23 ديسمبر، 2024 1:49 م

هنري كسنجر .. هدم منارة #الحدباء

هنري كسنجر .. هدم منارة #الحدباء

الأمة الإسلامية…. مصطلح لطالما سبب القلق والرعب للدول الغربية وللماسونية العالمية، ولذا عملت جاهدة وبكل ما أوتيت من قوة ومكر وخبث على تفكيك هذه الأمة الواحدة، وتفتيتها إلى دويلات ليسهل السيطرة عليها…. وما اجتمع الغرب الصليبي-الصهيوني على تباين أهدافهم مثلما اجتمعوا على هذا الهدف، وما حدثت عملية تقسيم أو تم التخطيط لها إلا أعقبها مباشرة إنجاز للصهيونية العالمية…
وبعد ان استطاعت الماسونية العالمية تقسيم البلدان العربية ضمن معاهدة سايكس- بيكو عام 1916، وتقسيم الوطن العربي إلى ما يزيد عن20 دولة، ورسم الحدود التجزيئية بين البلدان ليسهل الاستفراد بكل كيان سياسي، أعقب ذلك بعام وعد وزير الخارجية البريطاني بلفور للصهاينة بإقامة وطن يهودي لهم في فلسطين،
وحينما استطاعت بعض الدول العربية لا سيما المؤثرة أن تستجمع قواها وتشكل قوة عسكرية واقتصادية مقتدرة في المنطقة وفي مقدمتها العراق، أفزع ذلك الدوائر الاستعمارية الغربية والصهيونية،
وهنا يأتي دور رجل السياسة الاميركي اليهودي الاصل هنري او هاينز ألفريد كسنجر من مواليد 1923، أستاذ العلاقات الدولية ووزير الخارجية الأمريكي الأسبق، والذي لعب دوراً بارزاً في السياسة الخارجية للولايات المتحدة،
والمعروف عن هذا الرجل انه يهوديا صهيونيا، مؤيدا، بشدة، لإسرائيل. ويجد المدقق في كثير من كتاباته أن همه السياسي الرئيس هو: دعم إسرائيل… وهو يريد أمريكا قوية ومهيمنة… لتتمكن من تحقيق الكثير من الأهداف الليبرالية الغربية والعالمية، إضافة إلى دعم إسرائيل، وتمكينها من منطقة الشرق الأوسط، لتهيمن عليها لحساب صهاينة العالم، عبر تحالفها وارتباطها الوثيق بالغرب.
من اجل مجابهة القوى العربية المتنامية طرح كيسنجر مشروعاً في العام (1973) وأثير مجدداً في العام (1983) ولا يشمل تقسيم العراق فحسب وإنما يشمل تقسيم كل الدول العربية على أسس (إثنية وطائفية) وطرح مجدداً في العام (1998) عندما سن الكونجرس الأمريكي مشروع قانون «تحرير العراق»،
وكان أحد أهم الأهداف الحقيقية الخفية للاحتلال تحت ذريعة التحرير، هو الحفاظ على المصلحة الأمريكية والصهيونية التي اقتضت إسقاط «الدولة العراقية»، والسيطرة على الموارد النفطية، وتقسيم العراق،
فقد ذكر مركز «جلوبال ريسيرش» الكندي المستقل، وهو مجموعة بحثية إعلامية، في دراسة نشرت له في تشرين الأول – أكتوبر عام 2002:
((أن تقسيم العراق على أسس عرقية، وإعادة ترسيم الحدود القومية كان جزءًا من أجندة السياسة الخارجية والأجندة العسكرية للولايات المتحدة))
وذكر مركز ستراتفور في تقرير له:
((أن إحدى الاستراتيجيات الأساسية طويلة الأمد التي يدرسها مخططو الحرب الأمريكية هي استراتيجية تقسيم العراق إلى ثلاث مناطق منفصلة. وتحت هذه الخطة سينتهي وجود العراق، والدويلات هي:
الأولى في وسط العراق الذي يسكنه العرب السنة.
والثانية كردية في شمال العراق والشمال الغربي، بما في ذلك الموصل وحقول النفط الواسعة في كركوك،
والثالثة شيعية في جنوب العراق، بما في ذلك البصرة.))..

إذن كل ما يمر على المنطقة بصورة عامة والعراق بصورة خاصة هو مخطط سمي ((إعادة تقسيم المقسم))،
فهو محاولة لالغاء الهوية الحالية، الغاء هوية العراق، الغاء هوية سوريا، الغاء هوية اليمن، الغاء هوية مصر، الغاء الهوية الحالية للجميع لا يقول احد انه خارج مشروع ومخطط التقسيم وايجاد هوية جديدة،
ومن متطلبات الغاء الهوية تضييع التراث والتاريخ ومحو الشخصية التاريخية الانسانية التي عاشت وعمرت واسست، ومن الافضل لهكذا عمل من مجاميع الرعاع والهمجية والتكفير والقتل، مجاميع داعش وفكرها التيمي المنحرف المحارب للانسانية والوجود الانساني.
فالآثار القديمة يجب صيانتها والحفاظ عليها لأنها تربطنا وتشدنا لأرضنا وعراقنا الحبيب وشعبه العزيز والمفروض أنها توحّدنا لوحدتنا القديمة الازلية على أرض الرافدين التي تكشفها وتعبّر عنها الآثار القديمة ، فهي فخرنا وعزّنا لأنها تضيف عنصر وأساس قوة لنا ولأرضنا فيصح أن نقول بل الواقع يثبت أن العراق أصل ومنبع الحضارات وأرض الأنبياء وشعب الأوصياء والأولياء الصالحين الأخيار.
هدم منارة الحدباء وجامع النور وما سبقها من اعمال اجرامية تخريبية علينا ان نتعامل معها تعاملا موضوعيا،
نعم هي ليست اهم من ارواح ابطال وشجعان العراق، لكن هؤلاء الابطال ضحوا من اجل ان يبقى العراق واهله وارضه منارا للعالم، وهدم هذه الاثار والتفريط فيها خيانة لهذه الدماء الطاهرة الزكية.
والوقوف بوجه هنري كسنجر ومخططاته الامريصهيونية واجب مقدس.