14 أبريل، 2024 1:33 م
Search
Close this search box.

هنيئا لأمريكا بالرئيس ترامب؟!

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

قامت الدنيا ولم تقعد، عن المفاجأة التي أعلنها (كوهين) محامي الرئيس الأمريكي (ترامب) قبل أيام، والتي أعتبرتها الدوائر السياسية وكل وسائل الأعلام بأنها فضيحة من العيار الثقيل!، ومفاد هذه الفضيحة حسب قول المحامي (كوهين) وهو من المقربين جدا للرئيس (ترامب)،هي عن علاقة جنسية أقامها الرئيس الأمريكي مع بطلة الأفلام الأباحية (ستورمي دانيلز) ونجمة مجلة البلاي بوي(كارين مكدوغال)، ويقول المحامي بأنه دفع لهم مبالغ من المال مقابل سكوتهم، ويعد ذلك مخالفة قانونية!، والموضوع كله حدث قبل الحملة الأنتخابية التي فاز بها ترامب!. لست هنا بصدد الدفاع عن الرئيس (ترامب). ولكن أراها طبيعية وما وجه الفضيحة فيها؟!(خلي يجون يشوف فضايح سياسيينا)!!، فتاريخ الرؤوساء الأمريكان مليء بمثل هذه الفضائح، ويكفي أن ((تنقر نقرة واحدة على (كوكل) ليخبرك بأن (ثمانية) من الرؤوساء الأمريكان سبقوه بفضائح وعلاقات جنسية، ولربما يعد ترامب أقلهم فضيحة لكونه أقام علاقته مع (ستورمي ومكدوغال) وحسب قول محاميه قبل أن يصبح رئيسا لأمريكا!، في حين أن الرؤوساء الثمانية وهم (ودروو ولسن،أيزنهاور،كليفلاند، هاردنج، جون كنيدي، بيل كلنتون ،توماس جيفرسون) انفضحوا بعلاقاتهم الجنسية وهم على رأس السلطة في أمريكا، ولم يتم أقالة أو عزل أحدا منهم بسبب ذلك؟!، لأن مثل هذه العلاقات معروفة لدى الرؤوساء الأمريكان وليست غريبة على مسامع الأمريكان ولا على المجتمع الأمريكي وليس فيها أية مفاجأة!. ويبدوا أن هناك أمور وأسباب اخرى غاية في السرية لا يجوز ولا يسمح البوح بها لم تعجب (الكونغرس الأمريكي) لربما تؤدي الى أقالته!! وهذا ما سيتم كشفه لربما لاحقا.
لندخل الى الموضوع بالقول ،أن رئيس الحكومة في كل دولة من دول العالم أن كانت أمريكا أو روسيا أو الصومال أو مانيمار أو العراق، هو كالأب فهو راعي البيت وحاميه من كل الأخطار وبنفس الوقت هو (جادود) البيت كما يقال في لغتنا الدارجة، فعليه أن يؤمن لبيته وعياله أمنهم وأمانهم ورغيف خبزهم وأية متطلبات ومصالح أخرى تؤمن حياتهم ومستقبلهم بشكل لائق وسليم يجعله فخورا ومتباهيا بنفسه أمام أهله وأمام الناس! ، وهو يعمل كل ذلك بالطرق المشروعة وأن أقتضت حتى بالطرق غير المشروعة، فالضرورات تبيح المحضورات!، وما أدل على ذلك من قول الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري عندما قال( عجبت لأنسان كيف لا يشهر سيفه عندما لا يجد رغيف خبز في بيته)!. ففي كثير من الأحيان أن الحقوق تؤخذ بالقوة والتصدي والتحدي، وما مظاهرات الشعب العراقي وأنتفاضته التي دخلت شهرها الثاني ألا لنيل حقوقه الأنسانية التي أقرتها الشرائع السماوية والدساتير العالمية الأنسانية بعد أن عجزت الحكومات وعلى مدى 15 سنة من بعد سقوط النظام السابق من تأمينها لتلك الحقوق.أن كل الأدارات الأمريكية السابقة وكل زعماء أمريكا كانوا في منتهى الوطنية والأخلاص والتفاني من أجل تأمين مصالح أمريكا وبقائها القوة الأعظم في العالم، ولو أن سياستهم في ذلك أتسمت بالمراوغة والدبلوماسية تارة وبالتهديد والترغيب تارة أخرى، وفي آحايين كثيرة أنتهجو سياسة النفس الطويل وحياكة المؤامرات من أجل الوصول الى أهدافهم ، ولكنهم في النهاية حققوا لأمريكا مصالحها القومية العليا ولأسرائيا أمنها وأمانها!، حيث يعتبر أمن أسرائيل هو الهدف الأول لكل رئيس أمريكي، فلا يتم أنتخابه ما لم يضع أمن أسرائيل في أولويات برنامجه الأنتخابي أثناء خوضه الأنتخابات!!.