23 ديسمبر، 2024 10:31 ص

هواء في شبك انته هم ماكل كبّه؟

هواء في شبك انته هم ماكل كبّه؟

واصله ان رجلا كانت له ببغاء تتكلم بفصاحة عجيبة، وفي يوم دعا الرجل بعض اصدقائه لتناول الغداء في بيته، فاعدت امرأته وليمة، وكان من جملة ما اعدت، كبّة فاخرة، وارادت ان تبردها فوضعتها في طبق في وسط الدار، فنزلت عليها الببغاء، واكلت من كل واحدة قطعة صغيرة، فاتلفتها كلها، فلما حضر الرجل واخبرته المرأة بما فعلت الببغاء، نتف ريشها والقاها في القفص، ولما جاء الضيوف نظرت اليهم الببغاء فرأت من بينهم رجلا اصلع، فصاحت: لا يامسكين ، انته هم ماكل كبّه. ونحن الان مقبلون على موسم انتخابي، والمطلوب منا ان نميز من اكل الكبه، حتى لايجري انتخابه مرة اخرى، رئيس الوزراء لم يأكل الكبه، ولكن المحيطين به وصلت الى انوفهم، الكثيرون من اعضاء البرلمان، وقعوا في قدر الكبه، ومنهم من اشترى اسهما وفللا في دول مجاورة، وحين تسأله : من اين لك هذا ؟ يقول لك انا من عائلة ارستقراطية، وهؤلاء الارستقراطيون، منهم من استدان اجرة السيارة حين العودة من ايران الى العراق بعد 2003 ، ومنهم من كان يمتلك بسطة متواضعة لبيع الملابس او الموبايلات في دول اوربا، او كان قبل التغيير يعمل في الموطا والبيبسي المغشوش، او لديه بسطة في اسواق الكاظمية او بغداد الجديدة.

انا ارجح ان ثلثي الوزراء، وثلثي النواب، وثلثي مجالس المحافظات، ومن ثم الوزارات، لتصل الى ابسط موظف فيها قد اكلوا الكبه، لكن للاسف لم ينتف احد ريشهم، ليميزهم عن الشرفاء والذين لم تتلوث ايديهم بالمال العام، وهناك من تلوثت يداه بدماء العراقيين سنة وشيعة، وهو الان يتبجح ويدعي الحرص، وهذا محض كلام لاغير، المجرم معروف لدى الجميع وان كان البعض يصمت خوفا او مجاملة فسيأتي يوم تكشف فيه الحسابات، ويطلع الماكل كبه، والوالغ بدماء العراقيين حد التخمة، ومن المؤكد ان الحكومة مقصرة جدا وركيكة ومترددة، والسبب في كونها ضعيفة ناتج من التصيد بالماء العكر الذي اتخذته منهجا في بداية تكوينها، فصارت الملفات تخفى، لتستخرج وقت العازة، الى ان صارت مثل خنجر الكردي، يمعود طلع خنجرك، لا شايله الوكت العازة، الى ان صار اللي صار والخنجر بحزام الكردي، فسألوه : متى تسحب خنجرك ؟ فقال: وقت العازة، فقالوا واي عازة بعد اكبر من الذي جرى وانتم تعرفون ماجرى.

الملفات بقيت في ادراج المكاتب، وهرب فلان وفلان، مفسدون وقتلة، ومنهم من يتمتع بالحصانة وهو قاتل للنخاع، ولكن التسويات السياسية ومدارات الخواطر، جعلت الحكومة تغض النظر، والنتيجة كما ترون صار القاتل يتمتع بحرية كاملة والمقتول يعتذر من قاتله، وهذا بسبب بعض المدن التي تسمى بالمقدسة، وهي مقدسة بالفعل على اساس وجود اضرحة الائمة فيها اما مؤسساتها الدينية فهي بعيدة كل البعد عن الله، لانهم يدفعون الحسنة بالسيئة، والقاتل هناك له اتباع ومريدون، اما من يعول الناس عليه فتراه صامتا لايحرك ساكنا، اي ان الحق في هذه المدن صامت والباطل يتكلم على وسع شدقيه، وكل هذا يجري بظل حكومة لاتحسد على ماهي فيه، ولاتدري تطيع من، اميركا، العرب، النجف، طهران، حتى مواقفها من الازمات الامنية والسياسية التي تجري في دول اخرى مواقف خجولة لاترقى ان تمثل سيادة ودولة حقيقية، وهذا كله، بسبب آكلي الكبه، فلو انها نتفت ريشهم في اول المشوار، لما جرى الذي جرى، وماتجرأ مرشح على شراء الاصوات لينعم باربع سنوات من النهب والسلب، وانا اخشى ان غالبية الشعب العراقي يسمع قول الببغاء ويغلس: انته هم ماكل كبه؟