23 ديسمبر، 2024 12:51 م

هواء في شبك الحجي ماكله الثور

هواء في شبك الحجي ماكله الثور

هذه فتاة قد ربطت ثورا لها وراحت تسبح في النهر، وعندما ارادت الخروج، رأت ان ثيابها قد اختفت، ورأت شخصا قد مر من الطريق، فاتهمته بسرقة ثيابها، وبدأت العشيرتان النزاع، وجلسوا للفصل العشائري، وصارت الجلسة في بيت الفتاة، وبعد ان تكلموا وتعبوا واخذوا واعطوا، بدأ والد الفتاة بتهيئة الطعام، فصار الرأي ان يذبح الثور، وعندما ذبحوه وجدوا ثياب الفتاة ببطنه، فدخل ابو الفتاة وصاح بصوت عال: (يمعودين كافي ، تره الحجي ماكله الثور)، وجم ثور هسه عدنه اكل الحجي وبلعه، الجميع يتكلم وينظّر ويحلل، ويلف ويدور ويعود ليتساءل: هل داعش صنيعة اميركية؟ وهو يسمع ان عضو الكونغرس الفلاني قال وبصراحة: ان داعش هي صنيعة اميركية باموال خليجية.

هذا الكلام الذي اكله الثور ولافائدة ترجى منه، الاجدر بنا ان لانتساءل بهذا الشكل الغبي، وان نلتفت الى الحلول التي تجنب وطننا السقوط بايدي هؤلاء الجهلة، وان نضع قوانين جديدة تجرم كل من يتعاون مع هؤلاء، ا وان يصبح حاضنة لهم، وعلينا كذلك ان نبدأ بتنقية اجواء العملية السياسية ونبدأ من كردستان التي حاولت وتحاول جاهدة ان يكون العراق بلدا منسيا في آخر القائمة، لقد استبدلنا حكومة لم تمتلك الاساليب المتينة في ادارة شؤون البلد في ظروف عصيبة تجاوزناها بمزيد من الالم والدماء والفساد، استبدلناها بحكومة اعطت كل شيء ولم تحصل على اي شيء، وهي دائما تربط وتتفاوض على اساس الضغوط التي تتعرض لها، اعطت كل شيء للكرد ولم تتسلم ضمانات من مسعود في ان تصبح اربيل عاصمة متحضرة وليس مأوى لقطاع الطرق والمجرمين، واعطت كل شيء للسنة ولم تحصل منهم على ضمانات بعدم التصفيق لداعش، او على الاقل ضمان ان الشارع السني قد حل ارتباطه بالحركات المتطرفة وهي كثيرة ولايمكن حصرها تحت مسمى القاعدة وداعش

والنقشبندية وانصار السنة وجيش محمد وكتائب ثورة العشرين، ليبقى الحال على ماهو عليه، تفجيرات في المدن الشيعية، واتهامات ان الشيعة يمتلكون المليشيات، وهم يرون بعينهم ان المليشيات تقف مع جرف الصخر، كما تقف مع الضلوعية والورار وهيت، الحكومة يجب ان توضح الامر بشكل جلي، وتطالب بحل المليشيات عندما يقف الطرف الآخر عن استقدام القتلة وشذاذ الآفاق، وزرعهم في العراق لتفتيته والعبث به.

جميع السياسيين يشتركون بقتل العراق، وهم المتهمون بلا ادنى شك، احدى عشرة سنة من اللصوصية والفساد، اتت ثمارها بدخول داعش او غيرها الى العراق ومن عدة منافذ، احدى عشرة سنة والعراق يوهم نفسه انه يمتلك جيشا قويا، ومسميات عديدة للشرطة الاتحادية، جهاز الشرطة بمفرده يكلف الدولة الاطنان من الدولارات، لكنه لايدفع ضيما ولايحمي مظلوما ولايمثل شيئا، جهاز فاسد ينظرون الى الجريمة ويرونها ويديرون بوجوههم الى الخلف، هذا الجهاز يجب حله وبسرعة بضباطه ومنتسبيه، لانه يمثل وصمة عار في جبين العراق، هرب امام القاعدة وهرب امام داعش ويهرب امام اي قاتل يشعر جهاز الشرطة ان هذا القاتل مصمم على ارتكاب جريمته، وقد رأينا بعيوننا قبل ان نسمع .

الحجي ماكله الثور، وانا اعلم هذا، ومنذ زمان قد اكل الثور الحجي، والعبادي يعلم، ولذا سيعطي الاذن الطرشة، كما اعطاها من قبل من سبقه، وسيبقى الحال مفخخات هنا وسرقة، وارهاب وقتل هناك، اين اصبحت قضايانا المصيرية؟ الحجي ماكله الثور، اين صارت قضية سبايكر؟ الحجي ماكله الثور، ماهي اجراءات الحكومة للقضاء على الفساد؟ الحجي ماكله الثور؟ اين الموازنة ومابقي منها؟ الحجي ماكله الثور، اين وزيرا الدفاع والداخلية؟ الحجي ماكله الثور، يمعودين داعش اميركية باموال سعودية وقطرية، الحجي ماكله الثور.