الأحداث ساخنة، والبركان الصامت آت، فمخطئ مَنْ يظن، أن إعدام العالم الشيخ النمر، سيمر مرور الكرام، فها هي مملكة الرعب والإرهاب، خشيت من تمدد الفكر الشيعي الى مناطقها، الموبوءة بالفكر الوهابي السلفي الفاسد، ولم تجد هزيمة أبشع من إقدامها، على إعدام النمر العملاق، في أول أيام عامها الميلادي السفياني المشؤوم، لتؤكد حقدها الأموي، وتجدد فسقها اليزيدي، بمشاهد العنف بحق أنصار محمد وآل محمد، فلبئس ما قدمت أيديكم، أيها المارقون الفاشلون!
عرش ملون بالدم والجريمة، ينتج خطراً لا مثيل له، حيث إرتباط الثروة بالسلطة، والنظام بالبدع والظلالة، والحكم بالطغيان، والفجور والعنف، وهذا ليس ببعيد، عن أحفاد يزيد الطاغية، فحكومة آل سعود، كانت تجمع بين النفط والفقر، في المناطق الشرقية، ذات الأغلبية الشيعية، بغضاً بهم وحقداً عليهم، يمارسون معهم أبشع الحيل وأقذرها، ليكونوا تحت سطوتهم، لكن آل النمر كانوا بالمرصاد، فقد أعلنوا حريتهم الحمراء، على طريق لبيك يا حسين، وهيهات منا الذلة!
القطيف والأحساء، منطقة ما زالت عصية على الأمويين الجدد، لأن إرادة الشيخ النمر، وموافقه الرافضة لسياسة القمع والإستبداد، بمقدرات الشعب المغلوب على أمره، وقد صنعت أفكاره دستوراً معتدلاً، للمطالبة بالحقوق، بعيداً عن التنابز المناطقي والطائفي، لذا يجب أن تتصاغر كل الجهود، لمحاربة الطاغية، الذي أفسد شريعة الإسلام، ويدعم الإرهاب حيثما كان، لمجرد محاربته للطائفة الشيعية، فمثلهم لا أبايع، ولن نركع أبداً ما حيينا، لأن الحسين علمنا، أن نكون مظلومين لننتصر!
الحرية أخذت تقتحم الأبواب، وإمتلأت النفوس بزهوها، ليدون محمد باقر النمر، تأريخاً مطرزاً بالدم الجهادي، سائرين على عقيدتهم الحسينية، لا يحيدون عنها، ولا ينحرفون بها، فهي كالإمام المتبع، فكيف إذا كان الشيخ المجاهد النمر، يطلق صيحاته، وكأنه الصحابي ميثم التمار، في حبه لمحمد، وعلي، والحسين (عليهم السلام)، ورفضه للظلم والباطل، وكيف تعلموا منه الكرامة والشهادة، إبتغاء مرضاته تعالى، فلا تأخذهم في الحق لومة لائم، فلا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه!
الموت كأس دائرة على البشرية جمعاء، ولا مرد لحكم القضاء الإلهي، ولكن الخالق عز وجل، منّ على الشيخ النمر بكرامة الشهادة، فقد سعرت كلماته الحسينية العظيمة، نشيداً يدوي على مر الزمان، حيث سيكون صوتاً، لم ولن يمحى من ذاكرة التشيع، في زمن دارت المحن والنوائب عليه، كمدينة بحر هائج لا ينام على الضيم والهوان، فحمل النمر قضية وطن ومذهب، وبدا لونه ثورياً، وعطاءه إستشهادياً، فمضى الشهيد السعيد، الى النهاية الخالدة!
الشيخ النمر رضوانه تعالى عليه، غادر بهجة الحياة، ورهبة الموت، وزهد العيش، من أجل حياة لا موت فيها، وما بقي منه هو، أن يديه ما تزالا تهطل بالعطايا، وعبثاً يحاول مسوخ الوهابية، طمس معالم التغيير الثوري القادم، في مملكتهم الرملية العبرية الفاسدة، فهم أشبه ما يكون بالذي أخذه الظمأ والخسران، فورد على دماء طاهرة سفحها، كما فعل أسلافهم من بني أمية اللقطاء، أما أنت أيها الشهيد النمر، فهنيئاً لك بالكرامة!