كثيراً ما تجتمع ارادات الشعوب على نقاط مشتركة تجمعها كي تؤسس لها وطن ترتقي به لصفوة تشكل مثال من النهضة التي تتوقد كي تصنع يوماً مشرقاً وغداً اكثر اشراقاً وان هذا لن يتجلى الا بالوعي والمثابرة والانزلاق الكلي الذي يحمل الوطنية بكل معانيها وماالشعوب التي تبني وبنت الا نتاج لفلسفة جموع الثورة واتقادها داخل البنية الاجتماعية وبالذات للشعوب التي تطورت وآلت تجربتها الى مستوى النجاح الذي الهب الحياة والدنيا فكان لها مرادها وهي كثر في اوربا وفي جنوب اسيا وفي افريقيا.
اما نحن العراقيين لو اردنا ان نقارن بيننا وبين مثالين من الشعوب سنجد واحد مجهول المستقبل من حيث الايمان بالتطور وبناء نهضته ومعلوم لانظار العالم بتخلفه والخدر الذي يعاني منه نتيجة حمله موروثات سلفية المنطق واعصار من الامية الفكرية والسياسية التي ضربت فيه حد النخاع حيث لا دولة ولا نظام ولا مدنية تحكم بل دولة وشعب سائر الى حيث لا يدري.
نعم هناك مشتركات في الحقبة الماضية بين العراق وتركيا ومصر … في العراق نظام (قبل السقوط) قمعي دكتاتوري يلتقي مع النظام في مصر وفي تركيا اذ اجتزأت السياسة في صدام ومبارك وحكام تركيا (اردوغان وما سبقه) اذ غياب الحريات هو المشترك والجامع لهذه الانظمة الثلاثة.
الا ان ما اصاب العراق من تغيير (منزل من السماء) يفترض به ان يعيد بناءه للتجربة الديمقراطية ويكون نموذجاً للحريات لما اصابه من قمع وتعسف وقدم الاف الضحايا على مذابح الحرية.
وبالعودة لمصيبتنا في العراق فهو يرزح تحت نير التخلف الذي يتمثل بسذج السياسة وتخدير الشعب بالخطاب الديني والسلفي والنزاعات الطائفية والعنصرية حيث نرى ان الخنوع لارادة شيخ لم ينهي دراسته الابتدائية او المتوسطة يقود الاف من الناس بخطابه الفج عندما يتحدث عن امجاد سلفه ما قبل اكثر من الف سنة ويعتبر ان الحضارة الحالية هي فسق وفجور وللاسف الشديد ان هذه البضاعة وجدت لها من يروج ويتقبل حتى من سذج المتعلمين على اقل تقدير فالعراق اصبح حاضنة لبؤر التخلف والتشنج المذهبي والاهم له سوى البكاء والعويل على اطلال الخطاب المجهول وان صح فهو لا يغني ولا يسمن فمتى ننهض حتى يعود الوعي.
وحتى تجلد الذات ويتدفق الحس الوطني كي ينتشل العراق من سباته ويكون صنوان للشعب المصري والشعب التركي انه بانتظار انتفاضة تعيد مجده التليد.
ومنذ 2003 وهو يعاني الفشل تلو الفشل وهذا واضح في طبيعة الداء للساسة الذين استغرقهم حب الانا والذات وراحو يكنزون الذهب والفضة والتجوال باحدث الطائرات والنوم في ارقى فنادق العالم في وقت ان غالبيتهم كان يتحسر النوم في كرفان او زاوية الجوامع والحسينيات وكان يفترض ان تكون هذه المعاناة حافزاً عند العودة لبناء الوطن والتفاني من اجله لكنهم راحو لمرحلة تصنع ذاتهم وليذبح الشعب ايما ذبجأ.
اما في مصر والتي عانت ما عانت من ويلات في ظل دكتاتورية مبارك فقد استطاعت هذه القوى ان يغيروه وعندما وجدوا ان التغيير اصبح عليهم وبالاً من التوجه نحو الاخونة والاسلمة انتفضوا خلال اقل من سنة ومن مختلف رجال العلم والسياسة والادب والفن والصحافة نساء رجال وشباباً ورجال دين ليقولوا ارحل يا (مرسي) دون توطئة في وقت ان مرسي منتخب ولم يثبت عليه او على اقرانه اي فساد مالي سوى التبؤ بصنع دكتاتورية حزبية ومن الجدير بالذكر ان مرسي يتقاضى اقل مرتب في العالم بين رؤوساء العالم في وقت ان راتب مدير عام يعين لاول مرة في الدولة العراقية يتجاوز راتب مرسي ومع ذلك ثار الشعب المصري.
وهذا ايضاً ينطبق على سياسة اردوغان وبالرغم من ان حزب العدالة والتمنية خلق من تركيا رقماً صعباً في الاقتصاد العالمي الا ان دكتاتورية ارودغان كانت باعثاً لانتفاضة الاتراك وهاهو ينتظر سقوطه حيث ثورة تقسيم ستقصم ظهره اجلاً ام عاجلاً.