجفي الى الرجل الغريب وضربه ضربة قوية على رأسه وهو يقول: انطي المشهدي حقه، فقال الغريب: انا الذي اطلبه، فضربه ثانية وهو يقول: اذن اصبر عليه، وهذه القضية قديمة قبل معرفة سالفة الاقاليم والفيدراليات، فمابالك اليوم والمناطقية تغزو كل شيء، بل ان بعض المرشحين من المحافظات بدأ يروج لنفسه باسم الاقليم ويعد اهل مدينته انه اذا فاز فستكون قضيته المصيرية هي تحويل المحافظة الى اقليم، للحفاظ على ثرواتها، ولا ادري اي بلد يفكر بهذه الطريقة، ونحن نقول للمرشح : وباقي المحافظات التي لاتمتلك ثروات نفطية هل نرميها في البحر؟
هذه المناطقية المقيتة ظهرت ردا على طمع مسعود وجماعته، فقد بذر البذرة الاولى للفرقة وازهق ارواح الناس وزاد المهم بترويجه لفكرة ان نفط كردستان لكردستان، اما نفط عربستان فهو شركة بين الكرد والعرب، ولا ادري باية لغة يتكلم هذا الرجل، واظنها لغة : الالي الي، والالك اني وياك بيه، لا اعتقد ان نظام الفيدرالية يقبل لمسعود التصرف بهذا الشكل، والادهى من ذلك ان بعض الاطراف في الانبار تروج لنظام الاقليم، وهي تعرف حق المعرفة ان الانبار تعيش من نفط البصرة، فلو ارادت البصرة ان تكون مثل كردستان مسعود فستبقى الانبار تعيش على الزراعة فقط وهي تناور بقطع ماء الفرات، كما فعل مسعود مع دجلة، مايعني ان الانتخابات المقبلة ستفرز عقليات تختلف عن عقليات اللصوص القدامى، انها عقليات تبشر بحرب الطوائف وسقوط الوطن، هذا الوطن المسكين من محنة الى محنة، وكل هذه الالغام وضعتها اميركا، ووقتتها كلا بحسب تاريخ معين، وستفجرها تباعا، وقد زرعت شخصيات كثيرة، وقد طرق الشاعر سعدي يوسف موضوعا غاية في الاهمية على صفحته الشخصية في الفيس بوك، وهو ان هناك منظمة تأسست في الخمسينيات من القرن المنصرم تدعى الآيباك او اللجنة الاميركية الاسرائيلية للشؤون العامة، وسياستها المعلنة ستراتيجيا، هي ادامة العلاقة العضوية بين
الولايات المتحدة واسرائيل، والحرص على تقويتها، وخصوصا فيما يتصل بسياسة الشرق الاوسط، وبلغ عدد اعضائها مئة الف عضو، ومؤتمراتها السنوية تحظى بحضور مرموق، وتكلم الشاعر عن التقارير الكاذبة التي تقدمها الآيباك للتضليل وتبرير العمليات الحربية التي تقوم بها الولايات المتحدة، واعضاء هذه المنظمة من جميع الاجناس والاعراق كرد وعرب، متدينون ، علمانيون ويساريون، وذكر سعدي يوسف بعض الشخصيات بالاسماء، وقال انه يحتفظ بالاسماء الاخرى من سياسيي العراق ورجال الدين فيه، من هنا نستطيع ان نعرف وبحسب المثل القائل، وهو مثل كردي، لولا الكلب حيز، لم يفرخ الواوي بالتبن، والحيز هو سيىء الاخلاق، ولذا لغرض في نفسه فان الكلب قد جلب الواوي الى القرية، ولولا سياسيو العراق وتقاريرهم التي يرفعونها الى الآيباك لما تجرأت اميركا على احتلاله والعبث به، والخدمات التي قدمها السياسيون في العراق الى اميركا، لم يجرؤ احد في العالم على تقديمها لتدمير بلده وبهذا الشكل، ان التدمير لم يكن ليوم او يومين انه تدمير لمئات السنين ايها الاخوة، وستحظى الاجيال المقبلة بمستقبل مظلم، وكل هذا جاء تحت وطأة ومشاعر الانانية والمناطقية التي تنبع من قاعدة: انطي المشهدي حقه.