كما لم يعد خافيا أيضا بأن أمريكا صالت وجالت بالعالم وأستفردت به وتكيل بأكثر من مكيال في المحافل الدولية أن كان في الأمم المتحدة أو مجلس الأمن! بين هذه القضية وفي تلك القضية من منطلق مصالحها القومية العليا، منذ تفردها بزعامة العالم بعد أنهيار الأتحاد السوفيتي السابق عام 1990 . وهنا لا بد من الأشارة وبشيء من التأكيد، لو كان الأتحاد السوفيتي موجود لما تجرأت أمريكا على غزو العراق وسوريا وليبيا واليمن، لأن هذه الدول ومعها الجزائر تعتبر من حصة الأتحاد السوفيتي السابق، ضمن التقسيم العالمي بين السوفيت والأمريكان آنذاك!!. وصار معروف لدى الجميع، بأن أي حدث يقع في العالم الآن، في تلك الدولة القريبة أو تلك النائية ألا ويكون للقفاز الأمريكي بصماته في ذلك الحدث، ومن ورائها بريطانيا التي لا زالت تحرك بوصلة العالم وكل الأحداث التي تجري هنا وتقع هناك ولكن من وراء الحجب وليس بشكل مباشر!.ندخل الى صلب الموضوع، أرى وقد يتفق معي آخرين بأن الرئيس الأمريكي (ترامب) يعتبر الأكثر وطنية من كل الزعماء الذين حكموا أمريكا، وبنفس الوقت أكثرهم عهرا وصلافة ووقاحة!!، وطالما أتسمت أحاديثه وتصريحاته باللاأدب والتهديد المباشر الوقح واللاأحترام، وخاصة عن العراق وباقي دول الخليج!.وبالوقت الذي عملت كل الأدارات الأمريكية السابقة وبكل زعاماتها من أجل الوصول الى منطقة المياه( الدافئة)، أي منطقة الخليج وعلى مدى سنوات طويلة منذ أربعينات القرن الماضي بداية ما يسمى بالحرب الباردة بين الأتحاد السوفيتي السابق وبين الولايات المتحدة الأمريكية، والذي أنتهى بوصول أمريكا وسيطرتها على بترول هذه المنطقة التي تعد الأغزر أنتاجا والأولى أحتياطيا في العالم،جاء دور الرئيس الأمريكي الحالي(ترامب) الذي أختلف عمن سبقوه من الرؤوساء الأمريكان في كيفية تعاطيه وسياسته مع هذه المنطقة وزعاماتها والتي تعد المنطقة الأكثر ألتهابا بالأحداث، ليبتزها بكل صلافة ووقاحة وعلانية وأمام كل العالم!، فهو يطالب بأن تتقاسم أمريكا مع هذه البلدان النفطية نصف وارداتها من مبيعات النفط!!، كما وأنه يصرح بأن لاوجود لدول الخليج بدون حمايتنا نحن الأمريكان!! والسؤال هو: هل الرئيس كذب في ذلك أم هي الحقيقة؟؟!. أن سياسة الرئيس ترامب مع الزعامات الخليجية أتسمت بالمباشرة والشفافية وعدم الدبلوماسية!، وبعيدا عن اللف والدوران وطول النفس كما كان يفعل أسلافه من الرؤوساء الأمريكان، وكذلك مع بقية دول العالم ولكن بشكل أقل. حيث أستطاع ترامب بسياسته هذه وبزيارة واحدة فقط لمنطقة الخليج وتحديدا (السعودية) أن يجلب لأمريكا أموالا من هذه الدول وصفقات بيع أسلحة لها بمئات المليارات من الدولارات، بقدر ما حققه كل الرؤوساء الأمريكان الذين سبقوه وعلى مدى نصف قرن ولربما أكثر!!.أن ترامب يتعامل الآن مع العالم بواقعية وبلغة القوة التي هي لغة العصر!،( أما تسيروا وفق ما نريد ونأخذ منكم الأموال وقت ما نريد، وأما سنقلب الدنيا على رؤوسكم)!.أن الحقيقة المؤلمة هو أن العالم يعيش عصر القوة والبلطجة والبقاء للأقوى فأما أن تكون أو لا تكون ، حيث لا مكان للضعفاء في هذا العالم القاسي.فعلى هذه الدول (النفطية) أن تدفع لأمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا (الأتاوة)! من أجل بقائها وأذا أرادت أن تتجنب الفتن والمؤامرات والفوضى والحروب الداخلية، وألا سينتظرها زلزال من المشاكل الداخلية ،السياسية والأقتصادية. وما حدث في العراق خير دليل على ذلك!.وبقدر ما يرى العالم في شخص الرئيس (ترامب) ويصفوه بأنه شخص (عصابجي وبلطجي) من خلال سياسته الشفافة والواضحة!، ألا أني أراه وقد يتفق معي آخرين بأنه زعيما وطنيا فريدا لأمريكا وستتذكره كل الأجيال اللاحقة لأنه حقق وجلب لأمريكا المال والقوة والهيبة والسيطرة على العالم أكثر من ذي قبل!، فهنيئا لأمريكا بمثل هكذا رئيس!. أخيرا نقول : أذا كان العالم والأمريكان تحديدا يعتبرون أقامة علاقة جنسية عابرة لرئيسهم قبل أن يصبح رئيسا فضيحة مخجلة!، ترى ماذا يقولون وماذا يسمون ما يجري في العراق من عمليات نهب وسرقة ودمار وفساد لكل شيء وفي كل شيء وتحطيم لكل القيم والأخلاق والمباديء وتدمير للبشر والحجر على السواء من قبل السياسيين والأحزاب السياسية التي حكمت العراق منذ عام 2003 ولحد الان وبعلم أمريكا نفسها؟؟!.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب