23 ديسمبر، 2024 9:25 ص

هنا يجلس أغبى رجل في العالم

هنا يجلس أغبى رجل في العالم

التكيف مع عيوب الذات خطره أقل من تجاهلها. فالصعاب تظهر منذ أن نتجاهل عيوبنا أو نستند الى الآليات الدفاعية لتبريرها أو ننتحل على مرآى الآخرين دورا مغايرا لما نحن عليه بالفعل من أجل التستر على تلك العيوب.

جميع الحالات تمنع أن نتقبل أنفسنا ونعرضها على ما هي عليه، بينما لا يمكننا التغلب على العيوب والانعتاق منها ومن التقوقع على الذات إلا بتقبل الذات وعيوبها.

يقول متى:(ليس المهم التطبع بالعيب حتى لو لم نبذل الجهود للتغلب عليه، ولكن إخفاء العيب أمر سيئ. فمن لا يقدر أن يكشف عن نفسه كما هي يعرض نفسه للصدمات أما من يظهر نفسه على غير ما هي يعرض الآخرين للصدمات).

عليه، التوقف ثم المراجعة والانطلاق مرة أخرى أجدى وانفع من الاستمرار بنفس المنهج والنهج. اعتبار مواقع الفشل هي محطات انطلاق جديدة لتصحيح الأخطاء وبناء محطات جديدة للنجاح.

في هذا الطريق التنموي الطويل لابد من المسئول في مجال السياسة أو التخطيط أو الصناعة والزراعة والتجارة والعسكرية والصحة والتعليم ..الخ المراجعة وعدم التراجع.

مراجعة الصادرات والواردات وأين ذهب الإنفاق وضروريته وأهميته لعامة الناس وهل هو حيوي وواجب الانجاز أو يتأخر قليلا ، هل هو مطابق لشرعية الحرام والحلال أو لدستورية الحقوق والواجبات أو لفلسفة الحق والباطل.

فالسياسي هو (رجل أعمال كبير) وعليه أن يعرف حجم المهمة وحساب الربح والخسارة وأيهما أفضل لتجاوز المحن. لنترك المطولات السياسية في مخاطبة الجمهور الواعي وكأن السياسي أو في بياناته العنترية كمن يقول (حطوني بحلگه وگلت آنه).

ليس من الذكاء والفطنة أن تعترف بالخطأ قبل وقوعه وتحسب له وتجعله هو الأساس، هذا يحبط الهمة والعمل، عليك أن تحسب الأصح أولا. اسأل نفسك أيها السياسي والعسكري والنفطي والكهربائي والزراعي..، كيف بنيت البلدان وتطورت المجتمعات من متخلفة الى نامية الى متقدمة، وكيف انتقلت من العالم الثالث الى الثاني الى الأول ثم الى ماوراء عقلانيتنا ؟.

لقد قرأت مذكرات رجل أعمال كبير جدا، وضع لوحة فوق رأسه في مكتبه تشير اليه، محفورة على الحجر، كل من دخل عليه يقرأها، اعترافا منه بفضل العاملين معه، مكتوب عليها: (هنا يجلس أغبى رجل في العالم ..استطاع ان يستفيد من مستشاريه) !. لقد كان في اجتماعاته يجلس مع رؤساء أقسام أعماله كافة، يسأل فقط ولا يشترك في الإجابات مطلقا. وبعد ان يقترح كل مسئول حلا للمشكلة التي اجتمعوا من اجلها، يقوم فقط باختيار أفضل حل، ثم يطبقه حالا!.