18 ديسمبر، 2024 8:38 م

هند أحمد.. وللحب بقية.. منجز إبداعي جديد

هند أحمد.. وللحب بقية.. منجز إبداعي جديد

منجز أدبي وإبداعي آخر للإعلامية والشاعرة والكاتبة المتألقة هند أحمد ( أم تميم ) ، صدر حديثا ( وللحب بقية) ..، وقد سطرت حروفه من ماء الذهب بعد أن سقته من رحيق القلب مشاعر وتعبيرات وجدانية جياشة ، صاغت حروفه بعناية ، لتستخرج من تجربتها الجديدة لآليء ودرر، وكل ما يغني ذوق القاري المتطلع الى الحب والجمال ، وما تفيض به المشاعر من أنهار وبحيرات ، تشكل عالم الكاتبة في كل مراحل عمرها الذهبي.

هند أحمد ، التي بقيت وفية للوطن ولتربة العراق ولوروده وألوانه الزاهية وطيوره الجميلة رغم غبار الزمن الأغبر ، تريد ان تؤكد لمن يطلع على نتاجها الأدبي أن الحب هو النهر الأبدي الذي تمرح على جانبيه الورود والأزهار والخضرة وكل معالم الطبيعة الخلابة، ليكون مسرح عالمها الشعري، ولكي تعبر عن حالة الوفاء للعراق ولحضارته الضاربة في أعماق التاريخ، حيث كان للمرأة العراقية وما تزال ، دورا كبيرا في نهضته وشموخه .

هند أحمد الشاعرة والكاتبة تبحر في عالم الكون الإبداعي لتختار من مفرداته قلائد من ذهب وألماز ، وتصوغها بمشاعر فيضها المتدفق حبا وكبرياء ، ويمكن للنساء أن تضعها على الصدور قلائد للمتعة والفخر ، ويستسيغ طعمها الرجال لتكون ينبوعا متدفقا ، يشعرهم بأن الحياة لها طعم ولون ورائحة ولهم قيم ومباديء سامية، متى نزعت من قلوب البشر فتحيل عالمنا الى صحراء قاحلة ، تقطنها الوحوش الكاسرة ومعاول الإرهاب والفتن والمؤامرات ، وكل ما يبعد بنو البشر لكي يشعروا بآدميتهم في هذه الدنيا.

هند أحمد تؤكد لكل إمرأة أنها عالم جميل ومتخيل ، بوسعها أن تكون فراشة أو طيرا جميلا يغرد في الآفاق ، أو زهورا أو عطورا أو ملامح نقش آثاري ، أو مما صاغته أيادي الإبداع من نفائس الكلمة ومن عطرها وشموخها ، بعد إن سقتها من فيض مشاعرها، ما يجعلها خفاقة ترفرف بين الأعالي، وهي تزدهي بمن يحفظ لها هيبتها ووقارها من ان يطالها الزمن، لتحتفظ بما يفوح بها عطرها من نسائم ليهنأ بها بنو الأرض.

وللحب بقية.. يعني أن الحياة والمشاعر والآهات بكل تقلبات الزمان ، تبقى جذوتها تتقد بين الصدور.. فالحب هو الوحيد القادر على ان يعيد للنفس البشرية شعورها بالقيمة والإعتبار والحياة الحرة الكريمة، وبدونه لن تساوي الحياة شيئا للبشر.

وللحب بقية.. يعني ان ميدان الصراع الإنساني مع الحياة لن يتوقف، والغلبة لمن يحتفظ بين ثنايا الصدور بنسائم وقطرات حب ندية ، تسقي المزارع والأرض والقلوب العطشى لتبقى نضرة جميلة مزدانة بكل ما وهب الله البشرية من عقائد ومباديء وفلسفات ومثل عليا.

الحب.. هو الكون الزاخر بالعطاء والتوقد والتوهج الفكري والابداعي والقيمي ، ونيرانه حين تغلي لايخشى منها ، لأنها ليست محرقة ، بقدر ما تضيء الأنوار للدنيا ، وتجعل الكواكب تدور في عالمنا ، وهي تمنحنا القوة والعطاء بان الله خالق الكون ، قد سخر لنا من كواكب الدنيا ومن أرضها وبحورها وأنهارها وثمرها ، ما يؤكد أن الحب هو من يحيي الارض والإنسان والوطن ، وهو الكفيل بمد أعمار البشر .. وبدون الحب لن يكون هناك معنى لأي حياة.

وهند أحمد حين تضع مؤلفها الجديد ( وللحب بقية ) بين أيديكم فهي تريد أن تقول لملايين البشر ، أن الحب رسالة إنسانية ، وهو الوحيد القادر أن يعيد التوازن لمعادلة الحياة المختلة مهما تجبر المتجبرون، وحاولوا الهيمنة على عقولنا ومقدراتنا وأرضنا وأوطاننا وأستلبوا كرامتنا.. فبالحب وحده يحيا الإنسان.. وهو الهبة الآلهية الوحيدة التي تحفظ للبشر أقيامهم وكرامتهم ، عندما تتقلب بهم الأحوال أو جار عليهم الزمان.

يذكر ان وليدها الشعري البكر كان ( ذاكرة نجمة ) وقد جرى تكريم (أم تميم) لاصدارها كتابها الشعري الثاني ( حوار مع الروح ) ، وسط جمع غفير من رواد الأدب والفن والثقافة، جرت على قاعة الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة والسياحة والآثار في الثامن عشر من يناير/كانون الثاني .

” وللحب بقية” صدر عن دار الرفاه للطباعة والنشر، ورقم الايداع في دار الكتب والوثائق ببغداد٣٣٣٦ لسنة ٢٠٢٣.

وللحب بقية.. أيها القراء .. بحاجة الى أن يكون رحيقا وعسلا للقلوب ، لكي يقوي معنوياتها ويدخل في النفس البشرية البهجة والسرور.